في تطور خطير احرق المستوطنون فجر اليوم احد اماكن العبادة الاسلامية في الضفة الغربية، واضرموا النار في مسجد النورين في قرية قصرة جنوب شرقي ريف محافظة نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر رسمية فلسطينية ان مستوطنين متطرفين اقتحموا المسجد واشعلوا النار في الطابق الارضي من المسجد. ووفق شهود عيان فلسطينيين فإن النيران أشعلت بالطابق الأرضي من المسجد ما أدى إلى احتراقه بالكامل, كما أقدم المستوطنين على تحطيم نوافذ المسجد وكتابة شعرات مسيئة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم", ورسموا نجمة داوود على جدران المسجد. وحسب الاشتباه فإن الحديث يدور عن عملية "دفع الثمن" التي ينفذها المستوطنين في أعقاب هدم ثلاث مبان عشوائية في موقع استيطاني الليلة الماضية. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ان عملية احراق المسجد جرت تحت جنح الظلام في طريقة مشابهة للمرات الاخرى التي احرق فيها عدد من مساجد المحافظة على مدار الاشهر الماضية. وهذه ليست المرة الاولى التي يحرق المستوطنون فيها مساجدا في الضفة الغربية، اذ اضرموا قبل اشهر النار في عدد منها بمحافظات نابلس وسلفيت وبيت لحم. وكان زكريا السدة، مسؤول ملف العمليات الميدانية في منظمة"حاخامين لحقوق الانسان " وهي منظمة اسرائيلية حقوقية تراقب اعتداءات المستوطنين ضد السكان الفلسطينين قد وزع فجرا تحذيرا عبر رسائل الهواتف النقالية القصيرة مفادة ان هناك تخوف من قيام المستوطنين بردود فعل انتقامية بعد قيام جيش الاحتلال بهدم عدة مباني في البؤرة الاستيطانية "مجرون" بالقرب من مخماس.ودعا السدة الى توخي الحذر. وفي ساعات الصباح هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية جنوب نابلس بالقرب من بلدة حوارة.وقال شهود عيان، ان مجموعات من المستوطنين رجمت المركبات بالجارة وحطمت زجاج بعضها. من جهته استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش إضرام مستوطنون النار بمسجد النورين بقرية قصره فجر اليوم الاثنين، وكتابة شعارات معادية للإسلام وللعرب على جدرانه . واعتبر الهباش أن استمرار المستوطنين بسياسة حرق المساجد تنذر بحرب دينية على المقدسات وذلك ضمن مسلسل عنصري متواصل يظهر فيه الاحتلال مدى استهتاره بالمقدسات الإسلامية،على الرغم من أن الأديان السماوية تحرم المس والإعتداء على أماكن العبادة. واعتبر الهباش استمرار هذه السياسة العنصرية ضد المقدسات أمر خطير، ويقود المنطقة للتوتر وضرب كل السياسيات الداعية للسلام والإستقرار في عرض الحائط، خاصة في ظل تصاعدها في الآونة الأخيرة من خلال إحراق العديد من المساجد كمسجد ياسوف ومسجد قرية اللبن الشرقي قرب نابلس، ومسجد الأنبياء في بيت لحم ومسجد المغير الكبير تحت حماية جيش الاحتلال . ودعا الهباش جميع المؤسسات الدولية المعنية بالسلام وبحقوق الإنسان وفي مقدمتها هيئة الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو أن تتابع جرائم المستوطنين ضد المقدسات الإسلامية وأن تمنع استمرار حدوثها مبيناً أن الصمت على هذه الجرائم يشجع المستوطنين على الإستمرار في عدوانهم وحربهم على المقدسات . من جانبه أكد عضو الكنيست نحمان شاي في أعقاب التقارير عن حرق المسجد بان قوات الأمن تفشل مرارا وتكرارا في فرض النظام والقانون في الضفة الغربية, موضحا أنه على الرغم من التصريحات الرسمية لرئيس الحكومة ووزير الدفاع إلا أنهما في الواقع لم يفعلا أي شيء