سعى صهيونيون يعارضون صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تدخل المحكمة العليا اليوم الاثنين لمنع الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين مقابل الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط. ومن المنتظر أن تختتم المرحلة الأولى من الصفقة التي تجري يوم الثلاثاء ملحمة تابعها الصهيونيون على مدى الأعوام الخمسة التي قضاها شاليط محتجزا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. لكن بموجب القانون الصهيوني بوسع المعارضين للإفراج المزمع عن 477 سجينا فلسطينيا وبينهم كثيرون أدينوا بشن هجمات أسفرت عن سقوط قتلى صهيونيين التقدم بطعن قبل تنفيذ المبادلة. وقدمت جمعية الماجور لضحايا الإرهاب وأقارب صهيونيين قتلوا في هجمات نفذها فلسطينيون أربعة التماسات للمحكمة العليا. ومن خلال مراجعة ما حدث مع التماسات مماثلة متعلقة بصفقات سابقة لتبادل الأسرى فان من غير المرجح أن تتدخل المحكمة في ما تعتبره مسألة سياسية وأمنية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن 79 % من الجماهير يؤيدون الصفقة مع حماس. وجهزت الحركة الإسلامية استقبالا يليق بالأبطال للسجناء البالغ عددهم 295 المقرر إعادتهم إلى القطاع. وتحتجز الكيان الصهيوني ستة آلاف سجين فلسطيني. وكان نشطاء قد أسروا شاليط عام 2006 بعد أن تسللوا عبر نفق من قطاع غزة إلى الكيان الصهيوني وفاجأوا طاقم دبابته وقتلوا اثنين من زملائه. ويبلغ عمر الجندي الصهيوني الآن 25 عاما. وشدد الكيان الصهيوني التي سحبت جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 حصارها على القطاع الساحلي بعد أسر شاليط. وظلت دوما إعادة الجنود الأسرى سواء كانوا أحياء أم أمواتا قضية مشحونة بالنسبة للصهيونيين الذين خدم كثيرون منهم في الجيش. لكنهم منزعجون مما يعتبرونه ثمنا باهظا يدفعونه مقابل الإفراج عن شاليط. ويقول رون كيهرمان الذي كانت ابنته تال بين 17 شخصا قتلوا في هجوم انتحاري على حافلة بمدينة حيفا في شمال الكيان الصهيوني عام 2003 انه يطلب من المحكمة العليا منع الإفراج عن ثلاثة فلسطينيين مرتبطين بالهجوم. وأضاف قائلا لراديو الجيش الصهيوني انه ليس لديه امل وقال "هذه الخيبة بالكامل... مرتبة." وفي خطوة نادرة سمحت المحكمة لوالدي شاليط بالمثول أمامها والدفاع عن صفقة الإفراج عن ابنهما. وكتبا في رسالة للمحكمة "لا أحد يعلم ماذا سيكون أثر أي تأجيل أو أي تغيير مهما صغر في الشروط." ونقلت هيئة السجون الصهيونية السجناء الفلسطينيين البالغ عددهم 477 تحت حراسة مشددة إلى منشأتين للاحتجاز قبل الإفراج عنهم. وسيتم نقل بعض الفلسطينيين غدا الثلاثاء إلى سيناء في مصر حيث ستجري مبادلة شاليط. وسينقل بعض السجناء إلى قطاع غزة بينما ينفى البعض الأخر للخارج. ويتوجه شاليط بالطائرة إلى قاعدة جوية في الكيان الصهيوني ليلتئم شمله مع عائلته. وتذهب مجموعة صغيرة من السجناء المقرر الإفراج عنهم من الكيان الصهيوني إلى الضفة الغربيةالمحتلة حيث يستقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأسرهم. وقال مسئولون أن في المرحلة الثانية المنتظر أن تجري في غضون نحو شهرين سيتم الإفراج عن 550 سجينا فلسطينيا متبقين. ومن غير المرجح فيما يبدو أن يكون لصفقة الكيان الصهيوني مع حماس أثر على الجهود الدولية لإحياء محادثات السلام الصهيونية الفلسطينية التي انهارت منذ 13 شهرا بسبب الخلاف على النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية. ويسعى عباس إلى اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في غياب مفاوضات مع الكيان الصهيوني.