فرقت الشرطة الإسبانية حوالي 200 متظاهر من أحد الميادين بوسط مدريد اليوم بعد اجتماع حاشد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحركة الاحتجاج على الأزمة الاقتصادية، والتي تطالب بمجتمع أكثر عدلا. وتحدى بعض المحتجين أوامر الشرطة بمغادرة الميدان، وتم تفريقهم في حوالي الساعة 5 صباحا، وأصيب أربعة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة واعتقل 17 شخصًا، حسبما أفادت وسائل الإعلام المحلية. وتظاهر حوالي 30 ألف شخص أمس السبت في ميدان بويرتا ديل سول للاحتفال بمرور عام على حركة "الغاضبون "الاحتجاجية التي تعرف أيضا ب"15 - إم"، وانطلقت في 15 مايو عام 2011. وفرقت الشرطة المتظاهرين أيضا في فالنسيا وبالما دي مايوركا، وفقا لتقارير التلفزيون. ونشرت مدريد نحو ألفي شرطي لمراقبة مظاهرات "15 - إم" التي نظمت في نحو ثمانين مدينة إسبانية، بينها برشلونة التي وصل عدد المتظاهرين بها إلى حوالي 22 ألف شخص وفقا لوزارة الداخلية. وجرت مظاهرات مماثلة في العديد من المدن الأوروبية وفي الولاياتالمتحدة، بحسب تقارير وسائل الإعلام الأسبانية. وحمل المتظاهرون في ميدان بويرتا ديل سول لافتات كتب عليها عبارات مثل "إنهم لا يمثلوننا" و"لن ندفع ثمن أزمتكم الاقتصادية". وقالت امرأة "تمتلك البنوك والشركات الكبرى جميع الأموال، بينما نحن ليس لدينا أي وظائف". وانتقد المحتجون سياسات التقشف التي تنتهجها حكومة ماريانو راخوي رئيس الوزراء المحافظة والإصلاحات الخاصة بالعمل التي تجعل من السهل على أصحاب العمل فصل العمال والإجراءات الرامية إلى إنقاذ البنوك المتعثرة، بينما تخفض السلطات نفقات الصحة والتعليم. الجدير بالذكر أن حركة "15 - إم" أطلقها نشطاء شباب عبر الإنترنت للتعبير عن استيائهم حيال ارتفاع معدل البطالة في إسبانيا في ظل الأزمة الاقتصادية، التي يلقى اللوم فيها على تأثير القوى المالية على النظام السياسي. وجذبت الحركة سريعا عناصر من المثقفين والمسنين والعائلات والأطفال. وقال ممثلو الحركة: إن الظروف التي فجرت الحركة ازدادت سوءا فقط، حيث أصبح حوالي ربع السكان تقريبا بدون وظائف حاليا.