* العلاقات الصينيه الأيرانيه بمفهومها الشامل وخاصةً السياسي والأقتصادي منها , ذات تمايز وافق يتعدّى التكتيكي الى الأستراتيجي ... فكلا البلدين يحتاج كل منهما الى الآخر , ومن الممكن ان نقول انّ الأقتصاد الصيني مكمل للأقتصاد الأيراني من وجهة نظر كليّه , حيث هناك الكثير من القواسم السياسيه والأستراتيجيه والأهداف المشتركه بين البلدين على المدى القصير والطويل في أطرها السياسيه والأمنيه والأقتصاديه .
* ايران مهتمه بتطوير العلاقات مع الدول الآسيويه وخاصةً مع الصين , حيث يتبلور أفق للتعاون الثنائي والأقليمي والدولي بين طهرانوبكين , فهناك قواسم سياسيه وثقافيه واقتصاديه ومصالح مشتركه تتساوق مع رؤية البلدين, حيث يسعيان الى خلق نظام متعدد الأقطاب بالتعاون مع روسيا , كما يسعيان الى افشال المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط عامةً وخاصةً المشروع الأمريكي( السياسي والأمني والأقتصادي ) في دول آسيا الوسطى حيث هناك تعاظم للدور والنفوذ الأمريكي في هذه الدول والتي كانت حديقه خلفيه للآتحاد السوفياتي السابق اثناء الحرب البارده .... وفي حالة عدم تمكن بكين من افشال المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط , فانه ليس من صالح الصين نجاح امريكي في بناء قواعد جديده في العراق والخليج دون مساهمة بكين وتفهم مصالحها وخاصةً مع ايران .
* تعاون بين بكينوطهران في مجال الطاقه وصناعة البتروكيماويات واقامة مشروع مترو الأنفاق , ولأنّ ايران تملك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي المسال في العالم تسعى بكين الى الأستفاده من ذلك ...لما تشكل الطاقه من تحدي رهيب للآقتصاد الصيني الهائل وذو النمو السريع , هذا وقد أبرمت طهران الصفقه تلو الأخرى لتغذية طلب عالمي ينمو بسرعه / لكنها أي ايران تحتاج الى عشر سنوات على الأقل لكي تصبح مصدراً رئيسياً للغاز ....لذلك هي تحتاج الى التقنيه الصينيه في هذا المجال , ومساعدة الصين الشامله ....لذلك بكين تملك رؤيه استراتيجيه حيال الأستفاده من الغاز الأيراني المسال , والذي يمكن طهران من اعادة حقن الحقول النفطيه القديمه والمتقادمه فيها لزيادة معدلات الأنتاج النفطي في ايران , لكي تتمكن طهران من تصدير النفط الى بكين خاصةً لحاجة الاخيره اليه , والى غيرها من الدول والتي تسعى جاهدةً للحصول على الغاز الأيراني المسال , مثل ماليزيا .
* ولآنّ بكين تعلم أنّ العقوبات والمشاحنات السياسيه وتصاعد الأستهلاك المحلي الأيراني ومطالب صناعة النفط / معوقات أمام تطوير صناعة الغاز المسال في ايران/ لذلك فهي تنسق مع طهران في هذا المجال بالذات لتذليل العقبات وللوصول الى استراتيجيه محدّده في استغلال الغاز الأيراني لصالح ايران والصين معاً , حيث الصين تسعى الى ديمومة استخراج النفط الأيراني للخمسين سنه القادمه على الأقل, وهذا يتطلب كميات هائله من الغاز من أجل حقن حقول النفط الأيرانيه المتقادمه .
* هناك الكثير من الدول الآسيويه التي تعاقدت على الغاز الأيراني , حيث تحتاج ايران الى عقد من الزمن على الأقل حسب جداولها الزمنيه حتّى تصبح مصدره له , لذلك على هذه الدول/ على المدى القصير ولعشر سنوات قادمه / أن تبحث في مكان آخر عن الغاز .... وعليه ستقوم الصين على مساعدة ايران لسنوات على اقامة مشاريع للغاز الطبيعي المسال , لتصديره عبر الناقلات الى انحاء العالم والصين خاصةً / كذلك مد خطوط آنابيب لتصديره أيضاً .
* في نهاية العام الماضي 2006 م وقعت ايران اتفاقات اوليه لأستغلال حقول للغاز وبناء محطات لتصدير الغاز الطبيعي المسال بقيمه اجماليه 32 مليار $ مع ( اس.كيه.اس ) الماليزيه و ( سي.ان.أو.أو.سي ) الصينيه , فايران تسعى الى امتلاك الطاقه الأنتاجيه بمساعدة الصين لها , بشرط أن تكون التقنيات المستخدمه صينيه لا امريكيه و/او أوروبيه , كون تقنيات استغلال الغاز الآن كلّها امريكيه وبعضها أوروبيه مع وجود تقنيات صينيه تماثل الأمريكيه والأوروبيه والتي في النهايه تؤدي الى امتلاك ايران الطاقه الأنتاجيه ومنها الغاز الغنيه فيه ايران .
• ومؤخراً طلبت بكين من حكومة نجاد أن لا تستجيب لضغوط البرلمان الأيراني في تقييد صادرات الغاز ....وايران تعتبر خامس أكبر مستهلك للغاز في العالم وتحرق ايران من الغاز أكثر من ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا ....والمفارقه العجيبه هي : أنّه رغم الموارد الهائله لأيران , فانها مستورد صاف للغاز منذ عام 2002 م , حيث تستورد كميه محدّده من الغاز من تركمانستان المجاوره . * ويستخدم الغاز في ايران في عملية الحقن في حقولها النفطيه المتقادمه للحفاظ على مستوى الضغط في( المكمن) وزيادة معدل استخراج النفط ...لذلك الصين مهتمه في عدم التأخير في عملية اعادة الحقن , لأنّها سوف تضر انتاج النفط الأيراني وبالتالي يلحق ضرر بالصين كونها بحاجه الى النفط الأيراني وغيره كما هي بحاجه أيضاً للغاز المسال الأيراني .
* تعاون صيني – ايراني في صيانة البنيه التحتيه للصناعات الثقيله التي يراد لها أن تحافظ على انتاجيتها / ويصح هذا القول على الصناعه النفطيه / لأنّ انتاجية البئر النفطي تتناقص بنسبه ضئيله كل عام , فاذا لم يتم حفر آبار جديده للتعويض عن التناقص الطبيعي , فانّ انتاج البلاد( ايران) من النفط بشكل عام سوف يتدنى .... ولآنّ اقتصاد طهران على النمط السوفياتي القديم بالآضافه الى الملابسات السياسيه , فانّ بكين تعمل على تغيرات نمطيه في الأقتصاد الأيراني واعادة حقنه بما يتلائم والموارد الهائله التي تملكها .
* الصين تنظر الى البرنامج النووي الأيراني على انّه علامه من علامات الأنهيار النفطي الأيراني ...لذلك هي تسعى الى تطوير صناعة الغاز في ايران على المدى الطويل , ليستخدم في جزء منه في اعادة حقن الحقول المتقادمه فيها , لزيادة الضغط في المكمن وبالتالي زيادة معدلات الأنتاج النفطيه , كما اسلفنا سابقا/ الذي يمنع الأنهيار النفطي في ايران هو نفسه الغاز الأيراني الحاقن لذات الحقول .
* ايران تعتمد على توليد الطاقه الكهربائيه على النفط والغاز والصين لها مشاريعها الخاصه في هذا المجال مع طهران... كما للصين مصالح حيويه في الشرق الأوسط, ومصالح بكين متصادمه مع الأمريكان في المنطقه, وتطالب الصين واشنطن في ضرورة تفهم مصالحها وخاصةً في مجال الطاقه مع ايران .
* ليس في صالح ايران تنامي العلاقات الصينيه الأسرائيليه , لأنها قد تكون بمثابة الفيروس في علاقات طهران مع بكين , وقد تلقت ايران تطمينات صينيه جادّه وجديره بالمصداقيه والمصالح المشتركه بين الدولتين ( ايران والصين ) مؤخراً عقب زيارة أولمرت الى بكين وما رافقها من نجاحات حسب لسان حال أولمرت وفريقه الزائر لبكين.
* تحالف استراتيجي بين طهران والصين حيال آسيا الوسطى, لمواجهة النفوذ الأمريكي هناك, كما يوجد هناك تعاون عسكري ايراني صيني في تحسين قدرات ايران في اطلاق الصواريخ الى الفضاء , وهذا الأمر يمكن طهران في أن يساعدها على صناعة صواريخ ذاتيه الدفع عابره للقارات قد يصل مداها الى 4000 كيلومتر.... فايران تستعد الى اطلاق قمر صناعي الى الفضاء الخارجي والصين احد الفاعلين في هذا المجال مع وجود الفاعل الروسي في هذه التقنيه الفضائيه .
* الصين وايران لديها معلومات أمنيه وسياسيه كثيره عن التوجهات الأمريكيه في المنطقه / فهم يضعون الخطط الأستراتيجيه( الأمنيه والسياسيه والأقتصاديه )لأنّ واشنطن تسعى الى السيطره على الطاقه الهيدروكربونيه ( النفط والغاز تحديداً) الذي راجت شهرته باسم نفط بحر قزوين في اجهزة الميديا العالميه .
* بكينوايران يملكون رؤيه مشتركه , انّ الحرب الأمريكيه على الأرهاب ليست الاّ غطاءً لتطبيقات عناصر استراتيجية تأمين امدادات الطاقه الأمريكيه , وما غزو افغانستان ومن بعدها العراق الاّ مثالان حيّان على هوس مجموعة تشيني النفطيه المحيطه بالرئيس بوش من داخل الأداره ومن خارجها حيث مقار الديناصورات النفطيه التي تسمى ترميزاً the bg ol برائحة النفط حيثما كانت مكامنه وطرق امداداته , حيث أنّ منطقة الشرق الأوسط موضوعه من بين سائر المناطق الأخرى المنتجه للنفط في العالم , على قمة اهتمامات وأولويات الأستراتيجيه الأمريكيه النفطيه واداة تنفيذها , لذلك الصين وايران ينسقون مع بعضهم لمواجهة هذه الأستراتيجيه النفطيه الأمريكيه والمتضمنه الأستخدام المغامر للقوات المسلحه الأمريكيه دون أي اعتبار لما تسفر عنه عمليات نشر قواتها في البلدان والمناطق المستهدفه من تداعيات وآثار وخيمه على السلم الأقليمي والدولي , وعلى موازين القوى الدوليه وعلاقات المكونات الثقافيه المختلفه التي تنظم الكوكب الأرضي بعضها ببعض .
* بكين تتفهم حاجة ايران الى برنامج نووي سلمي , دون ان تملك حق تخصيب اليورانيوم حتى لا تسيء استخدامه لأغراض عسكريه, وعليه في الأستراتيجي/ الصين ضد امتلاك ايران للسلاح النووي , وقد أيدت بكين قرار دولي / بفرض عقوبات على ايران اذا استمرت بعملية تخصيب اليورانيوم / القرار الأممي( 1737 ) .
* الصين وتبعاً لسياستها التقليديه تعارض فرض عقوبات اقتصاديه على الدول الأخرى , ولكن شأنها شأن روسيا , أيدت تفضيلها لمواصلة التفاوض مع طهران التي تمد الصين بنحو 12% من احتياجاتها النفطيه , وعندّ تطوير صناعة الغاز في ايران مستقبلاً بمساعده صينيه صرفه , تتوقع بكين ان تمد طهران الصين بنحو 30 % ان لم يكن اكثر من احتياجاتها النفطيه السنويه .
* تعاون صيني ايراني في مجال الأبحاث وتكنولوجيا المعلومات وتحلية المياه , وكذلك تعاون عسكري في مجال صناعة تقنية الصواريخ العابره لمسافات كبيره جداً ... وفي صناعة الأجهزه الدقيقه الألكترونيه ذات الأستخدام العسكري والأمني...حيث أنّ ايران تصدر تكنولوجيا الصناعات الخفيفه الى الصين , بالمقابل تقوم بكين بتصدير تكنولوجيا الصناعات الآلكترونيه الدقيقه وكذلك تصدير تكنولوجيا التصنيع الحربي الى ايران .
* تنسيق آخر بين بكينوطهران يتمثل في ادراك حقيقي للبلدين للمحاولات الأمريكيه التوسع شرق آسيا عبر دعم تايوان في مقابل الصين / فقامت الصين بمساعده ايرانيه استخباريه ومخابراتيه محضه / بالضغط على امريكا وخاصةً بعد أزمة طائرة التجسس الأمريكيه التي أسقطها الصينيون فوق آراضيهم في وقتها / وآخرها كان الضغط بالورقه الأقتصاديه حيث قامت بكين بتعويم سعر صرف اليوان الصيني في العالم في حينه أيضاً , مما تسبب بخساره بمليارات الدولارات لواشنطن والتي اظطرت أن تعيد النظر في علاقاتها مع الصين وقوتها في حينه / هذا نموذج حي في عمق التنسيق الصيني الأيراني في الماضي القريب .
• ملاحظه : حجم التجاره بين بكينوطهران سنوياّ تبلغ الآن تقريباً 4 مليار $ , وهو يماثل حجم التجاره السنوي بين بكين وتل أبيب ....لذلك تسعى طهران الى زيادة حجم التجاره السنوي مع بكين ليصل الى ستة مليار $ سنوياً على أن يتعاظم في المستقبل على المدى الطويل .