أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فى خطاب تعصبي وعنصري، أمس الثلاثاء، انسحابه من الاتفاق النووى الإيراني، الذى أبرمته طهران مع الدول (5+1)، حينما كان الرئيس الأمريكي السابق أوباما فى سدة الحكم، ليضرب مرة آخري عقب اتفاقية المناخ، بالمعاهدات الدولية، التى تخرج أمريكا بين الحين والآخر فى مجلس الأمن والأممالمتحدة لتندد بها، واصفة الأمر على الدوام بإنه فعل صبيانى، ليجسد رئيسهم تلك المقولة ويصبح "الصبي ترامب" وعلى المستوي الدولي، لاقى القرار ردود فعل معاكسة تمامًا، لما كان مرجو من أمريكا على الدوام، وبالأخص من حلفائها وعلى رأسهم فرنساوألمانياوبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بشكل عام، حيث أنهم أكدوا فى تصريحات وبيانات رسمية إلتزامهم بالاتفاق مع طهران، لكن عدد من الدول العربية وعلى رأسهم السعودية والإمارات كانوا راضين عن القرار. وترصد صحيفة "الشعب" ردود الأفعال الدولية، كما أظهرتها التصريحات والبيانات الرسمية. الحلفاء باعوه.. فرنساوألمانياوبريطانيا: ملتزمون بالاتفاق
وأصدرت كلاً من فرنساوألمانياوبريطانيا، أمس الثلاثاء، بيانًا مشتركًا، أكدوا فيه إلتزامهم بالاتفاق النووي، كما أنهم حثو أمريكا على عدم اتخاذ أي خطوات، قد تعرقل تنفيذ الدول الأخرى للاتفاق النووي المبرم مع إيران. وأكدوا فى بيانهم الذى أصدره مكتب رئيس وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أنهم يحثون الولاياتالمتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق". الإليزية: أسفون يا ترامب "نحن ملتزمون بالاتفاق النووي مع إيران"
وفى سياق ذا أصله، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فى بيان منفصل عن الدول الحليفة، أنه يأسف لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقال "ماكرون": إن فرنساوألمانياوبريطانيا يأسفون للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وسنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل الأنشطة النووية فيما بعد العام 2025، والاستقرار في الشرق الأوسط خاصة سوريا واليمن والعراق. هايكو ماس: الاتفاق مع طهران سيجعل العالم أكثر أمنًا.. أسفون يا ترامب ومن جانبه قال هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا إن بلاده سوف تحافظ على الاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من إنسحاب أمريكا. وأضاف "ماس" فى تصريحات متلفزة، إن بلاده سوف تحاول الحفاظ على هذا الاتفاق المهم، الذي يضمن أن يكون الشرق الأوسط والعالم كله أكثر أمنا". على أوروبا إنقاذ الأمر فورًا وفى سياق متصل أكد مايكل روث، نائب وزير خارجية ألمانيا، أن على أوروبا انقاذ الأمر، واصفًا إنسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني بأنه "أخبار ليست جيدة من واشنطن". وأضاف :"يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه" من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015. إيطاليا: متضامنون مع الاتفاق ونرفض قرار ترامب "آسفون" ورفضت إيطاليا قرار ترامب، ودعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار ترامب. وقال جنتيلوني على تويتر "(الاتفاق) يسهم في تحقيق الأمن في المنطقة ويوقف الانتشار النووي" مضيفا أن إيطاليا ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين في الحفاظ على التزاماتها. الاتحاد الأوروبي ل"ترامب": إلتزموا بالإتفاق أفضل ومن جانبها دعت فيدريا موجريني، مسئولية السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي، المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا، إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران. وقالت موجريني "إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة". وقالت معلقة على الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وطهران "إن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ عليه (الاتفاق). سوف نحافظ على هذا الاتفاق النووي بالتعاون مع بقية المجتمع الدولي". الأممالمتحدة تستمر فى قلقها ودعو للإلتزام بالاتفاق ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق. وقال غوتيريش إنه قلق بشدة إزاء قرار ترامب. وأوضح "من الضروري معالجة كل المخاوف المرتبطة بتنفيذ الخطة من خلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق. وينبغي معالجة القضايا التي ليس لها ارتباط مباشر بالاتفاق دون تحامل من أجل الحفاظ على الاتفاق وإنجازاته". تركيا ترفض القرار من طرف واحد.. ولكن ورفضت تركيا قرار الانسحاب الأمريكي، وقال المتحدث بإسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي سيزعزع الاستقرار ويثير صراعات جديدة. ووعلى صعيد آخر، قال المتحدث إبراهيم كالن على تويتر إن الاتفاق المتعدد الأطراف سيستمر مع الدول الأخرى وأضاف أن تركيا ستواصل معارضتها لكل أشكال الأسلحة النووية. روسيا تشعر بخيبة أمل من قرار "ترامب" وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضافت "لا توجد، ولا يمكن أن توجد، مبررات لإلغاء الاتفاق. الاتفاق أظهر فاعليته الكاملة". وقالت "الولاياتالمتحدة تقوض الثقة الدولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وذكرت الوزارة أن موسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي كما أنها ستواصل تطوير علاقاتها مع إيران. أوباما: قرار "ترامب" خطأ جسيم وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني إن قرار ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق "مضلل". وأوضح أوباما في بيان "اعتقد أن قرار تعريض الاتفاق للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم". المجلس الأوروبي: ملتزمون بالاتفاق وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن موقف ترامب تجاه إيران والتجارة الدولية سيقابل "بنهج أوروبي موحد". وأضاف توسك إن زعماء الاتحاد الثمانية والعشرين سيبحثون المسألتين في اجتماعهم بالعاصمة البلغارية صوفيا خلال اليومين القادمين. السعودية والإمارات يرحبان وفى سياق معاكس، رحبت المملكة العربية السعودية، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وقال بيان بثته قناة العربية التلفزيونية المملوكة لسعوديين "تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي". من جهتها قالت دولة الإمارات إنها تؤيد قرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وعبرت عن دعمها لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع طهران. وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إن وزارة الخارجية حثت المجتمع الدولي على "الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل". إسرائيل ترقص على أنقاض الاتفاق Israel fully supports @realDonaldTrump's bold decision today to reject the disastrous nuclear deal with the terrorist regime in Tehran. The deal didn't push war further away; it actually brought it closer. The deal didn't reduce Iran's aggression; it dramatically increased it. pic.twitter.com/sxJHocLqu7 — Benjamin Netanyahu (@netanyahu) May 8, 2018 Israel fully supports @realDonaldTrump's bold decision today to reject the disastrous nuclear deal with the terrorist regime in Tehran. The deal didn't push war further away; it actually brought it closer. The deal didn't reduce Iran's aggression; it dramatically increased it. pic.twitter.com/sxJHocLqu7 — Benjamin Netanyahu (@netanyahu) May 8, 2018 واستمرارًا لإجرامها وعنصريتها، وتأكيدًا على أنها صاحبة المصلحة الأولي فى نقض الاتفاق، قال رئيس وزراء عصابة العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، إن الرئيس الأمريكي اتخذ قرارا شجاعا وصحيحا بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان "وصفة لكارثة". وقال نتنياهو في كلمة تلفزيونية استمرت دقيقتين وألقاها بالعبرية والإنجليزية إن الاتفاق الإيراني كان "وصفة لكارثة، وكارثة لمنطقتنا وكارثة للسلام في العالم".