اكتنفت الشكوك إمكانية نجاح الولاياتالمتحدةوأفغانستان في تضييق الخلافات بينهما، والتوصل إلى اتفاق مشاركة إستراتيجية طويلة الأجل يناقشه الجانبان منذ أكثر من عام. وقال مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية إن بلاده تضغط على الأميركيين بشدة لتسليمها المسؤولية عن منشأة الاحتجاز في قاعدة بغرام الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي والتي شهدت واقعة حرق المصاحف. وأضاف المسؤول "تعتقد حكومة الولاياتالمتحدة أن أفغانستان لا تملك القدرة ولا المعايير الدولية لإدارة السجن، وتصر أيضا على أن المداهمات الليلية لا يمكن وقفها بين عشية وضحاها لأنها أداة أساسية ضد المتمردين". وتابع "تعتقد حكومة الولاياتالمتحدة أن القوات الأفغانية ليست مستعدة بعد لتسلم مسؤولية المداهمات الليلة من القوات الأميركية". أما المتحدث باسم السفارة الأميركية في كابل جافين ساندوول فذكر أن"إبرام اتفاق قد لا يكون ممكنا، وقلنا دائما إن التوصل إلى الاتفاق المناسب أهم من التوصل إلى اتفاق". ومن المفترض أن يضع اتفاق المشاركة الإستراتيجية إطارا لوجود الولاياتالمتحدة في أفغانستان بعد عام 2014، وهو الموعد المقرر لانسحاب آخر قوات قتالية أجنبية من أفغانستان. ودون المشاركة الإستراتيجية قد تجد الولاياتالمتحدة صعوبة في استمراروجودها بأفغانستان في صورة مستشارين بعد عام 2014، وسيؤدي هذا إلى احتمال أن يطول أمد انعدام الاستقرار في البلاد. وتريد كابل أن توافق الولاياتالمتحدة وحلف الناتو على الكف عن القيام بمداهمات ليلية لمنازل الأفغان كشرط مسبق لتوقيع اتفاق مع واشنطن وجدول زمني لتولي مسؤولية مراكز الاحتجاز. وشددت القواعد المتعلقة بالمداهمات الليلية والغارات الجوية، لكنها ما زالت تسبب استياء شديدا بين كثير من الأفغان، وتعيق التقدم في قضية مراكز الاعتقال أيضا، مما سبب جمودا. وتأزمت العلاقات بين البلدين بشدة في الأسابيع الأخيرة بسبب حرق مصاحف في قاعدة بغرام، وهو ما سبب احتجاجات عنيفة ودفع بعض أفراد قوات الأمن الأفغانية لتوجيه سلاحهم إلى جنود أميركيين. وقتل مدنيان أفغانيان وأصيب أربعة آخرون أمس في هجوم استهدف قاعدة بغرام، وسارعت حركة طالبان إلى تبنيه، مؤكدة أنه جاء ردا على إحراق مصاحف في القاعدة. وقال عبد البصير سالانغي حاكم ولاية بروان حيث تقع القاعدة، إن شخصا "يرتدي سترة ناسفة فجر نفسه خارج قاعدة بغرام، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة جميعهم مدنيون، وليس هناك أي جندي أميركي بين الجرحى". أما المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد فأكد مقتل وإصابة أميركيين في الهجوم الذي شن "ردا على إحراق مصاحف في بغرام".