عينت اللجنة الرباعية الدولية أمس الأربعاء توني بلير مبعوثا جديدا لها في الشرق الأوسط بعيد تقديم استقالته إلى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من منصب رئيس الوزراء ومن مجلس العموم البريطاني. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ميشيل مونتاس -بعد ساعات قليلة من استقالة رئيس الوزراء البريطاني من منصبه الحكومي- إن اللجنة الرباعية تعلن اليوم تعيين توني بلير مبعوثا لها. وربطت مونتاس بين قرار تعيين بلير وما اعتبرته "التزام" الأخير منذ زمن بالقضية الفلسطينية وبوصفه مبعوثا سيحشد الدعم الدولي للفلسطينيين من خلال العمل بشكل وثيق مع الدول المانحة وأجهزة التنسيق القائمة. وكشفت المتحدثة الأممية أن بلير -الذي سيخلف في المنصب جيمس وولفنسون المستقيل منذ عام 2006 - سيزاول عمله من مقره في القدس بمساعدة فريق خبراء وسيتلقى الدعم من دول ومؤسسات شريكة. وقد شكك بعض الدبلوماسيين الأوروبيين في قدرة بلير على حشد تأييد علني واسع النطاق من الفلسطينيين والعرب بسبب دوره البارز في حرب العراق وعلاقته الوثيقة بالرئيس بوش. وسارع البيت الأبيض الأميركي بالترحيب بتعيين بلير، حيث قال المتحدث جوردون جوندرو إن الرئيس يرحب بهذا الإعلان ويقدر عزمه على القيام بواجباته ومواصلة عمله من أجل السلام في الشرق الأوسط. غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ذكر من جهته أن بوش سعيد بتعيين بلير داعيا إلى عدم المبالغة في التوقعات منه في منصبه الجديد قائلا إن بلير ليس سوبرمان . بموازاة ذلك رحبت الخارجية الصهيونية - بلسان المتحدث مارك ريغيف- بتعيين بلير. وقال إن بلير صديق للكيان الصهيوني وصديق للفلسطينيين وهو قبل أي شيء آخر صديق للسلام ونحن سعداء لفكرة العمل معه. وفي رام الله قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الرئيس عباس يرحب بتعيين بلير وتمت استشارته بالموضوع مضيفا أن عباس سيعمل جنبا إلى جنب مع بلير للتوصل إلى حل الدولتين. غير أن غازي حمد المتحدث باسم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية قال إن حركة حماس لا تتوقع أن يكون دور بلير عادلا في أي قضية لها صلة بالصراع الفلسطيني الصهيوني أو أي قضية عربية. بدوره ندد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم بقرار تعيين بلير مبعوثا للرباعية. وقال إن شخصية بلير غير مرغوب فيها وغير مرحب بها فلسطينيا لأنه لا يليق لها أن تكون أمينة على طموحات الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال والإفراج عن الأسرى وعودة اللاجئين. وأشار برهوم إلى أنه لا يتوقع أن يلعب بلير دورا منصفا وسيبقي مقادا من قبل أميركا ولن يؤدي دورا حقيقيا تجاه حل عادل للقضية الفلسطينية.