عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في بداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    الأقصر تحددد شروط التصالح فى مخالفات البناء وبدء تلقي الطلبات الثلاثاء    انطلاق قطار مفاجآت شم النسيم من القاهرة حتى سيدي جابر    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات عنيفة شمال بيت لاهيا    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    مصرع طالب ثانوي وإصابة آخرين في حادث تصادم بدائري الإسماعيلية    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روسيا تتدخل عسكريا في سوريا.. الأسباب والأهداف والنتائج المتوقعة
هل يكرر بوتين أخطاء الماضي؟ وهل نصبت له أمريكا فخا في سورية؟
نشر في الشعب يوم 04 - 10 - 2015

من الذي ستقصفه روسيا في سوريا؟ وهل تنجح فيما فشل فيه التحالف العالمي؟
هل قرر بوتين التدخل بعد توقعه قرب انهيار نظام الأسد؟ وما علاقة ليبيا بالأمر؟
هل يتحمل اقتصاد روسيا "المغامرة القيصرية"؟ وماذا يريد بوتين بعد ذلك؟
كيف رأت القوى الاقليمية والعالمية التدخل؟ ومن هي الدولة الوحيدة المؤيدة؟
خاص - الشعب
قبل 4 أيام، قالت روسيا إنها نفذت أولى الغارات الجوية ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في أول عملية عسكرية روسية خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق منذ نهاية الحرب الباردة. بينما قال مسؤولون أمريكيون إن الأهداف التي هوجمت لا تبدو أهدافا لتنظيم الدولة.
وكان أعضاء البرلمان الروسي قد وافقوا بالإجماع على قرار يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية إلى سوريا.
وقال سيرغي إيفانوف، رئيس الجهاز الإداري لبوتين، في تصريح متلفز ، أن موسكو لن ترسل قوات برية إلى سوريا، لكنها ستستخدم فقط القوات الجوية "من أجل دعم قوات الحكومة السورية في قتالها لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي تصريحات شابها الكثير من المبالغة، بحسب مراقبين، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، السبت أن طائراتها الحربية قوضت القدرات المادية والتقنية للإرهابيين في سوريا، بحسب "روسيا اليوم".
وهذا الإنجاز لم تدّعيه قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ولم تستطع إنجازه خلال عام، بل إن المسؤولين الأمريكيين صرحوا بأن القضاء على تنظيم الدولة يحتاج إلى عشرات السنين، وقد تصل المدة إلى أربعين عاما، وبذلك تتسبب روسيا بإحراج للتحالف الدولي بإعلانها لهذا النصر المبكر.
ومنذ عام يشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية غارات ضد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا والعراق، لكن النتائج التي تحققت "محرجة".
وبحسب تقارير غربية، فقد نفذ التحالف الدولي حوالي 2597 غارة جوية في سوريا، فيما نفذ حوالي 4506 في العراق.
من الذي ستقصفه روسيا في سوريا؟
في تقرير أعده جوناثان ماركوس المراسل الدبلوماسي لبي بي سي، حذر من أن الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق يحجم التنظيم ولا يهزمه، كما أن العمليات العسكرية لا تؤتي ثمارها بسبب غياب أي من أعضاء التحالف ميدانيا، بخلاف الاستثناء الملحوظ للأكراد. كما وتحولت جهود واشنطن في تسليح ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة إلى مسرحية هزلية، فعدد الذين تلقوا تدريبات كاملة ضئيل للغاية، إضافة إلى مقتل عدد كبير ممن أرسلوا إلى ساحات القتال أو وقوعهم في الأسر أو تسليمهم أسلحتهم ومعداتهم إلى جماعت مسلحة.
وتساءل ماركوس: "من الذي سيقصفه الروس؟ يؤكد بوتين رغبته في تشكيل ائتلاف واسع ضد تنظيم الدولة، لذلك يمكننا أن نقول إن مقاتلي تنظيم الدولة سيكونون هدف أي هجوم محتمل لروسيا. لكن نظام الأسد، بطبيعة الحال، لديه الكثير من الأعداء، كثير منهم مدعوم من الغرب أو تركيا أو دول الخليج. والضربات الروسية لأبعد من تنظيم الدولة ستثير كل أنواع المشاكل.
وحول الإجابة عن سؤال هل يمكن أن ينعكس الأمر سلبا على روسيا؟ قال ماركوس: "في سوريا، يجري صراعان متشعبان على نطاق واسع؛ أحدهما الصراع الأوسع ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن هناك كذلك الحرب بين دول عربية سنية تدعمها تركيا في مواجهة إيران الشيعية، وما ينظر إليهما باعتبارهما وكيلي إيران، وهما جماعة حزب الله اللبنانية ونظام الأسد.
وأكد مراسل BBC أن بوتين يخاطر بجر روسيا إلى هذه المعركة المعقدة. السبب المزعوم لنهج روسيا هو خوفها من التطرف الإسلامي. لكن، هل ستثير عملياتها مزيدا من العداء الذي قد يكون له تأثير داخل روسيا نفسها؟
وتابع: " ثمة مخاطر يواجهها الروس هنا، إذ قد تجرهم هذه المخاطر إلى المستنقع السوري. فالقوات الجوية الروسية تفتقر إلى القدرات الموجهة بدقة ومصادر جمع المعلومات التي تمتلكها الولايات المتحدة.ويمكن للتدخل الروسي في سوريا أن يفضي في النهاية إلى فوضى، وتأجيج مشاعر الكراهية في الداخل والخارج على حد سواء.فبوتين سعيد الآن نتيجة إحساسه بتحقيق إنجاز. لكن من الواضح في كل الأحوال أن نهج روسيا البراغماتي بشدة إزاء الأزمة السورية لن يؤدي إلى تسوية على الأرجح."
هل ينجح بوتين فيما فشل فيه الغرب؟
قلنا آنفا إن ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لم تتمكن من هزيمته، وفي احسن الأحوال جرى احتواؤه ولكنه لم يهزم. فلماذا قد يبلي الروس بلاء افضل من ذلك؟ ما هي القدرات الفعلية للروس في اللاذقية؟ وما هي الأسلحة التي يمكن أن يستخدموها؟ وما هي قدرة القوات الجوية الروسية مقارنة بالقوات الجوية الغربية؟ وما يمكنها انجازه في نهاية المطاف؟
تمثل القوات الجوية التي أرسلت إلى سوريا صورة مصغرة للقوات الجوية الروسية في مجملها.
وكما يقول مايكل كوفمان، المحلل في هيئة سي إن أيه الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، فإن روسيا لديها 34 طائرة ذات جناح ثابت في اللاذقية، وهي من خليط من الأنواع: 12 طائرة أس يو 25، 12 طائرة إس يو 24، أربع طائرات إس يو 30 إس إم، وست طائرات إس يو 34.
وقال لي "هذا يمثل أجيالا قديمة وحديثة من مقاتلة سوفيتية مخضرمة وأحدث طائرات متعددة الأدوار توجد لدى روسيا".
وأضاف "طائرات إس يو 25 هي منصة للدعم والهجوم استخدمت في مختلف الحروب الروسية بما في ذلك الشيشان والحرب الجورجية الروسية. الطائرة قادرة بصورة كبيرة على الدعم عن قرب، ولكنها ضعيفة ويمكن خسارتها خاصة عند التعرض للصواريخ الأرض جو المحمولة على الكتف التي تنتشر بصورة كبيرة في ساحة القتال السورية".
ويقول "طائرات إس يو 24 هي القاذفة التقليدية التكتيكية، التي تم تحديثها من الحقبة السوفيتية ولها قدرة على عدد من المهام الهجوية ولكنها طائرة قديمة ومجهدة نوعا".
ويقول كاوفمان إن الطائرات الأكثر إثارة للاهتمام هي الطائرتان إس يو 30 إس إم و إس يو 34: "طائرات اس يو 30 إس إم مقاتلات ثقيلة متعددة الأدوار قادرة على القتال جو-جو وعدد من المهام القتالية المحددة الهدف على ارتفاع كبير".
وتكمل طائرة إس يو 34 الصورة. "هذه طائرات قتالية متطورة كثيرا، وهي بديل لطائرات إس يو-24إم2، ويمكنها شن كل المهام القتالية والدفاعية في عمليات الجو-جو. هذه طائرات لم تستخدمها روسيا من قبل في الحروب وقد تكون تعتزم تجربتها فقط".
قوات برية سورية
قد تكون القوات الجوية الروسية أقل تقدما في بعض الأوجه عن بعض أقرانها الغربيين، ولكنها بالتأكيد لديها القدرة على شن هجمات جوية فعالة. فما هي بالضبط مهمتها في سوريا؟
وهنا قد يكمن اكبر اختلاف بين الحملتين الروسية والاخرى بقيادة الولايات المتحدة.
أحد أوجه الضعف الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة وحلفاءها هو غياب قوات برية يعتد بها على الأرض. إذ يمكن للقوات الجوية تحقيق الكثير مع وجود قوات على الارض لاحتلال مناطق والسيطرة عليها، ولكن تأثيرها يظل محدودا بدون قوات برية.
وهذا ليس الحال بالنسبة للقوات السورية. وقد لا يكون الجيش السوري بقوته السابقة، لتعرضه لهزائم موجعة وانقسامات، ولكن بالنسبة للسياق المحلي ما زال قوة يحسب حسابها. مدعوما بالمعدات الروسية والقوات الروسية الجوية، يمكنه الوقوف في وجه معظم قوات المعارضة.
ولا توجد لدى روسيا التكنولوجيا الاستخباراتية والاستطلاعية التي تملكها الولايات المتحدة ولكن الكثير مما ستستهدفه سيبنى على المعلومات التي ستجمعها القوات السورية على الأرض.
وهذه إذا الاستراتيجية الروسية الرئيسية: تعزيز نظام الاسد وتخفيف نقاط الضغط وضمان أن يبقى حليفها عاملا مؤثرا في أي تسوية دبلوماسية مقبلة.
ولهذه الغاية ستضرب موسكو أي خصوم للنظام السوري على الأرض، وتوجد مؤشرات قوية على ذلك من الهجمات الجوية الروسية الأولية.
القوات الجوية الروسية ليست هناك لدحر المعارضة ولتمكين النظام السوري من استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد. إنها هناك لتمديد بقاء نظام الأسد وتغيير الحسابات الاقليمية والدبلوماسية. وفيما يتعلق بذلك، قد تلعب القوات الجوية الروسية دورا حاسما.
لماذا تدخلت روسيا عسكريا؟
يؤشر التدخل العسكري الروسي إلى ضعف متزايد في قوة النظام السوري وإيران أيضا، حيث كان واضحا في الفترة الأخيرة أن النظام ضعف كثيرا، وأن إيران لم تعد تحتمل تعزيز قدراتها في سوريا لحمايته، بعد أن حدث اختلال في ميزان القوى العسكري لغير مصلحة النظام وحلفائه، وما كان يمنع سقوطه هو حسابات الدول الإقليمية التي تتحكم بقوى أساسية تقاتل النظام الآن.
ولفهم الخطوة الروسية لا بد من لفت الانتباه إلى مسألتين، الأولى تتمثل في أن روسيا التي تحولت من الشيوعية إلى الرأسمالية وباتت دولة إمبريالية تريد ككل إمبريالية أن تتوسع عالميا، بحيث تجد الأسواق لسلاحها وسلعها ونشاط الرأسمال، ولقد وجدت أن عليها التقدم نحو ذلك خصوصا بعد الأزمة المالية التي ضربت أميركا، وأبانت عن وهن أميركي يمكن استغلاله من أجل التوسع.
هنا كانت سوريا أساسية في ذلك، خصوصا بعد خسران ليبيا، التي أبعدت عنها ب"المراوغة". لهذا استغلت الثورة من أجل فرض مصالحها على نظام يحتاج إلى "حماية دولية" في مواجهة احتمالات التدخل العسكري (الذي لم يكن قائما أصلا كما توضح في السنوات السابقة)، وتحصلت على امتيازات جرى التوقيع عليها في أغسطس سنة 2012. كما أصبحت معنية بوجود قاعدة بحرية كبيرة على شواطئ البحر المتوسط، وهو ما جعل سوريا ضرورة "استراتيجية" كذلك.
بالتالي كانت سوريا ضرورة روسية، خصوصا وروسيا تفكر في العودة إلى "الشرق الأوسط" بعد التراجع الأميركي فيه. ولم تكن أميركا منافسا هنا، حيث أظهرت منذ بداية سنة 2012 ميلها ل"بيع" سوريا لروسيا، ورتبت مبادئ جنيف1 معها، كما أوجدت معارضة تقبل بالحل الروسي. لهذا لم تكن روسيا تشعر بمنافسة أميركية في سوريا، بل بدعم متواصل لدورها السوري.
المسألة الثانية تمثلت في أن تطورات الصراع المسلح فرضت أن تمسك إيران بالقرار السوري، حيث أفضى ضعف السلطة إلى استجلاب مئات آلاف المقاتلين لمنع سقوط النظام ومحاولة انتصاره. لهذا دفعت بقوات حزب الله والمليشيا الطائفية العراقية والحرس الثوري، ومن ثم باتت تقود الصراع العسكري مباشرة عبر ضباطها.
وقد استخدمت سياسات أدت إلى تدمير بنية الدولة، وتحويل الجيش إلى مليشيا، كما قتلت الكثير من الضباط، لكي تزيد في تحكمها. وهو الأمر الذي كان يشعر روسيا بأنها فقدت التأثير، وأن الأدوات التي تريد الاعتماد عليها تتلاشى، وهو ما قد يؤدي إلى خروجها دون مصالح. ورغم العلاقة الجيدة بين روسيا وإيران كانت مصالحهما في سوريا متخالفة، وظهر تذمر روسي من السياسة الإيرانية في سوريا، كما باتت روسيا تخاف من تحول إيران إلى حليف أميركي مما يفقدها كل شيء.
هنا ظهر تنافس مكتوم بين الحليفين، توضح في المفاوضات النهائية حول البرنامج النووي الإيراني، حيث اصطفت روسيا إلى جانب أميركا في الضغط من أجل إنجاز الاتفاق. وكان ذلك -فيما يبدو- في مقابل دعم أميركي لسياسة روسية في سوريا تعيد فرض روسيا قوة حاسمة في تقرير مصير البلد. وربما تكون سطحية رد الفعل الأميركي على التدخل العسكري الروسي مؤشرا واضحا في هذا المجال.
تقول روسيا بشأن خطوتها هذه إن سوريا لها، وإنها لن تساوم في هذا المجال، ولن تتنازل لأي كان، وربما تشير إلى أن سيطرتها على سوريا هي "معركة مصير"، في سياق دورها العالمي وميلها للعودة إلى "الشرق الأوسط". وهي هنا تتصرف كوريثة لأميركا (حتى في علاقتها بالعدو الصهيوني).
بالتالي هي تعيد ترتيب الهيمنة على النظام السوري محاولة إبعاد إيران أو تهميش دورها، خصوصا بعد أنْ لم تستطع منع اختلال ميزان القوى في سوريا، بعد التقدم العسكري الذي تحقق في الجنوب والشمال، وحتى في محيط دمشق، الذي هو في جزء منه جزء من الصراع الإقليمي الدولي للوصول إلى "حل سياسي". ومن هذا المنظور يبدو أن روسيا تريد تحسين مواقعها التفاوضية.
ماذا تريد روسيا بعد ذلك؟
لكن ماذا تريد روسيا أكثر من ذلك من هذه الخطوة؟ هل تريد دعم النظام؟ أم تريد "وضع يدها" على النظام من أجل فرض الحل السياسي؟
ليس من السهل تقدير ما يمكن أن يفعله الروس، بالضبط لأن روسيا الإمبريالية تتسم بالغباء المتوارث من دوغما السنوات الأخيرة من وجود الدولة السوفياتية، فقد أهدرت فرصا سابقة، خصوصا هنا مؤتمر جنيف2، وكان تعاملها في أوكرانيا يتسم بالغباء ذاته، وهو ما أدى إلى خسارتها الكبيرة هناك.
النظام الروسي ينطلق من "نظرية المؤامرة"، لهذا يعتقد أن كل تحرك يجري في العالم هو من أجل هزيمة روسيا. ولا شك في أن "المؤامرات" على الاتحاد السوفياتي قد ولدت هذا الميل، الذي بات "سياسة عامة". وبات في أساس ممارسات وزارة الخارجية.
لكن خلف ذلك يتخفى قصور في الفهم، وشعور بالنقص، وإحساس بالضعف الذاتي، حيث يتعلق الأمر بصراع عالمي على تقاسم النفوذ، ودون وعي بحدود قدرات القوى الأخرى لا يمكن تحقيق التوسع في النفوذ، وروسيا تفتقد إلى ذلك، ولهذا لم تستطع تحقيق تقدم في "الشرق الأوسط" رغم التراجع الأميركي. أكثر من ذلك رغم المساعدة الأميركية لروسيا في تحقيق مصالحها هنا، بالضبط لأنها تريد منها التنازل في مناطق أخرى ضمن حساب أميركا التي ترى أن "حصار الصين" هو أولويتها.
استدراج أمريكي لبوتين
في تحقيق حول التدخل الروسي في سوريا، استطلعت الجزيرة نت آراء بعض الكتاب المتابعين لمسار هذه الأزمة.
وقال محمد المختار الشنقيطي، باحث ومحلل سياسي موريتاني: "كتب أحد منظري مؤسسة (راند) الأميركية منذ أكثر من نصف قرن: "إن أهدافنا ليست مناقضة لأهداف عدوِّنا." وما نراه اليوم من تدخل روسي في سوريا هو تحقيق لأهداف أميركية بعضلات روسية. فالأميركيون بما ورِثوه من خبرات الاستعمار الأوربي للمنطقة، وباطِّلاعهم على دواخلها، أوعى من الروس باللعبة الاستراتيجية في سوريا. وليس سرا أن الأميركيين مسرورون بالتدخل الروسي، ويرونه فرصة للكفكفة من عنجهية بوتين.
وقد عبر توماس فريدمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز أمس (30/09/2015) عن الانتهازية الأميركية في التعامل مع مغامرة بوتين في سوريا فقال: "إن بوتين سيواجه غضب العالم الإسلامي بأسره، بما فيه المسلمين الروس". وسيجد نفسه في وضْع "مَن تسلق شجرة لا يستطيع النزول منها." وأضاف: "إن تسُّرع بوتين للتورط في سوريا ربما هو الذي سيرغمه في النهاية إلى البحث عن حل سياسي هناك."
فالمنطقة العربية -من وجهة النظر الأميركية- فيها فائض من البشر وفائض من التدين الإسلامي يجب تقليصه بأي وسيلة. والثورة السورية مَصْهرةٌ معينة على استنزاف كل الأطراف غير المرغوب فيها من الأعداء و"الحلفاء": من السلفية الجهادية السنية إلى الميليشيات الشيعية، ومن إيران إلى تركيا، ومن دول الخليج إلى روسيا. لكن روسيا كانت خارج دائرة هذا الاستنزاف. وليس من المبالغة القول إن جريمة أميركا في حق السوريين لا تقل فظاعة عن جريمة روسيا، لأن أميركا هي التي منعتهم السلاح النوعي والمنطقة الآمنة، فقضت على ثورتهم بالتحول مذبحة مفتوحة.
فالجديد في التدخل الروسي في سوريا هو أن روسيا انضموا إلى الأطراف المستنزَفة في سوريا. لكن العرب والأتراك هم الذين يدفعون الثمن الأفدح"
فيما قال عبد الله إسماعيل العمادي، كاتب قطري:
روسيا بوتين ، المنهكة اقتصادياً من بعد أزمات أوكرانيا والقرم وانخفاض أسعار النفط ، تحاول اليوم إعادة أمجاد ستالين ولينين وبريجينف بصورة وأخرى ، وأهمية أن يكون لها حضورها الفاعل القوي على الملعب الدولي ، ومنافسة اللاعب الأوحد الذي لم يظهر من يتصدى له بصورة وأخرى ، والمتمثل في اللاعب الأمريكي .. وقد يبدو للمتابع من الوهلة الأولى أن هناك اتفاقاً بين الروس والأمريكان على عموميات المشهد السوري مع بعض الاختلاف في تفاصيله ، لكن من واقع الأحداث يمكن القول بأن أن الأمريكان ما زالوا يعتبرون الروس عنصراً مزعجاً ومعيقاً لتطلعات التوسع الاقتصادي الاستراتيجي نحو آسيا الوسطى ، وثبت ذلك في مواجهة أحداث أوكرانيا وجزر القرم ، التي انتصر فيها الروس على الغرب بعض الشيء ، وكان لهم الصوت الأعلى في توجيه الأحداث ، وهذا ما يبدو أثار الأمريكان وربما دفعهم لاستدراج جديد للروس .
من خلال رصد واستقراء الماضي ، فإنه لا شيء يمنع إن تعمق التدخل الروسي في سوريا ، ووصل إلى حد التدخل البري ، أن تتحد فصائل المقاومة السورية على اختلاف توجهاتها ، ضد عدو مشترك خارجي كما كان الحال مع فصائل الجهاد الأفغاني ضد الروس في الثمانينيات من القرن الفائت ، وخاصة بعد الضربات الجوية الأولى التي ما أصابت إلا قوات المعارضة ، فيما المعلن أنها ضد تنظيم الدولة ! وضمن السياق نفسه ، لا شيء يمنع أن يصاب بوتين في مقتل بسبب مغامراته هنا ، وستخرج روسيا بسبب تلك المغامرة بخفي حنين، وقد يسقط الأسد كما سقط نجيب وكارمل وتكون النهاية شبيهة أيضاً، فيما تستمر الهيمنة الأمريكية على زمام الأمور بالعالم لعقود أخرى قادمة .
الاستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى تعتبر التخلص من العقبة الروسية شرطاً للاستمرار في تنفيذ أهدافها للعقود الخمسة القادمة دون عقبات ، وربما إعادة السيناريو الأفغاني مع الروس في المشهد السوري ، هي واحدة من تكتيكات تلك الاستراتيجية ، ليتفرغ الأمريكان في تعزيز وتجميع غنائمهم بعد استنزاف الروس.
روسيا تعيد أخطاء الماضي
إن التدخل الروسي المباشر اليوم لا يقتصر على الجنود والسلاح بل تعداه إلى إنشاء قاعدة برية تشتمل على مطار حربي ومخازن أسلحة ضخمة ومقرات لجنود روس يصل عددهم إلى بضعة آلاف وهو ما سيغير معادلة الصراع في المنطقة وسيضع روسيا في مواجهة مباشرة مع المسلمين السنة، وسيحيي الإندفاعة الجهادية الإسلامية باتجاه الشام بعد أن نجحت حكومات المنطقة في تقليصها إلى الحدود الدنيا.
روسيا لم تتعلم من أخطاء الماضي، وهي تبدو اليوم أكثر غباء من ذي قبل،خاصة وأنها قد قبلت أن تتحول من مشروع دولة عظمى منافسة للولايات المتحدة، إلى أداة بيدها،وهنا سنجد أن روسيا قد فوتت فرصة رد الصفعة للغرب الذي دعم المجاهدينالعرب والأفغان ضدها في أفغانستان، حيث كانت تستطيع ترك الولايات المتحدة تغرق في المستنقعين السوري والعراقي، لكنها لم تفعل، بل على العكس روسيااليوم هي من يكرر الخطأ مرتان وتنزلق إلى مستنقع خرجت منه للتو الجيوش الأمريكية مهزومة ومنهكة.
ربما هو داء العظمة سيطر على بوتين فدفعه للإنخراط في الحرب على الشعب السوري،محاولا تحقيق أمجاد ينهي بها مسيرته السياسية الحافلة بالأحداث والإستبداد معا، حيث حول روسيا من بلد طامح للحرية إلى سجن كبير تكمم فيه الأفواه ويجري إسكات المعارضين فيه بطريقة أو بأخرى.
لقد سعت روسيا بوتين جاهدة كي تكون القطب الثاني في معادلة القوة العالمية، لكنها فشلت فانحسر دورها وتأثيرها في أسلحة دمار شامل تستخدمهاكقوة ردع ورثتها عن الإتحاد السوفييتي وعملت على تطويرها كي تبقى دولة مرهوبة الجانب، لكنها وفي المقابل دولة ضعيفة إقتصاديا وتكنولوجيا ولا يمكن لها حتى منافسة الصين التي تمسك بتلابيب بيت المال لأمريكي من خلال شرائها لسندات الخزانة الأمريكية بمبالغ وصلت إلى تريليونات الدولارات التي جنتها الصين من إقتصاد قوي عززته صناعات متعددة باتت تنافس الغرب في عقر داره وتصدر له كل ما يحتاجه وبأرخص الأسعار.
روسيا بوتين المسكون بداء العظمة وأمجاد القياصرة الغابر تأبى إلا أن تجد لها موطئ قدم مؤثر في السياسة العالمية وإن على حساب دماء وأشلاء شعب يذبح منذ أكثر من أربع سنين، ليأتي القيصر المستبد بوتين فيكمل فصول المذبحة المفتوحة بتدخل عسكري يدعم فيه الجلاد ضد الضحية.
إن روسيا بوتين تبدوا في طريقها للإنخراط الفعلي في المعارك العسكرية على الأرض لكن من غير المرجح ان يحدث هذا التدخل على نطاق واسع رغم أنه حاصل فعلا وبات مرشحا للتصاعد ولكن بحسب تطورات الأحداث على الأرض، والتي لا يبدوا أنها تسير لصالح الأسد وإيران المنهكةالتي باتت بحاجة إلى طوق نجاة وجدته في الشريك الروسي المتعطش للمجد والمال الذي وعلى ما يبدوا انه سيحصل عليه من مليارات إيران النفطية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
دوافع التدخل وإمكانية الاستمرار
روسيا قبلت ان تكون الأداة القذرة واللاإنسانية المعروفة عن الغرب، فسجل روسيا في حقوق الإنسان والحروب القذرة التي خاضتها ولا تزال أشهر من ان يتم إخفاؤهاوأبشع من أن يتم تجميلها، هي حتى غير معنية بهذا الأمر، لكن ماهي دوافع هذا التدخل المباشر وإلى أي مدى يمكنهم الإستمرار في إندفاعتهم هذه؟
حتى نستطيع الإجابة على هذا السؤال لابد لنا من مناقشة وفهم جملة من الأمور لعل أهمها:
أولا: الحقيقة التي يجب ان نعيها هي أن الروس متفقون مع الغرب حول سورية تماما وكل ما يحدث من تحركات هو بتنسيق تام بينهما سواء كانت هذه التحركات سياسية أم عسكرية، وكل ما يشاع عن إستغراب الولايات المتحدة وتفاجئها بالأمر لا يعدو عن كونه مسرحية هزلية وتصريحات لذر الرماد في العيون، فمن يتابع تحركات أفراد وقادة التنظيمات المسلحة ويقوم باستهدافهم بين حين وآخر قادر على معرفة ما يدخل إلى سورية وما يخرج منها، إضافة إلى انه لا روسيا ولا غيرها يمكنه التصرف بمعزل عن صانع القرار الأمريكي.
ثانيا: روسيا كعادتها تعاملت بقصر نظر وعنجهية مع الشأن السوري، وكذلك بإستخفاف كبير مع الأطراف العربية، فكل ما قامت به من مبادرات لم يكن سوى لم شمل النظام بمعارضته المدجنة دون إشراك ممثلين حقيقيين عن الشعب السوري الثائر.
ثالثا: روسيا تدرك ألا فضاء لها ولا وجود في المنطقة إلا فيما يمكنها تحقيقه من إختراق في الشأن السوري من خلال تحالفها العضوي مع إيران ونظام الأسد والمراهنة في قدرتهم على إنهاء الصراع بالطريقة التي يرغبون بها.
رابعا: لقد خسر نظام الأسد خيرة ضباطه وعناصره ومعظم آلته العسكرية رغم تواضعها، ولم يعد قادرا على التعويض ولا تدارك النقص الحاصل فيها ولا يملك الوقت ولا الإمكانيات والأعداد اللازمة للتدرب على السلاح الروسي الجديد، حتى مع المدد الإيراني وآلته العسكرية المتهالكة بمعظمها والمنخرطة في العراق، وحتى مع الدعم الميليشياوي على الأرض لم يعد بالإمكان سد النقص الحاصل ولا التعويض عن القوة الجوية والأرضية الثقيلة المطلوبة.
خامسا: التدخل الروسي المباشر ربما يهدف إلى تجنيب إيران الإنخراط المباشر من خلال إرسال فرق عسكرية يمكن لها ان تستفز العرب والمسلمين وتدفع بهم للإنخراط في الحرب بل وحتى الإنقلاب على الأنظمة العربية التي ستحملها الشعوب مآلات ما يحدث من إنكسار وتشرذم رغم كل ما تملكه من إمكانيات.
سادسا: أثبتت الأحداث هشاشة جيش النظام وقلة خبرته أمام هجومات منظمة وخاطفة تشنها التنظيمات الجهادية التي نجحت في إحداث عدة إختراقات كان يمكن لها ان تحدث تغييرا جذريا على خارطة الصراع فيما لو قدر لها النجاح في الإستمرار على نفس الزخم والوتيرة، وبالتالي فإن إرسال روسيا لقوات برية وجوية جاء لسد الفراغ أمام هجومات ربما تكون وشيكة الحدوث.
سابعا: فيما يخص الصراع في اليمن فيمكن تفسير هذه الخطوة بأمرين الأول: السماح للسعودية بحرية الحركة في اليمن وإنهاء الصراع فيه بالطريقة التي تضمن أمنها سواء بتقسيم اليمن او جمع الأطراف المتصارعة في حكومة وحدة وطنية تتولى التصدي للخطر الجهادي، أما الثاني فيمكن تفسيره أيضا بمسألة ممارسة ضغط على دول الخليج العربي مؤداه اليمن مقابل سورية، وهذان التأويلان مرتبطان بنتائج المباحثات السعودية مع كل من موسكو وواشنطن، إضافة لما تمخضت عنه إجتماعات بوتين والسيسي وعبد الله وبن زايد الرباعية في موسكو.
ثامنا: وهو الأهم حيث يمكن تفسير الخطوة الروسية بما يتم تسريبه عن تفاهمات أوشكت على إنتاج هيئة حكم بمشاركة بعض الفصائل المسلحة الكبيرة بعد دمجها بمكون واحد أكبر سيعلن عنه قريبا ويكون مركزه دمشق وريفها وبحيث يغطي باقي المحافظات السورية لكنه بحاجة إلى غطاء سياسي وعسكري دولي يساعده على مواجهة التنظيمات الجهادية على الأرض خاصة وأن تحالف الستين حتى بعد سنة على تشكيله لم يستطع تحقيق شيء يذكر في حربه على تنظيم الدولة الإسلامية التي يبدوا انه لازال قادرا على التمدد والتقدم بثبات بإتجاه حمص والحدود اللبنانية وربما دمشق وما بعد بعد دمشق.
إن كافة المؤشرات تدل على أن هناك قرارات قد إتخذت ويجري تفعيلها وترجمتها إلى أفعال على الأرض وهو ما سينقل الصراع إلى مرحلة جديدة تعيد رسم خارطة التحالفات القائمة بين الفصائل والتنظيمات المسلحة وبحسب ما تقتضيه المرحلة، وهو ما سيخلق إصطفافات غير متوقعة تنهي وجود العديد من الفصائل الوطنية والإسلامية لجهة الشرذمة أو الإندماج على حد سواء، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة الكبار، ومن يدري فلعل ما نشهده من تطرف قد يصبح قمة الإعتدال أمام ما يخبئه مقبل الأيام من عنف وتطرف كبيرين.
في أفغانستان وقف العرب والغرب مع المجاهدين ضد الإتحاد السوفييتي ودعموهم حتى بمضادات الطيران، أما في سورية والعراق فقد وقف الجميع ضد المسلمين السنة الذين بات عليهم ان يقرروا ما إذا كانوا يستحقون الحياة كأمة كريمة أو قطيعا من العبيد.
المواقف الدولية من التدخل
أعلنت بعض القوى الدولية والاقليمية رفضها للتدخل الروسي في سوريا الذي دخل يومه الخامس اليوم.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كرر اليوم الأحد موقفه الرافض للقصف الروسي في سوريا، وحذر موسكو من ارتكاب خطأ جسيم.
وصرح أردوغان في مؤتمر صحفي بمطار إسطنبول قبل توجهه لفرنسا بأن الخطوات التي تقوم بها روسيا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال.
وبالنسبة لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، فإن الغارات الروسية "خطأ فادح" يزيد الموقف سوءا ويساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة.
وقال كاميرون إنه من الواضح تماما أن روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات المعارضة السورية المشروعة، "ونتيجة ذلك أنهم بالفعل يدعمون الأسد الجزار ويساعدونه، ويزيدون الموقف سوءا بحق".
فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يوم الأحد إنه ليس بوسع روسيا التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في نفس الوقت.
وأضاف هاموند في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مدينة مانشستر "دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان الدولة الاسلامية ويعزز قوى الشر التي يقول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنه يريد هزيمتها."
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر من أن تؤدي الحملة العسكرية الروسية في سوريا إلى "كارثة مؤكدة"، لكنه أكد أن واشنطن وموسكو لن تخوضا "حربا بالوكالة" بسبب هذا الخلاف.
وقال أوباما إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفرق بين تنظيم الدولة "والمعارضة السورية المعتدلة" التي تريد رحيل الأسد. وأضاف "من وجهة نظرهم كل هؤلاء إرهابيون وهذا يؤدي إلى كارثة مؤكدة".
أما رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس فقال إن على روسيا "ألا تخطئ الأهداف" في سوريا بضرب منظمات غير تنظيم الدولة الاسلامية، مذكرا بضرورة تجنب المدنيين.
ورأى فالس أنه يحق لروسيا ضرب تنظيم الدولة، ولكنه طالب بإجراء عملية انتقالية سياسية بدون بشار الأسد.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقالت إن الجهود العسكرية ضرورية في سوريا، لكنها لن "تضع نهاية للحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات".
ورأت أن علاج الأزمة يحتاج إلى عملية سياسية، وأنه من الضروري إشراك نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالمحادثات.
وجاء التأييد الصريح والمطلق من مصر، حيث قال وزير خارجية الانقلاب سامح شكري إن الغارات الجوية التي تشنها روسيا ستسهم في محاصرة الإرهاب.
ورأى شكري أن دخول روسيا بما لديها من "إمكانات وقدرات في هذا الجهد" سيكون له أثر في القضاء على الإرهاب بسوريا.
المصادر:
روسيا تبدأ تنفيذ ضربات جوية "ضد تنظيم الدولة" في سوريا
من الذي ستقصفه روسيا في سوريا؟
ما الذي يمكن أن تنجزه القوات الجوية الروسية في سوريا؟
روسيا تحتل سوريا
التدخل الروسي في سوريا.. يخدم من؟
مواقف دولية تجاه الغارات الروسية بسوريا
هاموند: دعم روسيا للأسد سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان الدولة الاسلامية
جيش روسيا الأحمر في سوريا لماذا؟
روسيا تعلن النصر على تنظيم الدولة في 3 أيام و60 غارة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.