فيديو.. عضو اللجنة العليا للحج والعمرة يحذر من برامج الحج الوهمية: لا تلقوا بأنفسكم في التهلكة    بعد تشغيل أول قطار تجريبيا.. تفاصيل شبكة القطار الكهربائي السريع    متحدث كتائب القسام: وفاة محتجز يحمل الجنسية البريطانية متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي    لماذا يهاجم المستوطنون الإسرائيليون منظمة الأنروا؟.. خبراء يجيبون    الهلال يتوج بطلًا للدوري السعودي للمرة ال19 في تاريخه    بعد حادث الدائري.. توجيهات عاجلة من النائب العام للنيابات ضد مخالفي السرعات المقررة    فيديو.. مسلم يطرح أغنية واحد زيك سادس أغاني ألبومه الجديد    سلمى أبو ضيف: والدي تاجر القماش سبب حبي للموضة    "الصحفيين" ترفض قرار "الأوقاف" بمنع تصوير الجنازات.. وتؤكد: اعتداء على حق الزملاء في أداء واجبهم    حياة كريمة فى الإسكندرية.. قافلة طبية مجانية ببرج العرب غدا    السكة الحديد: عودة مسير القطارات في الاتجاهين بين محطتي «الحمام و الرويسات» غدًا    واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعرض على إسرائيل دعما استخباراتيا بديلا لاقتحام رفح الفلسطينية    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    سر الأهلي.. هل ينهي الزمالك خطيئة جوميز مع جروس؟    تكريم الصاوي وسلوى محمد علي.. تفاصيل الدورة الثالثة ل«الفيمتو آرت» للأفلام القصيرة    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    أوكرانيا تحبط هجمات روسية جديدة على الحدود في منطقة خاركيف    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    السفير ماجد عبدالفتاح: حديث نتنياهو عن الإدارة المشتركة لقطاع غزة حلاوة روح    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    وزير الرياضة يطمئن على لاعبة المشروع القومي بعد إجرائها عملية جراحية    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    شراكة بين بنك القاهرة وشركة متلايف لتقديم خدمات التأمين البنكي عبر 150 فرعا    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    بكلمات مؤثرة.. إيمي سمير غانم تواسي يسرا اللوزي في وفاة والدتها    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    بالصور- سانت كاترين تستقبل 2300 سائح من مختلف الجنسيات    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    على مدار 3 سنوات.. الدولة تسترد 2.3 مليون متر مربع أراضي زراعية    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هافينغتون بوست تفضح دور الإمارات فى الصراع العربي برعاية أمريكا
نشر في الشعب يوم 25 - 02 - 2016

قال تقريرهافينغتون بوست، أنه في سبتمبر الماضي إبان اقتحام المتشددين من الدولة الإسلامية لأراضي سوريا والعراق، استضافت وزارة الدفاع الأمريكية اجتماعًا سريًا للغاية لمناقشة استراتيجيتها تجاه هذا الموضوع، وحينها تم توجيه الدعوة من قِبل مجلس السياسة الدفاعية الذي يقدم المشورة لوزير الدفاع، ودُعيت مجموعة صغيرة من النخبة السياسية المخضرمة بالسياسات الخارجية، بمن في ذلك مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي، ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والسفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر، وعُقد الاجتماع في غرفة المؤتمرات بغرفة إي (E)؛ داخل مبنى وزارة الدفاع.
كان الخبراء المؤتمرون يحاولون استيعاب فكرة اجتياح الشرق الأوسط بموجة متصاعدة من الاضطرابات لم يشهدها منذ الحرب العالمية الأولى، فابتداءً من عام 2010، طفقت ثوراث الربيع العربي التي أطاحت بالحكام المستبدين في تونس، ومصر وليبيا واليمن، وتأججت حركة الاحتجاجات في سوريا لتتحول بعدئذِ إلى ثورة مسلحة، في حين أدى العنف الطائفي في العراق إلى تمزيق البلاد إربًا، والدولة الإسلامية، المعروفة باسم داعش، بزغت لملء الفراغ الناجم في السلطة، من خلال استغلالها للمظالم، والاستياءات التي تجثم في نفوس الشعب منذ فترة طويلة، واستخدامها للكمية الهائلة من الأسلحة، والمعدات الأمريكية التي تجوب البلاد، وفي يونيو، اجتاح تنظيم داعش سوريا، وسيطر على ثاني أكبر مدينة في العراق، وهي الموصل، وأعلن عن تأسيسه للخلافة الإسلامية العالمية.
وبالتالي فإن المجموعة المؤتمرة في وزارة الدفاع ناقشت السيناريوهات المتعددة التي تواجهها، وعمدت إلى وزن خياراتها السياسية التي تراوحت بين السياسات المروعة والسياسات الأقل ترويعًا؛ فقصف داعش في سوريا يعني الإقبال على نحو فعّال؛ لمساعدة الديكتاتور بشار الأسد، وتسليح الجماعات المتمردة السورية ضد الأسد يهدد بدعم داعش وغيرها من المسلحين المتطرفين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أما مهاجمة داعش والأسد معًا، فتعني بشكل أساسي خوض المعركة ضد الجانبين في الصراع ذاته.
صنّاع القرار داخل الاجتماع كانوا منقسمين بين مؤيد للتدخل بقوة في سوريا؛ لدعم الثوار المعتدلين ضد الأسد، ومعارض لهذا التدخل تماشيًا مع موقف الرئيس باراك أوباما المنحاز لفكرة عدم وجود أي حل عسكري، ومع ذلك كانت هنالك دعوة واحدة تؤيد محو الأسد من خريطة العالم السياسي بشكل تام.
حينها قدم أحد المشاركين اقتراحًا يدعو للفضول والتساؤل، ضمن هذا الاجتماع الخاص الهادف لمناقشة استراتيجية الولايات المتحدة، وغرابته تنبع من كون مُقترحه واحدًا من أصل شخصيتين أجنبيتين فقط حضرتا الاجتماع، حيث كانت الشخصية الأخرى تتمثل، كما هو متوقع، في السفير البريطاني في واشنطن، ومُقدم الاقتراح كان يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في أمريكا، المعروف بدعمه للتدخل العسكري الضارب للجيش الأمريكي في سوريا، الرجل الأصلع والوسيم الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، ويتمتع بهالة كبرى من الثقة بالنفس، قال إن نهج عدم التدخل لم يعمل إلا على تشجيع داعش، والجماعات المتطرفة الأخرى.
ولكن العتيبة كان مستعدًا لمساعدة الولايات المتحدة بمأزقها؛ ففي اجتماع خاص آخر مع ويندي شيرمان، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية، تحدث العتيبة بلهجة مثيرة، ومميزة؛ حين قال لها: “طائرات الF16 لدينا جاهزة مدام شيرمان، فقط أخبرونا حين تحتاجون إليها“.
في غضون أيام من اجتماع البنتاغون، قادت الطيارة الإماراتية الجذابة، الرائد مريم المنصوري، حملات القصف الجوي الإماراتي ضد داعش بالتنسيق مع القوات الأمريكية، ومثّلت هذه الخطوة حينها مقاربة علاقات عامة ممتازة، “هذا رائع” قال جو سكاربورو، عندما ظهر العتيبة ضمن برنامجه مورنينغ جو لتأكيد هوية الطيار، وحينها رد العتيبة عليه قائلًا: “لا يمكنكم أن تقوموا بذلك دوننا، ونحن بدورنا لا نستطيع أن نفعل هذا دونكم” ملمحًا إلى جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش، “أحب هذا، أحبه دون أدنى شك”، أجاب سكاربورو.
في غضون بضع سنوات، استطاع العتيبة اكتساب تأثير غير عادي في العاصمة واشنطن، وكثيرًا ما يُشاهد، وهو يتشاطر غداء أو عشاء العمل مع ممثلي وسائل الإعلام والكونغرس، والإدارة الأمريكية، وفندق الفور سيزنز في جورج تاون؛ هو نقطة لقاءات العمل المفضلة لديه، “إنه لا يأتي إلى الطاولات، بل إن الزوار يأتون إليه”، يقول أحد الزبائن المعتادين لفندق الفوز سيزونز.
عتيبة يمثل ضيف عشاءات العمل السياسة بشكل رائع؛ فهو مسلم، يشرب نخبًا، ويقدم رؤى عميقة حول السياسة المتقلبة في المنطقة، “يتمتع بدهاء لا يُصدق” يقول مساعد سابق في البيت الأبيض، ويضيف”إنه يستضيف أحداثًا اجتماعية كبرى، ويفهم كيف تعمل واشنطن، وكيف تُدار السياسة في الكابيتول هيل، وهو الأمر الذي لا تتقنه الكثير من الدول، إنه يتقن الديناميات، ويعرف كيف يؤلب الكيانات المختلفة ضد بعضها البعض، عندما يحتاج إلى ذلك”، كما يقول رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ريتشارد بور، “لقد قضيت مع يوسف على الأرجح وقتًا أطول مما قضيته مع أي شخص آخر”.
ليس من غير المألوف أن تسمع مقارنة ما بين العتيبة والأمير بندر بن سلطان، الذي حكم كسفير للمملكة العربية السعودية لدى واشنطن لعقود طويلة، مؤسسًا لعلاقات متينة بين النخب في الخليج وواشنطن، ولكن العتيبة ذاته لا ينسجم مع هذا التشبيه؛ لأن الأخير استطاع بالتأكيد صياغة شخصيته الخاصة، “بندر كان معروفًا بذكائه الحاد، ولكن العتيبة يتصرف بطريقة أكثر أخوية، وأريحية ونشاطًا من بندر”، يقول أحد الأشخاص ممن تشاطروا العشاء معه في قصره؛ ففي الكثير من الأحيان يرتب العتيبة لاجتماعات ضمن المقهى الموجود داخل صالة الألعاب الرياضية التي يرتادها في فندق ريتز كارلتون، وفي الطوابق السفلية من وزارة الخارجية، العتيبة معروف من قِبل البعض ببساطة باسم الأخ الطيب “Brotaiba”.
علاوة على كل شيء، فإن بزوغ نجم العتيبة كلاعب صلد في مجال السياسة الخارجية يعكس الطرق التي استطاع بها الربيع العربي قلب موازين القوى التقليدية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث شهد الحلفاء الموثوقون للولايات المتحدة، مثل مصر والمملكة العربية السعودية، تآكل قوتهم الإقليمية ونفوذهم في واشنطن، كما شهدت هذه الفترة ظهور أعداء جدد، مثل الدولة الإسلامية، وتنامي سطوة خصوم فاعلين في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، مثل إيران، وفي خضم هذه التحولات التاريخية، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة العتيبة في واشنطن، حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، وأضحت تتمتع على نحو متزايد بتأثير هائل على السياسة الخارجية الأمريكية.
مايكل بيتروزيلو، الممثل الأجنبي للدبلوماسي الذي أصبح اليوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لاحظ أن العتيبة ليس نموذجًا للسفير التقليدي، “يدرك العتيبة أن الطريقة التقليدية لممارسة الدبلوماسية، المتمثلة بمجرد التقارب مع عدد قليل من الأشخاص الفاعلين في واشنطن، ليست كافية بعد اليوم”، يقول بيتروزيلو، ويتابع “إنه يدرك أن المقاربات الدبلوماسية يجب التعامل معها كحملة عامة، مع كل ما يستتبع ذلك، كوسائل الإعلام، العمل الخيري، الكابيتول هيل، والبيت الأبيض، وكل ذلك”.
خلال نصف القرن الماضي، أدى اكتشاف النفط في منطقة الخليج إلى تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة من مجتمع صحراوي قِبلي فقير إلى مجتمع صحراوي قبلي ثري بشكل لا يُصدق، لدرجة أن صندوق الثروة المملوك لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أسسته لإدارة أموال النفط، هو واحد من أكبر صناديق رأس المال الاستثمارية في العالم.
في منتصف بداية هذه الألفية، تحركت شركة موانئ دبي العالمية المملوكة للدولة؛ لشراء شركة بريطانية تدير حفنة من الموانئ الأمريكية، وصفقة البيع كانت قد تمت الموافقة عليها مسبقًا من قِبل إدارة بوش؛ عندما تنبه إليها السيناتور الديمقراطي تشاك شومر من نيويورك؛ شومر، الذي كان يتطلع لقيادة مجلس الشيوخ، نعت دولة الإمارات العربية المتحدة حينها باعتبارها دولة سيئة السمعة، وراعية للإرهاب، وشبكة فوكس نيوز أتت على ذكر الصفقة لأكثر من 70 مرة خلال فترة شهرين، كما كان رد فعل السياسيين من كلا الحزبين يبدو كما لو أن أسامة بن لادن ذاته كان سيقوم باستثمار رافعات الموانئ الأمريكية، وحينئذٍ عمدت هيلاري كلينتون، التي كانت حينها عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، والمرشح المفترض للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عن عام 2008، إلى دعم قانون يقترح منع الشركات المملوكة من قِبل الحكومات الأجنبية من شراء الموانئ الأمريكية، وبالمحصلة، ونتيجة للذل الذي تعرضت له، انسحبت الإمارات من الصفقة.
لطالما افتخرت العائلة الحاكمة في الإمارات، عائلة زايد آل نهيان، بسمعة بلادها كشريك عربي معتدل للولايات المتحدة، ولكن داخل الحكومة الإماراتية، عملت قضية موانئ دبي العالمية كأزمة ثقة حقيقية، وكان العتيبة الرجل المناسب بشكل خاص لحل هذه القضية.
وُلد العتيبة لعائلة ثرية تعمل بالتجارة، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع السلطة الحاكمة، فوالده كان أول وزير للنفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان له 12 طفلًا من أربع زوجات، بمن في ذلك العتيبة، المنحدر من أم مصرية الجنسية، حصل العتيبة على الدرجة الأولى في مجال العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحين كان هناك، قدّم نفسه لفرانك ويزنر، الذي كان حينئذٍ سفيرًا الولايات المتحدة لدى مصر، ويتذكر ويزنر إعجابه الكبير بجدية هذا الشاب المندفع، حيث يقول “لم يكن بالجامعة لمطاردة الفتيات، أو لشرب البيرة، أو للعب كرة القدم، بل كان يسعى كي يعد نفسه للحياة التي تكمن أمامه”.
بعد تخرجه، وبتشجيع من ويزنر، درس العتيبة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، وتوجه بعد ذلك إلى جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، هذا النشاط أحاطه بفهم حدسي للولايات المتحدة، حتى إن محدثيه في واشنطن -في بعض الأحيان- ينسون أنه ليس أمريكيًا، وفي برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس عام 2008، أكدت الإمارات “السلوك الأمريكي” للعتيبة، وأشارت إلى أنه “يتمتع بتناغم كبير مع الثقافة، والسياسة الأمريكية”.
في عام 2000، أصبح العتيبة مديرًا للشؤون الدولية لمحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بن زايد -الذي يُشار له اختصارًا في واشنطن باسم (MBZ)- ويتولى قضايا الدفاع في دولة الإمارات، بما في ذلك العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، وميزانية الأسلحة الإماراتية المقدرة بمليارات الدولارات والتي تجعلها واحدة من أبرز مستهلكي الأسلحة الأمريكية، وباعتباره اليد اليمنى لبن زايد، أصبح العتيبة نقطة الوصل والاتصال مع مجتمع الجيش، والمخابرات الأمريكية. “أحد الأشخاص العظيمين الذين كان العتيبة يتمتع بعلاقات وثيقة معهم، كان قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال أنتوني زيني، الذي تبناه، ووضعه تحت جناحه نوعًا ما”، يقول بريت باير، الذي كان حينها مراسل الأمن القومي لشبكة فوكس نيوز، وأصبح اليوم صديقًا جيدًا للعتيبة، ويتابع “لقد كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع كامل الحشد العسكري المتقاعد”.
بعد فضيحة موانئ دبي العالمية، عمل العتيبة بمثابرة وجد؛ لتعزيز التعاون العسكري ما بين الإمارات والولايات المتحدة، وفي عام 2007، شرعت إدارة بوش استراتيجية جديدة؛ لزيادة تواجد القوات الأمريكية في المناطق السنية العراقية، “قبل أن أتعرف عليه، تم وصفه لي بأنه الرجل الذي يتمتع بأعلى ثقة من قِبل بن زايد في معظم القضايا الخارجية، وأنه أحد أذكى الأشخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة“، يقول أحد عناصر المخابرات الأمريكية الذين تعاونوا مع العتيبة عن كثب في ذلك الوقت.
ويقول المصدر ذاته إن العتيبة كان له دور أساسي في دعم البلدان الأخرى في المنطقة للصحوات العراقية، وكانت مساهمته الأكثر أهمية تكمن في “إقناع دول الخليج الأخرى بدعم المكونات السياسية للصحوة -صحوة الأنبار على سبيل المثال- فضلًا عن المساعدة في ترجمة الاستراتيجية العامة للصحوات إلى أمر تستطيع هذه الدول دعمه” كما يقول المصدر، علمًا أنه، ودون دعم دول الخليج التي يهيمن عليها السنة، فإن الاستراتيجية لم تكن لها إلا فرص ضئيلة للنجاح، وردًا على سؤال حول دور العتيبة في الصحوة، يجيب بور، رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات “أعتقد أنه كان شريكًا نشطًا للغاية، ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة، بل لكامل دول الخليج“، والجدير بالذكر هنا أن العتيبة رفض إجراء مقابلات معه بغية كتابة هذا المقال، رغم أن نائبه في واشنطن، ريتشارد مينتز، أكد دور العتيبة في الصحوة، ولكنه ألمح إلى أنه لم يكن بمثابة مهندس لهذه الصحوة”.
في مارس 2008، تمت تسمية العتيبة سفيرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، وبمجرد وصوله إلى المنصب، عُيّن في السفارة الإماراتية أحد أكثر الأشخاص دراية في بروتوكولات مكتب إدارة بوش؛وهي إيمي ليتل توماس، التي أصبحت فيما بعد مديرة البروتوكولات في سفارة الإمارات العربية المتحدة، ويعلّق مصدر كان شاهدًا على بزوغ نجم العتيبة على تعيين الأخير لتوماس في السفارة الإماراتية “لقد فتحت كل الأبواب التي قد يحتاج إليها، هذا الرجل أصبح موجودًا في كل مكان“.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ العتيبة تسجيل حضوره في الحياة العامة الأمريكية، حيث يشير هوارد بيرمان -الذي كان رئيس التكتل الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي- إلى أنه عمل مع العتيبة بشكل مطول على اتفاق، من شأنه أن يسمح لدولة الإمارات العربية المتحدة بالحصول على المواد النووية من الولايات المتحدة؛ بغية تأسيس برنامج مدني نووي، وهذا الأمر كان يتطلب مهارات دبلوماسية عالية، وعلى الرغم من أن الاتفاقية أُجريت في حيز إدارة بوش، فكان لا بد من اعتمادها من قِبل إدارة أوباما، ويعلق بيرمان على شخصية العتيبة بقوله “إنه دبلوماسي لافت للنظر”، كما يعلق عليها مات سبنس، الذي كان كبير مستشاري وزارة الدفاع حول سياسات الشرق الأوسط، قائلًا “لقد كان نشاطه ملحوظًا وفعالًا لسببين؛ لأنه كان من


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.