عقد زعيم المحافظين الفرنسيين نيكولا ساركوزي ومنافسته الاشتراكية سيجولين روايال آخر مؤتمراتهما الانتخابية الجماهيرية الكبيرة يوم الخميس في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أنهما سيحتلان الصدارة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة يوم الأحد القادم. وأبلغ ساركوزي الذي يتسم بالتشدد حيال قضايا القانون والنظام والذي يحافظ على صدارة استطلاعات الرأي منذ بداية العام الجاري حشدا من أنصاره يبلغ 15 ألفا في ميناء مرسيليا المطل على البحر المتوسط أن يتبنوا حلمه في تحقيق "نهضة" لاستعادة قوة فرنسا الذابلة. أما روايال التي تطمح لأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا فقد اعتلت المنصة في مدينة تولوز الواقعة في جنوب البلاد وإلى جوارها رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو ودعت الناخبين إلى الوقوف خلفها ودافعت عن ديمقراطية فرنسا. وأبلغت حشدا من أنصارها يلوحون بأعلام "الديمقراطية بحاجة اليكم. الجمهورية (الفرنسية) تحتاج إليكم لأنها اليوم مهددة ... بالتمزق." وإذا لم يحصل أي من المرشحين الإثني عشر على أغلبية مطلقة في جولة الثاني والعشرين من أبريل كما هو متوقع فسيخوض صاحبا المركزين الأول والثاني جولة حاسمة في السادس من مايو المقبل. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ساركوزي وزير الداخلية السابق والزعيمة الاشتراكية روايال سيطيحان بمرشح الوسط فرنسوا بايرو وزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن من المنافسة ليخوضا مواجهة تقليدية بين اليمين واليسار في الجولة الثانية. وأشارت الاستطلاعات ذاتها إلى أن الفارق الذي حافظ عليه ساركوزي طويلا بينه وبين روايال آخذ في التناقص بل إن استطلاعا أجرته مؤسسة (سي.إس.إيه) وأعلنت نتائجه يوم الخميس يظهر أن الاثنين سيكونان متعادلين قبل الجولة الثانية والحاسمة والتي من المرجح أن يخوضاها. ومع ذلك سبق وخابت توقعات استطلاعات للرأي في الماضي. وأذهل لوبن فرنسا عام 2002 عندما أطاح بالمرشح الاشتراكي آنذاك ليونيل جوسبان من السباق قبل أن يسحقه الرئيس جاك شيراك في الجولة الحاسمة. وتعرض ساركوزي لهجوم ضار من كل الأطراف خلال الأسابيع الأخيرة وحاول معارضوه من كل الاتجاهات تصويره على أنه خطر ومثير للانقسامات في السياسة الفرنسية. وأبلغ أنصاره في مرسيليا "نلت نصيبي من الاهانات والأكاذيب .. عندما لا يكون لدى المرشحين أية أفكار ولا حجج ولا قناعات .. عندما لا يؤمنون بشئ ولا يعملون عندئذ لا يكون أمامهم أي خيار سوى الاهانة والأكاذيب والغمز." ووعد ساركوزي باعطاء الأولوية لتوفير فرص العمل إذا فاز في الانتخابات كما تعهد بزيادة قيمة الأجور مقابل ساعات العمل الاضافية وبحماية المشروعات الفرنسية. ويقول أيضا إنه سيستحدث وزارة للهجرة والهوية الوطنية وهي خطوة يقول منتقدون إنها تهدف إلى اجتذاب أصوات اليمينيين المتطرفين. وتمزج روايال برنامجها الاقتصادي اليساري بالتأكيد على القيم الاجتماعية التقليدية. وكان قد أطلق عليها "ثاباتيرا" عام 2004 عندما فازت بانتخابات محلية في فرنسا بعد أسابيع قليلة من فوز ثاباتيرو في الانتخابات الإسبانية. وقال ثاباتيرو يوم الخميس "أدعم سيجولين في هذه المرحلة الحاسمة. لقد أظهرت لنا عشقها لبلادها ولمواطنيها." وتجري انتخابات الرئاسة الفرنسية على خلفية من القضايا المثيرة للقلق وهي البطالة والهجرة والأمن لكنها ركزت بشكل زائد على شخصيات المرشحين الرئيسيين. وتعين على كلا المرشحين مواجهة انتقادات من داخل معسكريهما وحققت سلسلة كتيبات عن الحملات تتهمهما بعدم الكفاءة والعجرفة أفضل المبيعات. وقدم بايرو نفسه على أنه صوت الاعتدال وحث الناخبين على التمرد على سنوات اقتصرت فيها المنافسة على صدارة الساحة السياسية على اليمين واليسار. لكنه تعرض لانتكاسة يوم الخميس عندما دعت صحيفة لوموند ذات التأثير الواسع الفرنسيين للتصويت إما لصالح روايال أو ساركوزي قائلة إنهما يملكان أكثر البرامج تماسكا وأقوى فرق العمل في حالة الشروع في تشكيل حكومة في المستقبل. وانتقد بايرو افتتاحية لوموند ووصفها بأنها "متعجرفة" و"غير جديرة بالاحترام". وتساءل خلال مؤتمر جماهيري لأنصاره بالقرب من منزله في جنوب غرب فرنسا "من هؤلاء الناس.. أين الامتياز الذي يعطيهم وحدهم الحق في الحديث باسم الديمقراطية.."