برافو ترامب فعلا.. ترامب له فوائد عدة لأمتنا العربية الاسلامية.. ولن تكون الحياة على ظهر الأرض بعد حكمه كما كانت من قبل. برافو ترامب..لأنه يعيد العلاقة بين أمريكا وأمة الاسلام إلى وضعها الطبيعي من وجهة نظر أمريكا.. أمريكا صليبية تقبل اللاجئ المسيحي ولا تقبل اللاجئ المسلم. برافو ترامب.. لأنه يؤكد أن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا، وعلى المسلمين الذين يعيشون في أمريكا أن يدركوا أنهم لا يعيشون في المكان المناسب وأن متاعبهم ستزيد وما حدث من هجوم مسلح على مصليين في كندا، ومن قبل في سويسرا، هي الصورة التي ستتصاعد في أمريكا والغرب. وقد ذكرت إدارة ترامب أن إدارة أوباما كانت تقوم بنفس الشئ- منع اللاجئين المسلمين من الدخول- ولكن في صمت، والمصيبة في ترامب أنه أعلن إجراءاته في ضجيج فأحرج النظام الأمريكي. أوباما منع اللاجئين العراقيين من الدخول لمدة 6 شهور وزادت في عهده إجراءات التدقيق والمنع لنفس ذات الدول السبع. على المسلمين أن يدركوا أن مكانهم في دار الاسلام. وأن أمريكا دار الحرب التي تقتل المسلمين في عهدي أوباما وترامب في اليمن والصومال وليبيا وسوريا والعراق وباكستان وأفغانستان. من الممكن الزيارة لأغراض مؤقتة (كالعلم) والعودة. لابد أن يعمل المسلمون على إصلاح بلادهم والعيش فيها وإعادة إقامة صرح حضارتهم الاسلامية. الحل لن يكون في أمريكا، واللجوء إليها، وهي التي فتت سوريا والعراق ودمرتهما، وفككت السودان ولا تزال، وفككت ليبيا، واليمن ولا تزال ودمرت أفغانستان ولا تزال، فكيف نجد الملاذ في أرض الأعداء. على كل مسلم أو مسيحي وطني أن يسأل ماذا تقدم لنا أمريكا بعد الدرون (طائرات بدون طيار) أو القصف الجوي التقليدي أو تسليح الجماعات ليقاتل بعضها بعضا (بدأ ترامب تنفيذ قرارات أوباما بتسليم مدرعات لقوات كردية سورية مع وجود قوات خاصة أمريكية) ماذا تقدم لنا أمريكا في مصر؟ محلات الأكل السريع مثل ماكدونالد وقد ثبت وفقاً للدراسات الأمريكية أنها ضارة جداً بالصحة- الكوكا كولا والبيبسي كولا وهي أيضا ضارة بالصحة- الاستيلاء على الغاز والبترول بنفسها أو بالشركات الحليفة- تجميع السيارات الأمريكية على جثة الصناعة المصرية للسيارات- الأفلام والمسلسلات الأمريكية ومعظمها أيضا ضار بالصحة والثقافة والأخلاق- وما هو الشئ النافع الوحيد الذي تقدمهه أمريكا لنا ونخشى عليه من الضياع. فقط يمكن الحديث عن دراسة العلوم التطبيقية: العلمية والتكنولوجية هناك على الأرض الأمريكية وإذا حققت تقدماً كبيراً فلابد أن تستقر هناك أو تتعرض للمنع من السفر أو القتل في مصر (ابن سيد بدير مجرد مثل مشهور)+ طائرة البطوطي التي قتلوا فيها عشرات الخبراء المصريين. أوباما الذي كان في ذروة المشكلات مع نتنياهو، أقر قبل رحيله صفقة سلاح لاسرائيل ب 39 مليون دولار (معونة!!) فماذا تعطينا أمريكا من سلاح ب 2،1 مليار دولار سنوياً (معونة أيضا، ولكن لعرقلة بناء جيش قادر على مواجهة اسرائيل). برافو ترامب لأنه يشير إلينا بإصبعه التي تكاد تخرق عيوننا أن الحل هو في تكاتف العرب والمسلمين مع بعضهما البعض، وليس في هروب بضع آلاف لأمريكا بعد أن قتلت ملايين المسلمين منا. - برافو ترامب الذي كشف زيف ادعاء أمريكا بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.. الآن يرى العالم كيف يطارد البوليس الأمريكي المسلمين في الشوارع والمطارات. حقا هناك مناصرون أمريكيون لهذه الحرية الضائعة ولكنهم خسروا الانتخابات الرئاسية. وخسروا من قبل الكونجرس الأمريكي بمجلسيه. وجزء كبير من هؤلاء لا يدرك أن الحزب الديمقراطي لا يختلف كثيراً عن حزب ترامب إلا في حسن الطهي والاخراج. ولكن في كل الأحوال فان الطغمة العسكرية- المالية (الأنجلوسكسون البيض البروتستانت) هي التي تحكم أمريكا. وبعد تمثيلية الرئيس الأسود، عادت أمريكا سريعا للمعادلة التي تحكمها، فترامب من أصل بريطاني (أنجلوساكسوني)- أبيض- وبروتستانتي، الكتلة التصويتية التي أنجحته هي البيض- البروتستانت- الأنجلو ساكسون وهم أغلب المسجلين في جداول الناخبين. ومع ذلك فترامب فتح الطريق لتفكيك أمريكا من الداخل، لأن التركيبة السكانية اختلفت، بسبب الهيسبنك (أي مواطني أمريكا اللاتينية الكاثوليك والملونين أو نصف الملونين) بأكثر مما اختلفت بسبب المسلمين أو الشرق أوسطيين أو السود فالجدار الذي يهتم به ترامب مع المكسيك ليس بسبب دخول المكسيكيين فحسب بل ومن خلفهم مختلف مواطني أمريكا اللاتينية، الذين يدخلون أمريكا ولا يعلمون إلا اللغة الأسبانية ويملأون الولايات الجنوبية ويقومون بالأعمال اليدوية البسيطة. وبالمناسبة فقد ألغى ترامب استخدام اللغة الأسبانية في أمريكا في المعاملات الرسمية والتي كانت قد انتشرت مؤخرا، حتى في لافتات المرور في الولايات الجنوبية. زيادة عدد السكان ونسبة الهيسبنك بالاضافة للسود والعرب والمسلمين والآسيويين مع وجود البيض الكاثوليك المستبعدين من قمة السلطة يؤدي إلى تناقص الفئة الحاكمة عاماً بعد عام وهي فئة البروتستانتنية خاصة أتباع الكنيسة المعمدانية الجنوبية- الأنجلوساكسونية- البيض، وهذه من أسباب استخدام المؤسسة الحاكمة لترامب. ولكن أداء ترامب "زي الزفت" وهو محاط بمجموعة استشارية تفتقر إلى الحنكة. وهذا ما يرشح أداء ترامب لمدة 4 سنوات إذا استمر لتكون أنجح فكاهة. خذ على سبيل المثال.. موضوع الجدار العازل مع المكسيك الذي يكلف 8 مليارات . هل لم يسمع ترامب باختراع الأنفاق؟! ولكن دعك من هذا. ان ترامب يتحدث وكأنه رئيس أمريكا منذ قرن أو أكثرعندما كان يقتحم بجيشه أراضي المكسيك ويضمها إلى الولاياتالمتحدة. ترامب يدلي بتعليمات لرئيس المكسيك وكأنه صبي عنده بأنه سيدفع ثمن الجدار، فرئيس المكسيك رفض، فأعلن ترامب بعنجهية بلهاء- انه سيفرض ضريبة 20% على صادرات أمريكا للمكسيك ويستخدم الحصيلة في بناء الجدار وهذا يضر بالصناعة الأمريكية التي جاء لينتصر لها!! ويرفع أسعار السلع الأمريكية في المكسيك ب 20%. وقام رئيس مكسيكي سابق بإلقاء خطاب وصف فيه ترامب بالجنون. وأعلن رئيس المكسيك إلغاء الزيارة المقررة للولايات المتحدة. وهنا حدث مالا يدركه كثيرون، حيث اتصل ترامب بالرئيس المكسيكي وطلب منه ايقاف الحملة الاعلامية وممارسة الخلاف في السر!! وهذا سبب اختفاء الموضوع المثير من وسائل الاعلام. ترامب الذي تحدث كثيرا عن تراجع أمريكا اقتصاديا، لم يلحظ أن هذا ينعكس على تراجع قوتها وهيبتها فما كان له أن يتورط في هذه المعركة البلهاء التي ستفقده العلاقة الطيبة مع قارة بأكملها (أمريكا اللاتينية) وليس المكسيك فحسب. ترامب يواصل كالفيل الذي دخل محلاً للصيني تحطم كل ما فيه بمجرد حركته، ترامب اضطربت علاقاته مع أوروبا بدون داع، فكل ما يسعى إليه يمكن أن يحققه بهدوء (رفع تمويل أوروبا للناتو) ولكن أقرب الناس إليه: بريطانياوكندا رفضتا قراره بحظر المهاجرين من 7 دول اسلامية، عقب لقائه مع تريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا. وهناك محاولة جماهيرية لمنعه من دخول بريطانيا (مليون توقيع). ومن ضمن انجازات ترامب ان أول زائر له من المنطقة العربية الاسلامية هو صديقه نتنياهو (لتخفيف هذا المعنى استقدم ملك الأردن!!)، فهل يكف المهللون في مصر للمكالمة الهاتفية بين السيسي وترامب؟ وهل صداقة مثل هذا "الفيل" مما يشرف، وقد أعطى الضوء الأخضر للتوسع في الاستيطان اليهودي. ان الحاكم العربي الذي يريد أن يرتمي في أحضان ترامب هو الذي سيتلوث. لقد أصبح ترامب أضحوكة العالم وليس فقط العدو الأول للمسلمين. وسواء نقل ترامب السفارة إلى القدس أم تراجع فسنرى شهر عسل غير طبيعي بين ترامب واسرائيل سيكون واضحاً في الزيارة المقبلة لنتنياهو. إن اصطفاف أمريكا وإسرائيل بكل هذا التلاحم مهم لتدرك الأمة أننا في معركة واحدة ضد طرف واحد. وبالعودة مرة أخرى إلى أمريكا سنجد بداية التحرك القانوني لانفصال كاليفورنيا عن الولاياتالمتحدة وهي أكبر وأغنى ولاية أمريكية، رغم أن الخطوات معقدة وتحتاج في النهاية لموافقة ثلثي الكونجرس ولكن مجرد طرح الموضوع يحول فكرة تفكك الولاياتالمتحدة إلى عملية واقعية. إن ترامب يخلق مشاكل عميقة في الولاياتالمتحدة ومع حلفائها، وعداءاً سافراً مع الأمة الاسلامية. ترامب علامة على تراجع الحالة الحضارية للولايات المتحدة وهو لا يحل المشكلات الاقتصادية التي زعم انه جاء لحلها، بل عمق من هذه المشكلات (موضوع المكسيكوأمريكا اللاتينية أول بادرة، ثانيا موضوع المهاجرين وأصحاب الاقامات أحدث اضطرابات كثيرة في عمل كثير من الشركات الأمريكية..لأنه أصاب العاملين فيها، بل بدأت شركات كبيرة حملة ضد ترامب، وعلى رأسها جوجل. هناك تراجع وتخبط حتى بالنسبة لإدارة ترامب وكل ساعة يصدر تفسير جديد، واستثناء جديد، وآخرها استثناء اليهود بعد المسيحيين من القرار، وهذه مسخرة عنصرية أخرى.. ولكنها تعكس حالة من تردي هيبة الادارة الأمريكية (مع استقالات الدبلوماسيين وعددهم مائة وقرارات القضاء و 26 نائب عام في 26 ولاية) تردي هيبتها في أيامها الأولى. كل هذا.. يؤكد ان "عك ترامب" لا يخلو من فائدة فهو مؤشر على الحالة الأمريكية المتراجعة.. وهو حافز لندرك نحن العرب والمسلمين من هو العدو الأول لأمتنا. ولندرك أنه قد آن الأوان الصعود والنهضة.