بدأت في مدينة روتردام الهولندية أمس فعاليات المؤتمر الخامس لفلسطينيي أوروبا الذي تنظمه الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني في لندن والمنتدى الفلسطيني في هولندا، إحياء لذكرى النكبة عام 1948 وتأكيدا على تمسك فلسطينيي الشتات خاصة في أوروبا بحقهم في العودة لوطنهم. وجاء في إعلان منظمي المؤتمر الذي يحمل شعار "رغم البعد والآلام.. شعب واحد وحق ثابت" أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي "تأكيدا على تمسك فلسطينيي أوروبا بحق العودة، ودعما لصمود شعبنا الفلسطيني في الداخل، وتحقيقا لمبدأ الوحدة الوطنية، وإحياء للذكرى ال59 للنكبة". وكان من المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بالمؤتمر في محاولة من المنظمين لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، إلا أن الحكومة الهولندية رفضت دعوة هنية لدخول البلاد لأنه ينتمى لحركة يعتبرها الاتحاد الأوروبي "حركة إرهابية" بحسب زعمه. ورغم ذلك ألقى هنية كلمة الافتتاح وسط تصفيق وتهليل الحضور من خلال بث مباشر من غزة، ثمن فيها دور فلسطينيي أوروبا في المحافظة على الهوية الفلسطينية واستبسالهم للحفاظ على مرتكزات القضية، ويأتي في مقدمتها حق العودة ورفض الاحتلال. وكانت السلطات البلجيكية منعت وزير الشباب والرياضة الفلسطيني العضو في حركة حماس باسم نعيم من مغادرة مطار بروكسل متجها لروتردام للمشاركة في فعاليات المؤتمر. من جانبه أكد أمين أبو إبراهيم رئيس المنتدى الفلسطيني في هولندا -الجهة المضيفة للمؤتمر- بحسب الجزيرة - أن المؤتمر هذا العام سيشهد إضافات نوعية في برامجه وأعماله، إذ تشتمل على إقامة ندوات سياسية وحلقات نقاش وورش عمل وفقرات إعلامية، فضلا عن مشاركات ممثلي الوفود، علاوة على معارض مصاحبة وفقرات فنية وشعبية. ومن المنتظر أن يخرج مؤتمر روتردام بوثيقة ختامية تتضمن مقرّراته، وتعبِّر عن توجهات الفلسطينيين في القارة الأوروبية ومواقفهم إزاء عدد من الشواغل والقضايا، وفي مقدمتها قضية حق العودة والمفاصل الأخرى للقضية الفلسطينيةكالقدس والتحرر من الاحتلال والأسرى والمستوطنات والجدار "العنصري". كما تشمل مقررات المؤتمر قضية مشاركة فلسطينيي أوروبا في العمل الفلسطيني العام وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها على أساس يحقق الشراكة الشاملة ويضمن تفاعل الوجود الفلسطيني حيثما كان في خدمة قضيته الوطنية. وتشارك في المؤتمر فرقة روابي القدس للفنون الشعبية الفلسطينية، عبر لوحات فنية تتغنى بحق العودة، بينما ستعرض خلال أعماله خمسة أفلام تسجيلية قصيرة تتناول قضايا العودة واللاجئين والقدس والأسرى والمستوطنات والجدار العازل. في السياق نفسه أكد ماجد الزير مدير مركز العودة الفلسطيني -وهي المؤسسة التي بادرت انطلاقا من مقرها في لندن، بإطلاق تجربة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا وظلت ترعى هذه المؤتمرات- أن انعقاد هذا المؤتمر في هولندا "يكتسب أهمية خاصة عبر سعي فلسطينيي أوروبا للإسهام في كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني". واعتبر أن ثلاثة أجيال من الشتات الفلسطيني في أوروبا، خلال مشاركتها الفاعلة في هذه المؤتمرات التي سجلت نجاحا متعاقبا ولافتا للانتباه، تؤكد أنها متمسكة بحق العودة إلى أرضها وديارها في فلسطين، متخذة من المفتاح رمزا للتشبث بذلك الحق، بما يؤكد وحدة الحال الفلسطينية على اختلاف المنافي ومواقع الشتات. من جانبه أكد عادل عبد الله الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أن المؤتمر يشهد تفاعلا متزايدا إذا ما قورن بالأعوام الماضية، خاصة في صفوف الشباب الفلسطيني، ونشاط ملحوظ بجانب المرأة الفلسطينية، إلى جانب الشرائح الأخرى. وأوضح عبد الله أن هذه المؤتمرات باتت من أبرز تجمعات الشتات الفلسطيني في الخارج، بالنظر إلى حجم المشاركين في أعماله وعدد الوفود التي تحضره. ويستضيف مؤتمر روتردام شخصيات فلسطينية بارزة، من داخل أوروبا وخارجها، من بينها قيادات من داخل فلسطين، علاوة على مثقفين وكتاب وإعلاميين وفنانين وقادة رأي ومشاركين من شتى مواقع الشتات الفلسطيني. كما تشارك في أعمال المؤتمر الكثير من المؤسسات والجمعيات والاتحادات والروابط الفلسطينية من شتى أنحاء القارة الأوروبية، وبمشاركة شخصيات هولندية بارزة. وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول انعقد في لندن عام 2003، والتأم المؤتمر الثاني في برلين عام 2004، ثم جاء انعقاد المؤتمر الثالث في فيينا عام 2005، وأما المؤتمر الرابع فأقيمت أعماله في مدينة مالمو السويدية العام الماضي.