أحيا الفلسطينيون، اليوم الثلاثاء، في قطاع غزة والضفة الغربية فعاليات الذكرى الرابعة والستين للنكبة بمسيرات حاشدة، مؤكدين على ان حقوق الشعب الفلسطيني لا تنتزع الا بالقوة والمقاومة وشددوا على التمسك بحق العودة وعدم التنازل عن قضية اللاجئين. وخرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات جماهيرية حاشدة ظهر اليوم انطلقت من وسط مدينة غزة وصولا إلى مقر الأممالمتحدة شاركت فيها جميع الفصائل الفلسطينية.ونظم الفلسطينيون إضرابا عاما في مختلف المناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى مسيرات في مختلف أنحاء فلسطين في الضفة وغزة والأراضي المحتلة. وذكر موقع عرب48 أن الإضراب شمل جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمدارس والمحال التجارية، واستثنى من الإضراب الطلاب المقدمون للامتحانات الرسمية. وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد دعت إلى الإضراب في اجتماعها الطارئ الذي عقدته بوم الخميس الماضي مستجيبة للتوصية التي رفعها سكرتيرو الأحزاب ولجنة متابعة قضايا أسرى الحرية ولجنة السجون ولجنة المهجرين واللجان الشعبية في منطقة وادي عارة. وفي رام الله انطلقت صفارة الإنذار في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا في المدينة ووقف المشاركون دقيقة صمت إحياء لذكرى النكبة في دوار الساعة وسط المدينة. وشارك المئات في التظاهرة التي دعت إليها السلطة الفلسطينية حاملين الإعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها أسماء قرى فلسطينية مهجرة عام 1948. وتجمع المئات قرب معسكر عوفر القريب من رام الله وعند حاجز قلنديا بين القدسورام الله حيث وقعت اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الصهيونية. وأفاد مصدر في مستشفى رام الله الحكومي أن 17 شخصا أصيبوا في المواجهات عند عوفر وقلنديا بالرصاص المطاطي مشيرا إلى تسجيل إصابتين في الرأس ولكنهما ليستا خطيرتين. وفي نابلس شمال الضفة الغربية تجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لتأكيد حق العودة وطالبوا الوكالة بعدم تقليص خدماتها المقدمة إلى اللاجئين الفلسطينيين. وفي الخليل بجنوب الضفة الغربية, خرج آلاف للتظاهر حاملين الإعلام الفلسطينية وصور أسرى فلسطينيين في ذكرى النكبة واحتفالا بنجاح إضراب الأسرى عن الطعام. وقامت مجموعة من الشبان الملثمين بحرق علم الكيان الصهيوني في التظاهرة بحسب ما افاد مراسل لفرانس برس. وفي القدسالشرقيةالمحتلة رشق شبان فلسطينيون عناصر شرطة صهيونية بالحجارة في منطقة العيسوية ما ادى الى اعتقال أربعة اشخاص من بينهم قاصر. وفي غزة شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من وسط مدينة غزة وصولا إلى مقر الأممالمتحدة إحياء للذكرى الرابعة والستين للنكبة. ورفعت في تلك المسيرات الأعلام الفلسطينية وشارك فيها قادة الفصائل الفلسطينية بينها فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية. وفي كلمة لزكريا الأغا رئيس اللجنة الوطنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح أمام مقر الأممالمتحدة دعا إلى "استمرار التمسك بوقف كل أشكال المفاوضات ورفض استئنافها والإصرار على وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام" وطالب المجتمع الدولي وبريطانيا برفع الظلم التاريخي، والضغط على حكومة الكيان الصهيوني للانسحاب من الأرض الفلسطينية وتنفي قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية. وأكد النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي مشير المصري في كلمته أن "حق العودة مقدس ولايجوز التفريط فيه" ردد المتظاهرين هتافات تشدد على الوحدة الوطنية الفلسطينية ونبذ الخلافات وإنهاء الانقسام، وشارك في التظاهرة مئات النساء والأطفال ورفعوا إلى جانب الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل المختلفة، رفع بعض المشاركين مفاتيح ترمز إلى العودة إلى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948. وقام متظاهرون بزراعة مائتي شجرة زيتون على الطريق الساحلي، غرب غزة ترمز إلى مائتي طفل قتلوا في الحرب الصهيونية على قطاع غزة في شتاء عام 2008. وفي قطاع غزة أيضا أقيم ماراثون رياضي أطلق عليه ماراثون العودة شارك فيه المئات، من مفرق الشجاعية شرق مدينة غزة إلى مقر الضابطة الجمركية قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة وشارك فيه هنية رئيس الحكومة في غزة . وفي بيان لحركة حماس أصدرته صباح اليوم جددت تأكيدها على تمسكها بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها منذ يوم النكبة، باعتباره حقا مقدسا كفلته كل القوانين الإنسانية والسماوية وكذلك أكدت الحركة على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني. في المقابل أعلن الجيش الصهيوني حالة الطوارئ وعزز قواته في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وعززت من تواجدها واتخذت إجراءات داخل أراضي 48، وعلى المناطق الحدودية. ونقل موقع "عربيل" الصهيوني أنباء حول اعتقال ثلاثة شباب فلسطينيين في حي العيساوية، وأضاف الموقع الإسرائيلي أن اشتباكات حدثت بين شباب فلسطيني وقوات الأمن الصهيونية في معبر قلنديا وبلدة بيتونيا شمال القدس، وفي قريتي الفوار وخرسا قضاء الخليل وقرية بيت أمر قضاء بيت اللحم، وذكرت أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع. وأشارت وكالة "معا" إلى إصابة أكثر من 80 شابا خلال مواجهات عنيفة اندلعت بالقرب من معتقل عوفر غربي رام الله، وبالقرب من حاجز قلنديا العسكري، وتتراوح الإصابات بين المتوسطة والطفيفة، جراء استخدام قوات الاحتلال الصهيوني للرصاص المطاطي بكميات كبيرة لتفريق المتظاهرين. وقالت النائبة حنين الزغبي لموقع عرب48 "لقد ثبت لنا أن كرامة الناس وسلوك الناس بكبرياء لا يحتاج إلى جهد وإلى عناء بل هي أمور عفوية وتلقائية لأنها متأصلة في نفسية شعبنا ووجدانه الوطني" واعتبرت الإضراب الموحد في ذكرى النكبة ليس تقليدا بل هو حدث نوعي جديد في ثقافتنا السياسية، وعليه أن يتكرر ليصبح تقليدا سنويا. يذكر أنه في عشية ذكرى النكبة أمس حدثت جلسة عاصفة بين النائب العربي في الكنيست الصهيوني جمال زحالقة ولجنة المعارف في الكنيست، افتتحها رئيس اللجنة أليكس ميلر بالإشارة إلى أنها تعقد لبحث كيفية منع إحياء ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب، وقاطعه النائب جمال زحالقة بقوله "في الشيخ مونس المظهر الحضاري لجامعة تل أبيب لن يخفى بربرية إسرائيل" في إشارة منه إلى أن الجامعة أقيمت على أنقاض قرية فلسطينية تحمل هذا الاسم. وذكر موقع عرب48 أنه خلال الجلسة هاجم أعضاء بالكنيست من اليمين ضد جامعة تل أبيب، لسماحها للطلاب بإحياء ذكرى النكبة، وضد النواب العرب واتهموهم بدعم ما أسموه "الإرهاب". ونقلت صحيفة "جورزاليم بوست" بعضا من أجواء إحياء الطلبة لذكرى النكبة أمس، حيث ذكرت أن العشرات من الطلاب الفلسطينيين واليهود تجمعوا وأعلنوا رأيهم في الأحداث التي أحاطت بالكيان الصهيوني واتفقوا على أنها كانت "نكبة" واستمع المشاركون إلى قراءة لقصيدة محمود درويش. وألمحت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قانون "النكبة" الذي صدر في مارس 2011 لا يمنع المواطنين الصهاينة من حرية التجمع أو حرية التعبير ولكنه تعديل يحظر تمويل تلك الأنشطة من ميزانية الدولة التي تأتي من أموال دافعي الضرائب، ووصفت الصحيفة تلك الأنشطة بأنها التي تهدف إلى تقويض ماوصفته ب"الأسس الأخلاقية" لدولة الكيان الصهيوني. وذكرت صحيفة "بديعوت أحرونوت" أن الآلاف قد وصلوا إلى منطقة اللجون قرب أم الفحم لحضور اجتماع حاشد في ذكرى النكبة من بينهم الشيخ رائد صلاح، مشيرة إلى أن المئات من المشاركين يحملون الأعلام الفلسطينية. وكانت لجنة المتابعة يوم الخميس ناشدت الجماهير التوجه إلى قرية اللجون المهجرة للمشاركة في النشاطات المركزية وبدء التجمع هناك مع دخول الساعة الثانية، وأشار البيان إلى أنه ستبنى قرية اللجون بشكل رمزي من خلال نصب الخيام تأكيدا على تمسكنا بالعودة إلى القرى المهجرة، وستقام في هذه الخيام نشاطات ثقافية من محاضرات وورشات عمل ومعارض تراثية ومعارض رسومات وكتب تتحدث عن النكبة وفعاليات أخرى.