اتفق فلسطينيون في قطاع غزة، على أن التدخل الروسي والإيراني في المنطقة العربية، يهدف لتحقيق مصالح خاصة بالبلدين، ولا يصب في صالح "العرب". وقالوا في حوارات خاصة مع وكالة الأناضول للانباء، إن موسكو وطهران، تسعيان لبسط نفوذهما في المنطقة، والهيمنة عليها. ويرى عبد الناصر فرج، صاحب متجر لبيع الملابس، (53 عامًا)، أن التدخل الإيراني الروسي في المنطقة العربية، يهدف إلى الهيمنة على المنطقة العربية بالقوة، ومحاربة "الإسلام". وقال:" مشاركة هذه الدول في النزاع والحروب القائمة، هدفه الأساسي يكمن في محاربة الإسلام، بالدرجة الأولى". وأردف:" كل ما يحصل هو عداء للإسلام، ولزعزعة استقرار البلاد العربية قدر المستطاع، وفقا لما يتقاطع مع مصالح الدول الكبرى المسيطرة على العالم". وتابع:" أعتقد أن محاولات الهيمنة والسيطرة والحرب على الإسلام سنراه في كافة الدول العربية، لضمان احتلال المنطقة العربية، والأمور ستغدو أكثر سوداوية ودموية". أما الفلسطينية مها الشيخ، والتي تعمل موظفة في السطلة الفلسطينية، فتقول إن التدخل الروسي الإيراني في بلاد الشام والوطن العربي، لأجل "نهب خيراتها ". وأضافت لوكالة الأناضول:" التدخل السريع في أدق تفاصيل البلاد العربية، ليس رغبة من الدول العظمي بإنهاء معاناة السكان، ووقف الحروب والمجاعات، إنما هو لتطبيق أجندة ومصالح خاصة". وتعتقد الشيخ بأن المرحلة المستقبلية ستشهد تقسيمًا، لدول "الثورات العربية"، وستتهافت الدول العظمى على تقسيمها لتسهيل السيطرة عليها. من جانبه، يعتقد معاذ العامودي(29 عاما) (موظف في مركز أبحاث):" أن واشنطن لم تعد القوة المسيطرة على العالم منذ بدء ثورات الربيع العربي، وإنما دخلت في مرحلة إدارة السيطرة، مما دفع روسيا للتدخل في سوريا حتى تضمن لنفسها مجددًا موطأ قدم، في تشكيل القوة العالمية". وأضاف:" لا يخفى على أحد الأطماع الاقتصادية الروسية التي تسعى لها، في البلاد العربية، كما وأن سوريا تعتبر سوقًا جيدًا لأسلحتها". ويرى العامودي، بأن الاتفاق النووي الإيراني، والتقارب مع أمريكا، دفع روسيا للتقرّب أكثر من إيران، وبالتالي العمل معها في مصالح متقاطعة داخل سوريا". أما محمود جودة، (كاتب أدبي شاب)، فيرى أن روسيا كانت سعيدة جدًا عندما تلقت طلبا من سوريا بالتدخل في أراضيها، لكي تمنع سقوط دمشق، لأنها بذلك سترسخ لتواجد عسكري روسي يمتد لسنوات طويلة. وأضاف:" التدخل الروسي في سوريا ليس بمعزل عن التدخلات الدولية الأخرى المعادية للمحور الإيراني والروسي، ومن مصلحة روسيا التدخل، مثلها مثل دول أخرى، بعد أن أصبحت دمشق ملعبًا دوليًا، يتناحر الجميع عليه بكل اختلافاته، ويتجه إلى حفظ مصالحه، ورُبما إلى تمكين مطامعه". واستدرك:" مع رفع العقوبات عن إيران، تتجه الأمور إلى عكس ما هو كائن الآن، هنا ستصبح إيران لاعبا أساسيًا وقويًا في المشكلة السورية، مع حليف المصالح الروسي". أما إحسان الصليبي 53 عامًا والذي يعمل مهندسًا في بلدية غزة، يرى أن تدخل الدول العظمي، في شؤون البلاد العربية، نابع من الرغبة في السيطرة عليها، وتحقيق مطامع ومكاسب مادية". وأضاف:" رغم أن الأوضاع تتجه نحو الدموية، واللهث خلف المصالح، إلا أنني لا أتوقع حدوث حرب اقليمية، قد يتطور الأمر للنزاعات ومعارك محدودة فقط". وتتفق الشابة منّة البرعي، 23 سنة، مع معظم الآراء التي تقول إن التدخل الروسي الإيراني، يهدف إلى "نهب خيرات المنطقة". وتقول:" إن هذا التدخل يهدف للحصول على ثروات سوريا من الغاز، وإيجاد موطأ قدم لها في الشرق الأوسط". وتضيف:" منظومة إيران في المنطقة تتمثل في حزب الله وسوريا، وسقوط أي حليف، يعني سقوط الآخر، وضعفه، وبالتالي ستحاول إيران ما استطاعت أن تحافظ على بقاء نظام الأسد قائما". أما صبا الجعفراوي 24 عامًا، وتعمل صحيفة في إحدى الوكالات المحلية، فتعتبر التدخل الروسي في سوريا، فرصة ذهبية لها، "لإعادة مجدها الذي انتهى مع سقوط الاتحاد السوفيتي". وتتابع لوكالة الأناضول:" أظن أن إيران اتحدت مع روسيا في بعض المصالح، حتى تضمن الأخيرة لنفسها مصدر قوة، وخاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني، والتقارب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". ويبدو تحليل الأوضاع في المنطقة، معقدًا جدًا، وفيه تداخل كبير، وأطراف عديدة، كما تقول الجعفراوي، مضيفة "لست قادرة على فهم الصورة بشكل واضحة، ولا نعرف من ضد من". وتستهدف روسيا منذ نهاية سبتمبر من العام الماضي، بالقصف الشديد، مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، ودمار كبير في الأحياء والمناطق السكنية. كما تقدم إيران، وحليفتها منظمة حزب الله الشيعية "اللبنانية"، دعما سياسيا وماليا وعسكريا كبيرا للنظام السوري، منذ بداية اندلاع الثورة السورية بداية عام 2011.