قال الله تعالى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غي0 } مريم : 59 ، وقال تعالى { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } الماعون : 4 ، 5 . وإضاعة الصلاة لاتكون بتأخيرها عن وقتها وعدم إتمام ركوعها وسجودها فقط ، ولكن تكون أيض0 بتأديتها قبل وقتها ولو بدقائق قليلة لأن الصلاة كما قال الله تعالى { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاب0 موقوت0 } النساء : 103 . أى محددة بوقت فلا يصح تأديتها قبل وقتها كما لايصح تأخيرها عن وقتها ، وقد يسأل سائل ويقول إن هذا فى شهر رمضان وفى غيره من الشهور فلماذا خصصت رمضان بالذكر ؟! فأقول وبالله التوفيق : إن ذلك لأن أكثر الناس فى رمضان لا ينامون إلا بعد صلاة الفجر فيذهبون إلى المسجد فور سماعهم أذان الفجر _الذى أكد علماءالشريعة والفلك أن المؤذنون يؤذنون له قبل وقته بأكثر من عشرين دقيقة_ فيصلون السنة ويستعجلون المؤذن فى إقامة الصلاة وذلك لأن الأئمة الذين من السنة ألا تقام الصلاة إلا بإذنهم ليس عليهم صلاة الفجر ، فتقام الصلاة وينتهى منها قبل دخول وقتها الصحيح مما يجعلها صلاة باطلة يجب على من صلاها أن يعيدها ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم لايتحرون لأمر دينهم كما يتحرون أمر دنياهم ، وللأسف أكثر الجماعات والأحزاب الإسلامية تجهل هذا الأمر الخطير فأنا سجنت العام الماضى مع شباب من الجماعة الإسلامية ومن جماعة الإخوان فكانوا يصلون السنة ويقيمون الصلاة قبل دخول وقتها الصحيح فطلبت منهم أن يؤخروا إقامة الصلاة حتى أصلى معهم ولا أعيد الصلاة لأنى علمت من علماء الفلك الذين هم أهل الذكر فى هذا الأمر أننا نؤذن ونقيم الصلاة قبل دخول وقت الفجر الصادق فانبرى لى أخ من أتباع الجماعة الإسلامية يدعى الدكتور مجدى عبده وقال لى إن الشيخ عبدال0خر حماد له بحث فى هذا الأمر أثبت فيه أن الوقت المثبت فى النتائج صحيح ، فقلت له إننى أريد أن أناقشه فى ذلك ففوجئت به يغضب وكأننى ارتكبت جريمة لأننى تجرأت وقلت إننى أريد مناقشة الشيخ ، ومنذ أيام سألت الشيخ عبد ال0خر وقلت له بلغنى من بعض إخوة الجماعة الإسلامية أن لك بحث0 عن وقت صلاة الفجر خلصت فيه إلى أن التوقيت المثبت فى التقاويم الرسمية صحيح فهل هذا صحيح ؟ فقال لى {ليس لى بحث فى هذه المسألة بل أنا متوقف فيها لأن فيها شق0 يتعلق بعلم الفلك ولست خبير0 فى ذلك وإنما من باب الاحتياط أمسك عن الطعام مع أذان الأوقاف لكن لاأصلى إلا بعد ثلث ساعة على الأقل} فأكبرت الرجل واحترمته لأنه تورع ولم يفت فى غير تخصصه ، والصواب فى هذا الأمر هو مايفعله إخواننا أتباع الدعوة السلفية فى مساجدهم المنتشرة فى مدينة الاسكندرية وفى بورسعيد والفيوم وغيرها إذ أنهم يؤذنون بعد مساجد الأوقاف بعشرين دقيقة ويصلون السنة ثم يقيمون الصلاة بعد عشر دقائق أو أكثر قليل0 ، وقد أرسل محافظ الإسكندرية عام 2002 رسالة إلى الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر وقتها يستفسر منه عن صحة هذا الكلام فأفتى بغير علم وقال إن التوقيت المحدد فى النتائج مطابق للمعمول به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان علماءالفلك قبلها بعامين وبالتحديد فى 29 / 3 / 2000 عقدوا ندوة فى المعهد القومى للبحوث الفلكية لتحقيق موعد الفجر خلصوا فيها إلى خطأ المواقيت المدونة فى النتائج وأن هذه المواقيت وضعها باحث إنجليزى عام 1906مما يدل على خطأ ما قاله شيخ الأزهر ، ولذلك لم يعمل بكلامه إخواننا أتباع الدعوة السلفية ومازالوا يؤذنون للفجر بعد عشرين دقيقة حتى ال0ن ، وكذلك يفعل أحد إخواننا ويدعى بهاء عبدالهادى فزاع فى المسجد الذى يصلى فيه فى مدينة ملوى إلا انه يغالى ويؤذن بعد نصف ساعة ويقيم الصلاة بعد أكثر من أربعين دقيقة مما جعل الأهالى يشكونه فى مكتب الأوقاف فتم اعتقاله وقالوا له إننى أنا الذى أبلغت عنه فصدق ذلك للأسف مع أن الذى أبلغ عنه هو المدعو محمد أبو حطب مدير أوقاف المنيا لأنه عجز عن مناقشته لجهله بهذا الأمر كما يجهله للأسف أكثر أئمة المساجد الذين قلت لأكثر من واحد منهم إن بهاء حجة عليكم لأنه إما أن أذانه خطأ وإما أنكم تصلون قبل الوقت فتكون صلاتكم باطلة فلم يهتموا لأن الدين ليس لأكثرهم بأب أو أم ، فإنا إلى الله وإنا إليه راجعون. وقد أخبرنى غير واحد من علماء الفلك أنهم أبلغوا مفتى الجمهورية الحالى الدكتور شوقى علام بذلك فى شهر رجب من العام الماضى فقال لهم إن هذا الأمر أكبر منى ، ثم طلب منهم أن يؤجلوا الحديث فيه إلى ما بعد شهر رمضان ، ومع أنه مر أكثر من عام على ذلك إلا أن المفتى لم يهتم بهذا الأمر الخطير ، فهل ينتبه ويهتم المسلمون بأمر صلاتهم أم سيظلون يصلون الفجر قبل وقته فتكون صلاتهم باطلة لأن من شروط صحة الصلاة العلم اليقينى بدخول وقت الصلاة.