قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنها وبناء على توجيهات من الرئيس محمود عباس، وبتعليمات مباشرة من وزير الخارجية، رياض المالكي، عممت مجدداً على جميع سفارات دولة فلسطين بضرورة تكثيف التحرك والنشاطات واللقاءات مع وزارات خارجية الدول كافة، ومراكز صنع القرار والرأي العام، والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة لفضح الجريمة البشعة، التي يتعرض لها الأسير الصحافي، محمد القيق، المضرب عن الطعام والذي يواجه خطر الموت، وفي حالة غيبوبة وفقد القدرة عن النطق والحركة، وقد يرتقي شهيداً في أية لحظة. حيث تتواصل التطورات في قضية الأسير الفلسطيني الصحافي، محمد القيق، مع وصوله إلى اليوم 63 في إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي، حيث يستمرّ بصموده على قاعدة "حرّاً أو شهيداً". وطالبت الوزارة الفلسطينية، في بيان لها، الدول كافة، والمجتمع المدني والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة بالتحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجريمة، التي ترتكبها إسرائيل في وضح النهار، وطالبت بالإفراج الفوري عن الأسير الصحافي القيق وجميع المعتقلين الإداريين، والأسرى الفلسطينيين الأبطال كافة. أكد الناطق باسم حركة حماس في الضفة الغربية، حسام بدران، أمس الإثنين، أن حياة الأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 63 يومًا، احتجاجا على اعتقاله الإداري، "خط أحمر، وأن المساس بحياته سيقود الشعب الفلسطيني إلى خيارات لم يتوقعها الاحتلال، وسيفتح باب المواجهة الحقيقية أمام المحتل". وقال بدران، في تصريح له، إنه "من غير المعقول أن نشاهد أسرانا يعدمون على يد الاحتلال دون أن نحرك ساكنًا، فيما سيرى منا المحتل ما لم يتوقعه"، محذراً الاحتلال من مغبة المساس بحياة الأسير القيق، لأن ذلك وإن حصل فسيؤجج إشعال النار في وجه الاحتلال. وشدد القيادي في حماس على أن الوضع الحالي للقيق لا يحتمل السكوت عليه أكثر من ذلك، داعيًا كل الأطراف الرسمية والشعبية إلى تدخل فوري وسريع ونوعي يوقف قيادة الاحتلال عند حدودها، التي تمادت فيها كثيرا باستهتارها بحياة القيق. وأكد بدران أن استشهاد القيق الذي دخل حالة الخطر الشديد اليوم، سيحوّل السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى ساحة معركة حقيقية ومباشرة مع الاحتلال، وسيقلب الطاولة على كل مؤامرات الاحتلال بحق الحركة الأسيرة. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الصحافي القيق، الذي يعمل مراسلا لقناة المجد السعودية، في 21 نوفمبر من العام الماضي، من منزله في رام الله، وشرع بالإضراب المفتوح عن الطعام بعد أيام من اعتقاله، احتجاجاً على سوء معاملته في أثناء التحقيق ولتحويله إلى الاعتقال الإداري. ويرفض القيق منذ بدء إضرابه تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية، وهو موجود حاليًا في مستشفى العفولة الإسرائيلي، بعدما نقل إليه إثر تدهور حالته الصحية، في ما تشير آخر التقارير إلى أن القيق قد فقد وعيه داخل مستشفى سجن العفولة، وأن وضعه الصحي دخل في حالة حرجة جدًا، وحذرت مؤسسات حقوقية عدة، وكذلك عائلته، من إمكانية استشهاده في ظل تعنت الاحتلال في الاستجابة لمطالبه وتدهور حالة القيق الصحية. من جهة أخرى، أعلن 45 أسيرًا فلسطينيًا من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجني "مجدو" و"جلبوع" الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، عن دخولهم في إضراب عن الطعام لمدة يومين (يوم غدٍ الأربعاء وبعد غدٍ الخميس)، تضامناً مع القيق، واحتجاجاً على استمرار عزل الأسير بلال كايد. ونقل مركز حنظلة للأسرى والمحررين، عن فرع الجبهة الشعبية في السجون، دعمه الكامل لصمود الأسير البطل المضرب، القيق، في معركته البطولية بأمعائه الخاوية مع السجان، مؤكدا أن الصمود هو طريق الانتصار، ومحذراً في الوقت ذاته الاحتلال من أن استشهاد الأسير القيق ستكون له عواقب كبيرة على الاحتلال وسجانيه.