أكد رئيس الوزراء التركي، أن القصف والغارات الروسية وتدخلها في الأزمة السورية لم يبق على أي مكان آمن للمدنيين، مشيرا إلى أن الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم. ولفت أحمد داود أوغلو،في تصريحاتٍ أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده، أمس الجمعة، مع نظيرته الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أن "تنظيم داعش بات يشكل تهديداً للإنسانية جمعاء، وأن تركيا وألمانيا مستعدتان لمكافحة هذا التهديد في سوريا، والعراق، وأنقرة، وبرلين، وفي أي مكانٍ آخر". مضيفاً أن "أنقرةوبرلين تجريان مشاورات مكثفة حيال مكافحة التنظيم في سوريا والعراق". من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أن بلادها ستتحرك بالتعاون مع تركيا في مكافحة "الدولة"، مشيرة إلى أن "برلين ستكثف وتواصل غاراتها ضد مواقع التنظيم". تجدر الإشارة إلى أن الأزمة السورية دخلت منعطفاً جديداً عقب بدء روسيا بقصف مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل "يستهدف مراكز تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المقاومة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يستهدفها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر. وأشار رئيس الحكومة التركية، إن بلاده "تسعى لتحسين أوضاع اللاجئين، وتعمل ليل نهار، لتحقيق السلام الدائم في سوريا"، مؤكداً "قناعته بوجود خطوات مهمة، ستقدم عليها أنقرة مع برلين في هذا الخصوص"، مشدداً في الوقت ذاته، على أن "بقاء الأسد في دمشق سيثني اللاجئين عن فكرة العودة لبلادهم". وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده عززت تعاونها مع وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس"، لمنع تدفق اللاجئين، إضافة إلى فرضها تأشيرات المرور (فيزا) على السوريين القادمين من دول أخرى إليها، وذلك من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية، بحسب قوله. وبشأن مفاوضات السلام المزمع إجراؤها في يناير الحالي، بين المقاومة السورية ونظام بشار الأسد في جنيف، قال داود أوغلو: إن "كلاً من تركيا وألمانيا تبذلان جهوداً لإنجاح هذه المفاوضات"، مؤكداً أن "نجاحها يشكل عنصراً مهماً لمنع تدفق اللاجئين لأوروبا".