منذ عام أو أكثر بأيام قليلة خرج قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، على المصريين مهاجمًا كل من انتقد تفريعة قناة السويس، وأكد أنها غطت تكلفتها بعد أسبوع واحد من الافتتاح، وهو بالتأكيد كان كذبه كبيرة أطلقها كعادته وروج لها إعلامه بقوة. فمن أكذوبة أن "القناة جابت العشرين مليار"، في ندوة القوات المسلحة يوم 16 أغسطس 2015 م، إلى إنكاره تراجع إيرادات القناة أثناء احتفاله بموسم حصاد القمح، يوم 5 مايو الماضي، وصولا إلى تصريحه الشهير في يونيو الماضي، بأن مشروع القناة إنما يهدف إلى رفع الروح المعنوية للمواطنين رغم أن المشروع تكلف 100 مليار جنيه. وفي هذا التقرير، نرصد هذه الكذبات الثلاث موثقة بالفيديوهات، كشفا لأكاذيب قائد الانقلاب وتضليله للجماهير، خصوصا مع فشله في إدارة كافة قطاعات الدولة في ظل انهيار اقتصادي لا يحتاج إلى دليل. القناة جابت تكلفتها وفي يوم الأحد 16 أغسطس، ادعى السيسي أن ما تم إنفاقه بحفر التفريعة الجديدة، تم تحصيله من خلال مرور متوسط السفن، الذي زعم أنه ارتفع يوميا من 47 إلى 60 أو 63 سفينة عبر القناة، مشيرًا إلى أن التفريعة كلفت الدولة 20 مليارا، وبمرور هذا الكم من السفن حصلنا على ما أنفقناه فيها وزيادة. وأضاف خلال الندوة التثقيفية الدورية للقوات المسلحة التي عقدت بمسرح الجلاء، مساء الأحد 16 أغسطس (بعد افتتاح التفريعة ب10 أيام فقط)، "إذا كان على ال20 مليار اللي إحنا دفعناهم، إحنا جبناهم تاني". المكاسب بالجنيه وطبقًا للإحصائيات الرسمية التي نشرتها هيئة قناة السويس، فإن عائدات قناة السويس منذ افتتاح المجرى الجديد، في أغسطس عام 2015 وحتى نهاية مارس 2016، بلغت 3 مليارات و429 مليون دولار، بتراجع 158 مليون دولار وبنسبة 4.2% عن إيرادات نفس الفترة المماثلة، "من أغسطس 2014 وحتى مارس 2015"، والتي بلغت 3.587 مليارات دولار بحسب آخر أرقام تم الإعلان عنها رسميا على موقع هيئة قناة السويس. ومع توالي صدور تقارير رسمية من هيئة قناة السويس تؤكد تراجع إيرادات القناة منذ افتتاح التفريعة، لم يصدق السيسي تلك التقارير الرسمية وأنكر ذلك بحسم، ثم انتقل من مرحلة الإنكار إلى مرحلة الكذب، مدعيا أن القناة تحقق مكاسب وإيرادات أعلى. وذلك خلال احتفاله بموسم حصاد القمح يوم الخميس الموافق 5 مايو 2016. رفع الروح المعنوية ل"الماسريين" جمع السيسي 64 مليار جنيه من المصريين لحفر التفريعة بفائدة قدرها 12% على مدار 5 سنوات، ما يعني أن الفائدة تصل إلى 40 مليارا أخرى، وهو ما يعني أن تكلفة التفريعة تزيد على 100 مليار جنيه. ومع عدم وجود دراسة جدوى للمشروع، وبعد التأكد من تراجع إيرادات القناة، خصوصا أنها جاءت بعد وعود حكومية تدفقت في العام الماضي بمضاعفة مشروع القناة الجديدة للإيرادات من مرور السفن، أصدر عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، تصريحا في يونيو الماضي 2016م، قال فيه: إن "الهدف من قناة السويس كان لرفع الروح المعنوية!!". وبذلك يعترف السيسي بأنه أهدر 100 مليار جنيه لرفع الروح المعنوية للمواطنين!.