في تحد جديد للضغوطات والتهديدات الأمريكيةوالغربية أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده دخلت النادي النووي وأنها لن تستسلم للضغوط وستواصل عملها في مجال تخصيب اليورانيوم.ليكون نجاد بذلك قد أوفى بوعده للإيرانيين باعتزامه الإعلان عن أخبار سارة حول البرنامج النووي . وأكد نجاد – خلال كلمته في احتفال أقيم بمنشأة نتانز النووية بمناسبة يوم الطاقة النووية الإيرانية – أن إيران انتقلت إلى مرحلة التخصيب على المستوى الصناعي. وقال نجاد إن طهران لن تسمح للدول الكبرى بوقف برنامجها النووي وستدافع عن حقها في امتلاك الطاقة النووية حتى النهاية.وأنه لا رجوع عن الطريق نحو التطور. وتعهد الرئيس الإيراني بعدم السماح بوقف البرنامج النووي الذي أصبح في طريقه إلى القمة.مشيرا إلى أن كل الأنشطة النووية في بلاده تمت تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الرعب يسيطر على الأمريكيين ويلوحون بفرض المزيد من العقوبات طهران تستخف بتصريحات الأمريكيين وتهدد بالانسحاب من معاهدة الحظر قلق أمريكي من احتمال امتلاك طهران صاروخاً روسياً مضاداً للسفن وشدد نجاد على أن إيران ستضع قدراتها وتقدمها النووي في خدمة رفاهية الشعوب وتقدمها ونشر السلام والاستقرار في العالم. واتهم نجاد مجلس الأمن بأنه أصبح خاضعا لضغوط القوى الكبرى في قرارته.في حين انتقد محاولات الغرب عرقلة بلاده عن التقدم. وأضاف نجاد أن هذه الأمة الكبيرة التي كانت في القرون الماضية رائدة في العلوم لن تسمح لبعض قوى الاستكبار بوضع عراقيل على طريق تقدمها مستخدمةً نفوذها في الأسرة الدولية. من جانبه أكد نائب الرئيس الإيراني ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية غلام رضا آغازاده تصريحات نجاد معلنا دخول بلاده مرحلة تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي وبدء مرحلة جديدة من العمل النووي. وأشار آغازاده إلى أن الخبراء النوويين المحليين حصلوا على المعارف اللازمة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي بعد خمس سنوات من البحوث والاختبارات المكثفة. وتشكل هذه الخطوات تحديا حقيقيا للإرادة الدولية ومجلس الأمن الدولي الذي طالب طهران في ثلاثة قرارات متتالية بتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم. وتحتفل طهران بيوم الطاقة النووية وهي ذكرى نجاحها العام الماضي في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% وهي النسبة المطلوبة لإنتاج الوقود النووي. وقد أثار إعلان نجاد الكثير من ردود الفعل المتباينة حيث أعربت الولاياتالمتحدة وفي أول رد فعل لها عن قلقها الشديد من هذا الإعلان. واعتبرت واشنطن ذلك تحديا للمجتمع الدولي ويبرر العقوبات ضدها – على حد زعمها. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية شين ماكورماك إن سلوك إيران في هذا المجال يجعل من الصعب اقتناع مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن برنامج إيران النووي هو للأغراض السلمية فقط. وأضاف ماكورماك أن يتمنى على ما أسماه بالقيادات العقلانية في إيران أن تعيد النظر في حساباتها.معتبرا أن هناك مخرجاً للأزمة وبديلاً تفاوضياً في حال اختار الإيرانيون اتباعه. وأشار إلى أن خطوة أمس تتضمن إشارة أخرى إلى رفضهم هذا الخيار التفاوضي من خلال اعتماد سياسة التحديوهو ما يبرر أسلوب العقوبات الذي اتبعه مجلس الأمن في التعامل مع هذا الملف من خلال القرار 1747. من جانبه أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندروي إلى ان الخطوة الإيرانية غير مقبولة مطالبًا النظام الإيراني بالالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ومطالب الوكالة الدولية الطاقة الذرية. وجدد جوندروي التلويح بفرض المزيد من العزلة الدولية على إيران عندما أشار إلى أن تلك الخطوة سوف تحرم الشعب الإيراني من الحوافز والمزايا التي عرضتها كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا مقابل تخليها عن تخصيب اليورانيوم. وأكد مسئول أمريكي آخر – بحسب صحيفة الحياة - أن واشنطن متمسكة بالمسار الديبلوماسي لردع إيران عن طموحاتها النووية وأن الخطوات المستقبلية قد تشمل عقوبات أكثر تشدداً في مجلس الأمن أو قراراً دولياً ثالثاً قبل نهاية سبتمبر المقبل. وأضاف أن هناك ما يكفي من الوقت لتجربة الخيارات الديبلوماسية ومحاولة إقناع طهران والضغط عليها للتخلي عن طموحاتها النووية. هذا وقد دعت المفوضية الأوروبية إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية وقال الناطق باسمها تون فان ليروب إن هذا لن يغير موقفنا وانه على إيران التعاون الكامل مع الوكالة والالتزام بقرار الأممالمتحدة. غير أن الموقف الإيراني لم يضعف أمام التصريحات الأمريكية حيث أكد علي لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي أن بلاده قد تعيد النظر في عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تعرضت إلى المزيد من الضغوط الغربية. وقال لاريجاني إنهم إذا واصلوا الضغط على إيران بشأن أنشطتها النووية السلمية فلا خيار لنا سوى تنفيذ قرار البرلمان وإعادة النظر في عضويتنا في معاهدة حظر الانتشار النووي. وجدد لاريجاني رغبة بلاده في التفاهم السلمي من خلال الحوار مشيرا إلى أن اليوم بعد استكمال دائرة الوقود النووي نحن مستعدون لبدء مفاوضات حقيقية بهدف الوصول إلى تفاهم. وأضاف انه على الغرب أن يعرف أن الوصول إلى اتفاق مع إيران لن يتأتى من خلال قرارات الأممالمتحدة وأنهم إذا صنعوا توترات بدلاً من التفاعل مع إيران فعليهم أن يعرفوا أن إيران ستبدي رد فعلٍ جادًا. وسئل لاريجاني عما إذا كانت إيران بدأت ضخ الغاز في ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي يتم تركيبها في منشأة نتانز فأجاب نعم قمنا بضخ الغاز. لكنه لم يذكر عدد الأجهزة التي تم تركيبها. وفي السياق قال نائب رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد سعيدي إن طهران ترفض تحديد عدد آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي أقامتها في نتانز مضيفا أن الرقم محدد إلا أننا نرفض كشفه. ودعا سعيدي إلى انتظار صدور تقرير بهذا الصدد عن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال عشرين يوما. وكانت إيران قد استبقت "الإعلان النووي" المتوقع بتصريحات محمد علي حسيني- المتحدث باسم الخارجية الإيرانية- بأن بلاده تريد محادثات بشأن برنامجها النووي مع الغرب لكنه شدد على أنها ترفض مطالب الغرب والأممالمتحدة بوقف برنامجها النووي قبل بدء المفاوضات وأن بلاده لا يمكن أن تقبل فكرة مناقشة حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية مضيفًا ضرورة منح بلاده ضمانات بعدم التعرض لاعتداءات عسكرية. وقد تم توقيع عقوباتٍ على إيران بسبب عدم استجابتها للمطالبات الغربية بوقف الأنشطة النووية التي يرى الغرب أنها حساسة بسبب وضعها إيران على أول طريق تصنيع السلاح النووي مثل نشاط تخصيب اليورانيوم. وتأتي العقوبات على الرغم من أن إيران أكدت أكثر من مرة أنها لا تريد الوصول إلى تصنيع السلاح النووي. كما أصدر علماء الدين الإيرانيون أكثر من فتوى تُحرم امتلاك السلاح النووي إلى جانب أن إيران لم تتجاوز للآن أي من بنود معاهدة منع الانتشار النووي. وعلى نفس السياق أشارت صحيفة الحياة اللندنية على أن حالة من القلق تنتاب صناع القرار الأمريكيين إزاء اتقادهم بأن إيران تمتلك صواريخ روسية الصنع مضادة للسفن . وقال التقرير إن تملك إيران لصواريخ روسية الصنع مضادة للسفن من طراز «اس اس-ان-22» ؟ يقلق صناع القرار في واشنطن والبحرية الأميركية. فقد تحدثت تقارير أن موسكو عرضت هذا الصاروخ الجوال المتطور للتصدير في أواسط التسعينات عندما كانت روسيا بحاجة لعملة صعبة وأبدت إيران حينها رغبة قوية في شرائه. الا أنه لم يتضح للاستخبارات الأميركية ما إذا كانت روسيا باعت فعلا هذا الصاروخ إلى إيران وما إذا كان ادخل في الخدمة في البحرية الإيرانية بشكل سري. وأضافت الصحيفة أنه وحسب مصادر أمريكية مطلعة فإن هذا الطراز والذي يعرف في الغرب باسم «Sunburn» وصممته موسكو خصيصاً لاختراق نظام «ايجس» (Aegis) أهم الأنظمة الدفاعية لدى أميركا للتعامل مع الصواريخ المضادة للسفن. ويبلغ مدى الصاروخ 90 كلم، وميزته أنه سريع جداً، خصوصاً في المرحلة النهائية عند اقترابه من الهدف بحيث يقوم بالمناورة وهو بسرعة تبلغ ضعفي سرعة الصوت لتفادي القذائف أو الصواريخ المضادة. كما يبلغ حجم الرأس الحربي للصاروخ حوالي 300 كلج ويمكن تزويده برأس نووي تكتيكي. وقامت روسيا بتطوير الصاروخ في أواخر التسعينات وزادت من مداه ليصل حتى 150 كلم. وتعمل موسكو منذ مطلع الألفية الجديدة بالتعاون مع بكين على تطوير هذا الصاروخ الذي تسلمت البحرية الصينية كميات منه. وأجرت البحرية الأمريكية في السنوات الأخيرة تجارب عدة على أنظمة للتعامل مع هذا الصاروخ تحديدا وأضافت تعديلات على نظام «أيجس»، إلا أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت قد تمكنت من إبعاد هذا التهديد، إذ أن هذا الأمر يعتبر من الأسرار العسكرية التي تبقى بمنأى عن غالبية المسؤولين في واشنطن. واشارت الصحيفة إلى أن الاستعدادات الأميركية لحرب محتملة مع ايران ما زالت قائمة على قدم وساق. فبالاضافة إلى حاملتي الطائرات الموجودتين حاليا في مياه الخليج العربي، «ستينس» و «أيزنهاور»، فان واشنطن أمرت القوة الضاربة التي تقودها حاملة الطائرات «رونالد ريغان» بالاتجاه إلى أقصى غرب المحيط الهادئ مما يضعها على مشارف المحيط الهندي أي على مسافة أيام قليلة جدا من إيران.