صور| كنائس وأديرة الأقصر تحتفل ب«أحد السعف».. والرهبان في مقدمة المصلين    خبير تربوي يكشف أهمية توجيه الرئيس لدراسة الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات    وزير الرياضة يفتتح ملتقى الشباب الدولي للإبداع والابتكار في الذكاء الاصطناعي    إكسترا نيوز: عبور 4150 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود لغزة منذ بداية أبريل    إعلام أمريكى: متظاهرون يحتجون قرب منزل نتنياهو لمطالبته بالتنحي وصفقة تبادل    شكرى ونظيره الماليزى يؤكدان على الرغبة المشتركة في مواصلة تعزيز أطر التعاون المشتركة    ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي يستعرضان العلاقات الثنائية    مان سيتي يحقق الانتصار خارج أرضه أمام نوتنغهام في الدوري الانجليزي    أخبار الأهلي : طلب عاجل من الأهلي لإستاد القاهرة قبل مواجهة الترجي    بايرن ميونخ يغري برشلونة بجوهرته لإنجاز صفقة تبادلية    رئيس جامعة دمياط يكرم بطلة المنتخب للملاكمة يمنى عياد    شرطة التموين تُحبط محاولة جديدة لرفع أسعار السجائر.. ماذا فعلت؟    الأربعاء.. عرض «ملح الجبل» بمركز الثقافة السينمائية    ملك أحمد زاهر: تخوفت من دوري في مسلسل محارب قبل التصوير    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    رئيس استرازينيكا مصر: نستهدف الوصول ل30 مليون مواطن للتوعية بسرطان الكبد    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    حفيظ دراجي يرد عبر «المصري اليوم» على أنباء رحيله عن «بي إن سبورتس»    الوفد ينظم محاضرة تحديات الأمن القومي في عالم متغير    غدا .. محاكمة 27 متهما بإنهاء حياة شخص بأسيوط    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    خيانة جديدة للسيسى ..امتيازات الإمارت ب"رأس الحكمة" تحولها لدولة داخل الدولة على حساب السيادة المصرية    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    حكم ورث شقة إيجار قديم بالتحايل؟.. أمين الفتوى يوضح    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    وزير السياحة السعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة على البحر الأحمر    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    "الرعاية الصحية" تشارك بورشة العمل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية    فيلم «شقو» ل عمرو يوسف يتجاوز ال57 مليون جنيه في 19 يوما    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    ننشر أقوال محمد الشيبي أمام لجنة الانضباط في شكوى الأهلي    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    وكيل تعليم بورسعيد يكرم المدارس المشاركة في معرض أهلا رمضان 2024    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    خلال 24 ساعة.. ضبط عدد من قضايا الإتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 16 مليون جنيه    البوصلة    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العمل:
نشر في الشعب يوم 29 - 01 - 2007


كتب: محمد أبو المجد//
وسط أوضاع سياسية سيئة في الداخل والخارج, نظم حزب العمل اجتماعًا للجنته التنفيذية لمتابعة القضايا السياسية الداخلية والخارجية ومناقشة بعض أعمال الحزب المختلفة خلال الفترة الماضية على مستوى كافة اللجان، بالإضافة لمناقشة التقريرين السياسي والتنظيمي للحزب.
وقد حضر الاجتماع معظم أعضاء اللجنة التنفيذية وقادة الحزب وعلى رأسهم المستشار محفوظ عزام نائب رئيس حزب العمل, ومجدي حسين الأمين العام للحزب, وعبد الحميد بركات الأمين العام المفوض للحزب ومدير المركز العربي للدراسات، والدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد، ومحمد السخاوي أمين التنظيم, ود. صلاح عبد المتعال مقرر المكتب السياسي، ود. أحمد المهدي عضو المكتب السياسي، والسفير محمد والي, بالإضافة إلى باقي أعضاء اللجنة التنفيذية باستثناء بعض المسافرين وأصحاب الأعذار.
د. مجدي قرقر: التعديلات الدستورية تقنن الوضع الخاطئ وتكرس الاستبداد والفساد وتمهد للتوريث وتحرير الدولة من مبدأ (الكفاية والعدل).
محمد السخاوي: نشاط حزب العمل أصبح يفوق نشاط الأحزاب السياسية المعترف بها بشهادة المراقبين.. والجماهير التي تلتف حول مؤتمرنا بالأزهر خير شاهد
عبد الحميد بركات: المركز العربي للدراسات بدأ يأخذ موقعه بين المراكز البحثية والسياسية المناظرة.. ونتشرف بالتعاون مع حزب العمل باستمرار
د. نجلاء القليوبي: أمانة المرأة في اتساع مستمر.. وأنشطتنا امتدت خارج القاهرة إلى 6 محافظات
إبراهيم حسن: شاركنا ببعض كوادرنا في الانتخابات العمالية الأخيرة.. وفزنا بعدد من المقاعد رغم التضييق

وفي كلمته التي ألقاها في بداية الاجتماع أكد المستشار محفوظ عزام أن اللجنة التنفيذية لحزب العمل تتابع عن كثب التطورات السياسية المختلفة وخاصة داخل مصر, واعتبر سيادته أن الحياة السياسية في مصر الآن معطلة, والقوى الرئيسية مهمشة وبعضها للأسف قد بدأ يميل إلى النظام ويتبنى وجهات نظره وينفصل عن شعبه.
وأضاف عزام أن الإخوان المسلمون الفصيل السياسي المجاهد في مصر يعانون هذه الأيام من الاعتداءات الوحشية للنظام بكل أجهزته عليهم وبشتى الأشكال وذلك في حملة منظمة تستهدف القضاء عليهم وإقصائهم من الحياة السياسية.
وشدد عزام على أننا الآن في وضع حرج للغاية, فالنظام بدأ يفرض علينا تعديلات دستورية تفتقد أساسًا إلى الأسس المقبولة شعبيًا وديمقراطيًا ولا يمكن أن نقبلها بأي شكل من الأشكال.
نظامنا استبدادي وفاسد
وبعد ذلك استعرض الأستاذ مجدي حسين بعض الأوضاع السياسية العامة داخليًا وخارجيًا, فعلى المستوى الداخلي أكد حسين أن الوضع الداخلي في مصر الآن سيئ ولا يوجد فيه جديد إلا ما يفعله بنا النظام الذي نجح في خلق حالة من الركود السياسي في البلاد تحت مسمى "الاستقرار" بعد أن نجح في السيطرة على معظم الأحزاب والقوى السياسية واحتوائها.
وأضاف أن الكارثة هي أنه يحكمنا الآن نظام استبدادي لا يقبل بالتعددية الحقيقية, ومندفع نحو المشروع الأمريكي بكل إمكانياته وذلك ليكسب رضا أمريكا مقابل تغاضيها عما يفعله ذلك النظام بالشعب.
وأشار حسين أن الإعداد لتوريث الحكم إلى جمال مبارك ماض على قدم وساق رغم أنف المعارضة والشعب المصري بكامله, وبدأ النظام في العمل على تلميع جمال مبارك شعبيًا وإبرازه وكأنه بطل قومي خاصة بعد إعلانه عن برنامج مصر النووي المزعوم والذي لم يتم أخذ خطوة واحدة فيه حتى الآن.
لا نريد إصلاحكم السياسي
وأوضح الأمين العام للحزب أن الإصلاح السياسي الذي يتشدق به النظام منذ زمن تحول الآن إلى مزيد من الديكتاتورية والقمع وكبت الحريات وملاحقة الشرفاء وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين وتلفيق افتراءات مزعومة عليهم كان آخرها موضوع "الميليشيات" المزعومة وتم معاملتهم معاملة المجرمين الخطرين على أمن البلاد مثلما صرح مبارك أخيرًا, وبالتوازي مع ذلك يحاول النظام تهميش القوى المعارضة الحقيقية وعلى رأسها حزب العمل الذي يعاني من التجميد والإغلاق والتضييق, واعتبر حسين أن تلك الإجراءات ضد حزب العمل هي جزء من العداء للمعارضين الإسلاميين الشرفاء, وقال: إذا كان هذا هو الإصلاح السياسي فلا نريده.
تعديلات مرفوضة
وألقى حسين الضوء على موضوع التعديلات الدستورية الأخيرة حيث أكد على أن القوى السياسية أجمعت على رفض تلك التعديلات – باستثناء بعض الأحزاب الورقية أو التي دخلت عباءة النظام- وذلك لخطورتها على الدين الإسلامي وحقوق الشعب المصري ومحاولتها تنحية الشريعة الإسلامية جانبًا واقتصارها على العبادات فقط وهو ما جرأ علينا الأقلية الدينية في مصر وجعلهم يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور ليكون الإسلام مصدرًا من مصادر التشريع وليس المصدر الرئيسي له, هذا بخلاف المادة التي أدرجت في التعديلات وسيتم بموجبها تقنين عمليات الاعتقال العشوائي وانتهاك حرمة وخصوصية المواطنين والتجسس عليهم, أما المادة 76 فتم تعديلها بشكل صوري يوحي بالسماح بتعدد المرشحين لرئاسة الجمهورية بينما هو تعدد مقيد بقيود حديدية لا تسمح إلا للحزب الوطني وقادة الأحزاب الصورية بالترشيح وتحرم منه المستقلين الذين يمثلون أكثر من 70% من الشعب.
وضعنا الاقتصادي متدهور
وانتقل حسين إلى الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد حيث أكد أن جميع فئات الشعب المصري تضررت من سياسات هذا النظام الذي باع الشعب وما يملك إلى حفنة من رجال الأعمال اللصوص والمستثمرين بزعم تشجيع الاستثمار مما جعل الإضرابات والاعتصامات تتفشى في مؤسسات الدولة المختلفة بسبب سوء المعاملة وتدني الأجور, ورغم هذا فإن التقرير الذي أصدره البنك الدولي مؤخرًا يشير إلى أن مصر تحتل المركز 165 من إجمالي 175 دولة في مجال شفافية الاستثمار وسبقتها كل الدول العربية, وهو أمر يمثل فضيحة بكل المقاييس.
انحلال اجتماعي
وأضاف حسين أن البلاد الآن تشهد حالة من الانحلال الاجتماعي الغير مسبوق بسبب سياسات الحكومة, مما أسهم في تفشي الجرائم التي لم نكن نسمع عنها من قبل مثل "سفاح بني مزار" , "التوربيني" قاتل الأطفال, وأخيرًا وليس آخرًا "سفاح المعادي".
وشدد حسين أن الوضع السئ الذي نعيشه الآن لن يتغير إلا بثورة سلمية لإسقاط هذا النظام الفاسد, ولن يتأتى ذلك إلا بالتنسيق بين كافة القوى والاتجاهات المعارضة وإلا فلن يتغير أي شئ.

المشروع الأمريكي الصهيوني ينكسر
وانتقل حسين إلى الوضع الإقليمي والدولي حيث أكد أن الحملة الأمريكية الصهيونية على العالم الإسلامي تشهد الآن حالة من الانكسار غير المسبوق مما خلق حالة من السخط داخل المجتمعين الأمريكي والصهيوني على سياسات قادتهم وذلك باعتراف القيادات نفسها.
وأوضح أنه رغم هذا فإن بوش يصر على توسيع حملته على الإسلام خلال الفترة المتبقية من حكمه, فقام بإرسال المزيد من قواته إلى العراق واعتزامه ضرب إيران وقيامه بضرب الصومال بالفعل في مظهرية واستعراض قذر للقوة, وسعيه عن طريق عملائه إلى نشر الفتنة في فلسطين ولبنان, مشددًا أنه يجب علينا أن نقاومه بكب ما نملك من قوة.
غير أن حسين اعتبر أن ما يقوم به بوش الآن باستهدافه للمسلمين جميعهم بدون تفرقة من شأنه أن يوحد الأمة ضده وضد مشروعه الاستعماري وأن يقتل الفتنة التي قام هو من قبل بزرعها, ولكنه أبى بحماقته إلا أن يجمع المسلمون كما فرقهم.
وأشار إلى أن هناك الآن حلف خماسي يعمل لخدمة الأهداف الصهيونية والأمريكية مكون من (أمريكا, إسرائيل, مصر, السعودية, الأردن), مشددًا على وجوب العمل لإخراج الدول العربية وخاصة مصر من هذا الحلف المشبوه.
تضامن
واختتم حسين كلامه بإعلان تضامن حزب العمل الكامل مع المقاومة الشريفة في كل مكان من أرض الإسلام وعلى رأسها المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان داعيًا لهم بالنصر والتمكين والحفظ من الفتنة والتفرق.

تقرير العمل الجبهوي للحزب
ثم تحدث الدكتور مجدي قرقر بصفته عضوًا للجنة التنفيذية وممثلاً عن حزب العمل في التواصل مع القوى السياسية وخاصة الجبهة الوطنية للتغيير, حيث أكد في بداية كلمته أن العمل المعارض في مصر يشهد تراجعًا كبيرًا, فالجبهة الوطنية للتغيير تشهد انقسامات وتفكك بين صفوفها, فبعض الأحزاب المشاركة فيها قد مالت إلى النظام مثل (حزب الوفد) و(حزب التجمع), وبعضها الآخر مشغول بنزاعاته الداخلية مثل (الحزب الناصري), موضحًا أن الجبهة الوطنية الآن أصبح قوامها يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحزب العمل وبعض المستقلين والاشتراكيين الثوريين!
نشارك بفاعلية
واستعرض قرقر بعض القضايا التي تبنتها الجبهة وفي القلب منها حزب العمل مثل حملة مواجهة الطوارئ, وحملة رفض اتفاقية "كامب ديفيد" المشئومة بين مصر والكيان الصهيوني, وأخيرًا رفض التعديلات الدستورية الأخيرة والتي صدر بيان برفضها من الجبهة وتبني مشروع دستور جديد للإصلاح السياسي والاقتصادي, وذلك بعد مناقشات واسعة كان حزب العمل هو الداعي والمنظم لها.
وأشار قرقر إلى أن حزب العمل كان مشاركًا فعالاً في حركة كفاية حينما كانت تتبنى أهدافًا وطنية فاعلة, ولكن بعدما دخلت حسابات المصالح إلى الحركة وفقدت تواصلها مع الشارع آثرنا الانسحاب منها والاكتفاء بعضويتنا في الجبهة الوطنية للتغيير, وأوضح أن الانسحاب من كفاية قد ترك بعض الآثر ودفع الحركة إلى التفكير في إعادة إصلاحها وهيكلتها, مشددًا أن خلافاتنا ليست مع أفراد وإنما مع السياسات والممارسات الخاطئة.
وانتقد قرقر التعديلات الدستورية الأخيرة معتبرًا أنها تهدف إلى تقنين الوضع الخاطئ وتكريس الاستبداد والفساد والإعداد للتوريث وتقنن تحرر الدولة من مبدأ (الكفاية والعدل) التي هي ملزمة بتحقيقه لأفراد الشعب, معتبرًا أن النظام يتلاعب الدستور ويوظفه في الصراع السياسي مع المعارضين وخاصة التيار الإسلامي وهو ما تدل عليه المادة الخامسة وتعديلاتها التي تحرم الإسلاميين من أي مشاركة سياسية.
تقرير أنشطة الحزب
وبعد ذلك استمع الجميع إلى تقرير شامل عن نشاطات حزب العمل في الفترة الماضية من محمد السخاوي أمين التنظيم وعضو اللجنة التنفيذية لحزب العمل, حيث أكد أن نشاط حزب العمل أصبح يفوق نشاط الأحزاب السياسية المعترف بها بشهادة المراقبين الذين أقروا بأن الحزب قد اقتنص مساحة متميزة في العمل المعارض المنظم, ومؤتمرنا الأسبوعي في الأزهر والتفاف الجماهير حولنا خير شاهد على ذلك.
وانتقد السخاوي بعض الأحزاب الموجودة على الساحة والتي دخلت خندق النظام وأصبحت لا تتحرك إلا في ظل المساحة التي يمنحها النظام لها, وكأن النظام هو الذي يعطي المشروعية ويمنعها!!
كوادرنا بخير
وأوضح أن حزب العمل كون مجموعة من الكوادر التي استطاعت التعامل مع الظروف المستجدة وحافظت على الحزب من الاندثار بعد قرار تجميده من النظام, بل وجعلته في مقدمة الأحزاب والحركات السياسية الموجودة في الشارع.
وقال السخاوي إن النظام عرض على حزب العمل إغراءات كثيرة ليتوقف عن نشاطاته, ولكننا رفضناها وفضلنا الوقوف في خندق الجماهير, فقام النظام بتهديدنا والتضييق علينا بكل الأشكال كان آخرها سرقة "هارد ديسك" أحد الأجهزة، ورامات من جهاز آخر من مقر الحزب خلال أجازة عيد الأضحى المبارك الماضي.
وأكد السخاوي أن حزب العمل يشارك في كل النشاطات الخارجية بأشكالها المختلفة والتي تستهدف رفع الحالة الثورية لمواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي وتحريك الشعب المصري ليواجه الظلم والاستبداد والفساد.
والمركز العربي للدراسات.. يتحدث
أما عبد الحميد بركات الأمين العام المفوض للحزب ومدير المركز العربي للدراسات فأكد في كلمته أن المركز بدأ يأخذ موقعه بين المراكز البحثية والسياسية المناظرة وذلك بتنظيمه للفعاليات السياسية المختلفة مثل ندوة الأربعاء من كل أسبوع والتي حاضر فيها كبار السياسيين والمفكرين من داخل مصر وخارجها, بالإضافة إلى إصداره للعديد من الكتب والمطبوعات التي لاقت رواجًا كبيرًا لدى الجمهور, وعلى رأسها مجلة (منبر الشرق) الفصلية التي صدر منها العدد الأول وجاري التجهيز لإصدار العدد الثاني منها بإذن الله.
وأضاف بركات أن المركز العربي للدراسات يحتوى على وحدة للحاسب الآلي والانترنت نقوم من خلالها بإصدار موقع حزب العمل وجريدة الشعب الالكترونية وتطويرهما بشكل دوري عبر منظومة من الصحفيين والتقنيين من أبناء الحزب ومحبيه.

أمانة المرأة
وعرضت الدكتورة نجلاء القليوبي الأمين العام المساعد وأمينة المرأة لأنشطة أمانة المرأة في الفترة الماضية، فأكدت أن الأمانة في اتساع مستمر وتضاعفت في أعداد الانضمام، مشيرة إلى أن الاتساع التنظيمي لأمانة المرأة قد امتد خارج القاهرة إلى عدة محافظات هي: الغربية والشرقية والإسماعيلية والقليوبية والدقهلية والمنيا.
وتطرقت أمينة المرأة إلى بعض الأنشطة التي قامت بها الأمانة مثل: الدورات التثقيفية المنتظمة لتوعية المنضمات بأبعاد العمل التنظيمي والجماهيري، بالإضافة إلى الانتظام في اللقاءات التربوية والعقدية لرفع مستوى الأمانة.
النشاط العمالي للحزب
وبعد ذلك تحدث الأستاذ إبراهيم حسن المشرف على النشاط العمالي للحزب, حيث أكد أن الحزب قد شارك ببعض كوادره في الانتخابات العمالية الأخيرة في معظم القطاعات وعلى رأسها قطاعات الغزل والنسيج, والكهرباء, والنقل والسكك الحديدية, والتجارة الداخلية والخارجية, وواجه الأعضاء ظروفًا قاسية بسبب أعمال الشطب والإقصاء التي مارسها الأمن على قوى المعارضة في تلك الانتخابات, ولكن الحزب نجح في اقتناص 27 مقعدًا نقابيًا, بالإضافة إلى مقعدين في مجلس إدارة النقابة العامة, ومقعدين في مجلس نقابة الشركات, مضيفًا أن نقابيو حزب العمل قد أنشئوا لجنة نقابية مركزية دائمة تبنت مطالب العمال في الشركات والمصانع المختلفة والذين أضربوا عن الطعام ودخلوا في اعتصامات مؤخرًا بسبب سوء المعاملة من مرؤوسيهم, وعرضت مطالبهم على وزيرة القوى العاملة وتم حل الكثير منها بالفعل.
وأوضح حسن أن نقابيو الحزب يشاركون باستمرار في الاحتجاجات العمالية المختلفة ويتضامنون دائمًا مع مطالب العمال فيها, مشددًا أن نشاط حزب العمل العمالي مستمر اخدمة أهداف العمال والموظفين في كل مكان.
شباب حزب العمل.. نشاطات مستمرة
أما كلمة الشباب فقد ألقاها حسن كريم أمين التنظيم المساعد والمشرف العام على اتحاد الشباب, حيث أكد أن نشاطات الحزب الشبابية مستمرة على كافة الأصعدة, حيث يتصدر الشباب كل الفعاليات التي ينظمها حزب العمل بالإضافة إلى تنظيم الرحلات الترفيهية والاستكشافية.
وأضاف كريم أنه تم تشكيل مكتبًا للطلاب بالحزب أسهم بشكل كبير في النشاطات الطلابية بالجامعات المختلفة, وعلى سبيل المثال قام طلبة حزب العمل بجامعة القاهرة بعمل مجلات حائط في الحرم الجامعي لاقت تجاوبًا كبيرًا من طلاب الجامعة, بالإضافة إلى تكوين بعض الأسر داخل الكليات ومشاركتهم مؤخرًا في انتخابات الاتحاد الحر وفوزهم ببعض مقاعدها مع زملائهم من الإخوان المسلمين.

وقد اختتم الحديث د. صلاح عبد المتعال مقرر المكتب السياسي والذي طالب بالتنسيق الكامل على كل المستويات بين المثقفين في الشعب المصري بشتى اتجاهاتهم والتضامن من أجل إسقاط النظام المصري الفاسد الذي يحاول الوقيعة بينهم بشتى السبل.
وطالب عبد المتعال بوضع الأحداث الداخلية في سياقها العام ووجوب ربطها بالتطورات الخارجية, والتأكيد على أن المخطط الأمريكي الصهيوني يستهدف تفتيت الشعوب العربية ما بين مناطق ساخنة مثل العراق وفلسطين ولبنان والسودان وماطق باردة مثل مصر والسعودية, موضحًا أن الهدف من كل ذلك هو تطويق مصر (قلب العروبة) من كل الجهات, وأبرز دليل على ذلك قضية إقليم "دارفور" السوداني الذي يصر الأمريكان والصهاينة على إشعال الأزمات به لخنق مصر من الجنوب, على الرغم من أن الإقليم كله مسلمون ويشهد استقرارًا كبيرًا لولا تدخل عملاء الصهاينة لتأجيج الفتنة بين القبائل هناك.
وطالب عبد المتعال في الختام قادة وأبناء حزب العمل بعدم الالتفات إلى حالة التجميد التي يفرضها النظام على الحزب والاستمرار في نشاطاتهم المنظمة خدمة لمصالح هذا الشعب والتضامن مع مطالبه.
وفيما يلي نص التقرير السياسي المقدم للجنة التنفيذية:
التقرير السياسى المقدم للجنة التنفيذية فى اجتماعها المنعقد فى 26يناير 2007

البعد الدولى والاقليمى

تواصلت فى الآونة الأخيرة عديد من التطورات فى المحيط الدولى التى تؤكد الاتجاه الذى بشر به حزب العمل منذ فترة طويلة ، وهو الاتجاه الى التعددية وتراجع القطبية الواحدية للولايات المتحدة . ولاشك ان الانكسارات العسكرية التى باتت واضحة للعيان فى العراق وأفغانستان الدليل البارز على مانقول. فاذا كانت الهزيمة الماثلة فى العراق أصبحت معترفا بها فى نتيجة انتخابات الكونجرس بهزيمة الجمهوريين ثم تم توثيقها فى وثيقة بيكر هاملتون .
فان الهزيمة ماثلة فى أفغانستان بنفس القدر ، بل ان الولايات المتحدة سحبت معها حلف الناتو الى الهاوية بل ربما تكون نهايته فى هذا البلد المجاهد. وهذا مايقوله الامين العام الاسبق للحلف بيتر كارينجتون عندا حذر مؤخرا من أن فشل عملية أفغانستان قد يعنى انذارا بالموت للحلف وان الحلف ليس مهددا بالهزيمة فحسب بل بالانهيار اذا فشل فى مهمته وأكد أن الاعداد الحالية للجنود لاتكفل أىنجاح.فى حين تواصل بعض الدول سحب قواتها . وتؤكد احصاءات الحلف ان عام 2006 كان الاشد ضراوة من جانب المقاومة وان طالبان بدأت فى تأسيس سلطتها الموازية للحكومة المركزية.
ولكن التراجع الامريكى لايتوقف على الجانب العسكرى رغم أهميته ورغم التسليم بأنها تملك أعتى أسلحة دمار فى العالم فقد برهنت أشكال المقاومة الشعبية المتنوعة على الدرس التاريخى القديم : ان التفوق التسليحى ليس هو السبب الوحيد أو الكافى للنصر بل لعله لايكون السبب الرئيسى فالسبب الرئيسى للانتصار يرتبط بالروح القتالية التى تستند لعدالة القضية والتى توفر القدرة على النفس الطويل وقوة التحمل . نقول ان التراجع العسكرى الامريكى ليس هو السبب الوحيد لنمو التعددية الدولية .
تراجع حجم الاقتصاد الامريكى من نصف الانتاج العالمى بعد الحرب العالمية الثانية الى نسبة تترواح بين 23% و27% من الاقتصاد العالمى .
الاقتصاد الاوروبى الآن يعادل فى حجمه اقتصاد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى أكثر عددا من سكان الولايات المتحدة بكثير كما ان حصته من الصادرات العالمية أكبر كذلك.وسوف تتزايد هذه النسب اذ توسع الاتحاد الاوروبى - كما هو مخطط - ليشمل دول أوروبا الوسطى على امتداد العقود المقبلة وأوروبا تصرف على الدفاع ثلثى ما تنفقه الولايات المتحدة ولديهارجال تحت السلاح أكثر من أمريكا وفيها بلدان لديهما ترسانة نووية.
ومن ناحية اخرى يبدو أن القرن الواحد والعشرين يتجه لأن يصبح قرنا آسيويا فالصحوة الآسيوية لاتزال متواصلة والصين تقع فى قلب هذه الطفرة فالقارة الآسيوية حيث يعيش ثلثا سكان المعمورة قد أصبحت الدائرة المركزية لصياغة مستقبل الاقتصاد العالمى . ان مركز الثقل الحضارى والمبادرة التاريخية فى القرن الحالى قد انتقل من الغرب الى دائرة الحضارة الشرقية ، حيث تنشأ اليوم رؤية جديدة لعالم متعدد الأقطاب والمراكز .ومن الناحيتين السياسية والاقتصادية فقد أسست الصين مع روسيا ومنذ عام 1996 منظمة شنغهاى للتعاون وهى تمد نفوذها لتشمل دول وسط آسيا وايران وباكستان وماليزيا.وأصبح لدينا فى آسيا محور روسى - صينى فى مواجهة محور أمريكى يابانى . والملفت للانتباه ان الدول الاربع النووية خارج اطار اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية توجد فى آسيا بينما تتجه الى ذلك دولة خامسة (ايران) !!
ومن الناحية الاقتصادية نجد وفقا لتقرير التنمية البشرية لسنة 2005 ان من بين الدول السبع والخمسين المتقدمة 11 دولة آسيوية كما أن 3 بلدان منها تمثل 18% من الناتج العالمى ( اليابان والصين والهند).ونرى أن حجم تجارة أمريكا مع آسيا أكثر من تجارتها مع أوروبا بمرة ونصف المرة.وتحدث فىآسيا تطورات هائلة لاتركز عليها وسائل الاعلام الغربية والدائرة فى فلك الغرب . فطريق الحرير الجديد وهو طريق السكك الحديدية العابر من شرق الصين مرورا بآسيا الوسطى والقوقاز حتى أوروبا هو الآن فى طور الانتهاء وتسعى كل دول شمال وشرق آسيا الى الارتباط بهذا الخط.وعلى محور آخر هناك قناة بدىء العمل فى انشائها عبر المحيط المتجمد الشمالى تربط بين شرق آسيا واوروبا دون المرور بالحيط الهندى والبحر الاحمر وقناة السويس.
وسط كل ذلك تبرز الصين متحدية القوة العظمى الامريكية وهى تشغل الآن المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث الناتج القومى والمرتبة نفسها من حيث القدرات النووية. وتندفع الصين بقوة الصاروخ فى المجال الاقتصادى فقدحققت أعلى معدل للنمو الاقتصادى خلال العقود الاخيرة فى العالم بلغ 14% وبمتوسط 10% سنويا .
ومن المتوقع أن تحقق المرتبة الاولى وتسبق الولايات المتحدة فى حجم السوق وفى حجم التجارة الخارجية وذلك فى لحظة ما بين عامى 2015-2025.ولدى الصين الآن أكبر احتياطى نقد أجنبى تملكه دولة واحدة وهو قرابة تريليون ( ألف مليار دولار). ويتوقع البنك الدولى أن تسبق الصين الولايات المتحدة كأكبر دولة جاذبة للاستثمارات الأجنبية قبل عام 2010.
ونتيجة لهذا الانفجار فى النمو فقد أصبحت الصين أكبر منتج للفحم والفولاذ والأسمنت فى العالم وثانى أكبر مستهلك للطاقة وثالث اكبر مستورد للنفط. ويوجد فى العالم قرابة نصف مليون عامل وخبير صينى يعملون فى مشاريع تنفذها شركات صينية خارج البلاد. وتأتى الصين فى المرتبة الثالثة فى التجارة العالمية وتعد السعة الطنية لسفنها الرابعة فى العالم .
وقد وصل العجز التجارى الامريكى أمام الصين الى 228 مليار دولار عام 2006.. والمثير للاهتمام ان الصين انضمت مؤخرا لمنظمة التجارة العالمية بالشروط التى فرضتها هى فى حين سحبت الولايات المتحدة كل شروطها. بل وفرضت على الولايات المتحدة أن تعاملها تجاريا فى صورة الدولة الأولى بالرعاية بصورة دائمة ، وذلك فى عهد كلينتون.
على الصعيد العسكرى فان الصين من أكثر دول العالم انفاقا على التسليح . ومنذ أيام قامت الصين بتسديد ضربة مخيفة للولايات المتحدة باجرائها تجربة لاسقاط قمر صناعى فى الفضاء. فبينما لدى أمريكا برنامجا لاستخدام الفضاء فى الحرب النووية فان الصين برهنت لها انها انها تجارها فى هذا المجال وقد تسبقها .
ولاتزال الصين تعتمد على التكنولوجيا الروسية فى مجال التسليح الى حد كبير خاصة فى مجال الصواريخ. ولكنها لاتكشف كل أوراقها. وقد أصبح لدى الصين أسطول حربى كبير يتسلل تدريجيا الى المحيطات وبدأ يزور بلاد مثل باكستان وسريلانكا وبنجلاديش. بل وبدأينشىء قواعد بحرية فى بلدان صديقة ومن ذلك استخدام جزيرتين فى بورما . وتقوم الصين الآن ببناء سلسلة من القواعد فى مختلف أنحاء العالم من أهمها قاعدة جوادار فى جنوب غرب باكستان.
اما روسيا فهى تستعيد قوتها تدريجيا مستندة الى التحسن الاقتصادى المعتمد على الدخل البترولى. وهى تحاول الجمع بين تحالفاتها الآسيوية وتحالفاتها الاوروبية مع فتور متصاعد فى العلاقات مع أمريكا .( لاحظ الفيتو الروسى الصينى ضد قرار أمريكى ضد بورما فى مجلس الأمن - كذلك لاحظ الدور الروسى الصينى فى تخفيف القرار الصادر ضد ايران وهو الأمر الذى أدى الى تعديل المشروع الأمريكى عدة مرات).
وفى الاطار الآسيوى لابد من الاشارة الى التفجير النووى الكورى الشمالى الذى عجزت أمريكا عن الرد عليه بأى صورة لائقة بل ان أمريكا لاتملك الا مجرد مواصلة المفاوضات السداسية دون أى نتيجة . وهنا لابد من ادراك أن كوريا الشمالية فى حماية الصين.
أما التطور الآسيوى الخطير الآخر فهو اصرار اليابان على السير فى الطريق النووى ردا على كوريا الشمالية وهذا فى امكان اليابان خلال فترة وجيزة ورغم اعتراض واشنطن الا ان عودة اليابان كقوة عظمى مسلحة أصبح قاب قوسين أو أدنى . خاصة انها تمتلك الآن واحدا من أقوى الجيوش تسليحا فى آسيا والعالم ولاينقصه الا السلاح النووى.
وقد بدأت اليابان استكشاف ردود الفعل فى أوساط الرأى العام العربى والعالمى من خلال استطلاعات علمية ومنظمة. ولن تكتمل الصورة الا بالاشارة الى أمريكا الجنوبية حيث بلغ التمرد على الولايات المتحدة ذروة لم تعرفها عبر التاريخ.وهى القارة التى سميت الفناء الخلفى للولايات المتحدة والعمق الاستراتيجى لها .
ولطالما استخدمت الولايات المتحدة من الوسائل المتنوعة لضمان اخضاع هذه القارة واستنزاف ثرواتها بدأ من الاحتلال المباشر والضم ( جنوب الولايات المتحدة الحالى) ومرورا بالانقلابات العسكرية والاغتيالات الفردية والابادات الجماعية وانتهاء بالغزو المسلح المباشر لتغيير الانظمة الحاكمة. والآن سقط مبدأ مونرو الذى كان أشبه بالكتاب المقدس وينص هذا المبدأ الذى أعلنته أمريكا من طرف واحدعلى حقها فى الانفراد بالنفوذ فى القارة الجنوبية وعدم اقتراب أى قوة عالمية أخرى منها.اما الآن فنجد الصين تصول وتجول فى القارة وايران تقيم محورا هناك والعلاقات مع أوروبا فى تطور مستمر والنفوذ الامريكى فى حالة انحسار مستمر .
وفى حين نجحت الولايات المتحدة على مدار أكثر من نصف قرن فى حصار النظام الكوبى ليكون وحده وقضت على أى نظام يسارى أو مستقل آخر كما حدث فى نيكارجوا وجرينادا وتشيلى وغيرها. الا أنها الآن تعانى من الضعف وقلة الحيلة فنجد النظام الكوبى لم يعد وحده رغم احتضار زعيمه كاسترو. نجد الآن فنزويلا شافيز واستعادة الساندينستا لنيكارجوا ونجد بوليفيا يرأسها لأول مرة رئيس من السكان الأصليين ونجد حكما يساريا فى الاكوادور والبرازيل وأوراجواى وتشيلى والارجنتين وغيرها. ويقود شافيز محاولات جادة لتوحيد القارة المتجانسة ثقافيا والمتوحدة فى مواجهة المظالم الامريكية التاريخية . وهناك سوق اقتصادى مشترك (ميركور) يضم أهم بلدان القارة ويستبعد الولايات المتحدة ويستهدف ضم دول القارة بأسرها.
ولكن ما تأثير كل هذه التطورات علينا وما فائدة تتبع كل هذه التطورات؟ الحقيقة ان أحوال العالم مواتية ومساعدة للتمرد على الطغيان الامريكى المتمركز فى منطقتنا . وهو يسحب أى عذر من حكامنا وحكام العرب. ان هؤلاء واقعون تحت السيطرة الامريكية التى أضحت تتخذ شكلا مؤسسيا. بل لقد تحولت أنظمتنا العربية الى أهم أوراق القوة فى يد الامريكان المتراجعين فى كل مكان فى العالم والمتراجعين اقتصاديا فيما عدا صناعات التسليح.ومنطقتنا تعد من أهم المواقع فى العالم لتوطن القسم الأعظم من الاحتياطى النفطى والموقع الاستراتيجى الحاكم ووجود الحليف اليهودى الصهيونى والمواقع المقدسة التى ترمز للسيادة العالمية (القدس وفلسطين).
وهكذا فان الحلف الامريكى الصهيونى الذى يواجه المتاعب والاستنزاف والهزائم فى العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان لايجد سندا له ولاعمقا استراتيجيا الا لدى الأنظمة العربية التى صنعها على عينه. فالاوربيون لايوافقون أحيانا على الاساليب الامريكية ولكنهم ازاء الاستسلام الرسمى العربى يرون أن من الأكثر فائدة أن يسيروا فى ركاب أمريكا حتى يحصلوا على الفتات أو القسم الأصغر من الكعكة. ان نظامنا المصرى والنظام الرسمى العربى عموما معزولان عن هذه التطورات ويرسفان فى أغلال العبودية للسيد الأمريكى فهما أشبه بالسجناء الذين يتعذر عليهم الاتصال بالعالم الخارجى والتفاعل معه بشكل طبيعى. فى حين تستفيد الانظمة القليلة المتبقية فى موقع معارضة النفوذ الأمريكى من هذا المناخ الدولى وهى سوريا وايران والسودان ، كذلك تستفيد المقاومة الشعبية المسلحة من هذا الوضع الدولى ( لاحظ وجود أسلحة صينية وروسية متطورة لدى المقاومتين العراقية واللبنانية ).
يتمحور الصراع العالمى حاليا كما كان فى أغلب فترات التاريخ فى منطقتنا العربية الاسلامية ( الشرق الأوسط بتعبير الغربيين)ونحن أمام حرب صريحة يشنها الغرب بقيادة الحلف الصهيونى الامريكى على الاسلام والمسلمين وهى حرب صليبية من نوع جديد لان حكام المسلمين يشاركون فيها مع المعتدين وهى حرب تستهدف أمتنا العربية بشكل خاص لأنها قلب العالم الاسلامى.
بعد الهزيمة المرة التى واجهتها قوات الاحتلال الامريكى فى العراق وأفغانستان والقوات الصهيونية فى لبنان وانكشاف هشاشة الحليف الاسرائيلى وصل مشروع المحافظين الجدد بالادارة الامريكية الى طريق مسدود وهو مشروع تصور امكانية الاستيلاء على ماتبقى من مواقع الاستقلال العربى الاسلامى باستخدام وسائل الاحتلال العسكرى التقليدى تحت لافتة محاربة الارهاب كلافتة مشتركة مع الحكام العرب.
وقد كان رد فعل ادارة بوش على تقرير بيكر هاملتون متطرفا فأخذت طريق الهروب الى الامام تحت شعار الحفاظ على الهيبة الامريكية فلاشك أن الهيبة الامريكية ستكسر بشكل شديد فى لحظة قرار الانسحاب من العراق دون تحقيق أى هدف استراتيجى ولكن يبدو أن ادارة بوش تؤجل المصيبة فحسب كما أن استطالة وجودها فى العراق بدون طائل سيجعل خسارة انسحابها فى نهاية المطاف أكثر فداحة.
وتستند استراتيجية بوش على عدد من الاستحالات المنطقية ولكن منطق القوة لايزال يحكمها بمعنى أن مزيدا من البطش الامريكى قد يحسن الاوضاع بالاضافة لتزايد وزن سلاح الفتنة الطائفية فى الخطة الامريكية رغم الادعاءات الفارغة بأن امريكا قلقة ومشغولة من الحرب الاهلية وتحاول منعها. وهى فى الحقيقة تريد استثمار الوقيعة بين الشيعة والسنة لتصبح هى الحكم بين الفرقاء المتنازعين فهى مرة تنصف الشيعة ومرة تنصف السنة .
وتنصف الاكراد طول الوقت! ومن الاستحالات المنطقية لخطة بوش انه يريد من حكومة المالكى أن تتعاون معه فى تقليم أظافروتصفية المليشيات الشيعية التى يوجد قادتها مع المالكى فى الحكومة أو البرلمان . وهو أمر لايمكن تصوره. وهذا الأمر يوضح حجم الأزمة التى يعانى منها النظام الامريكى . وخطة بوش تقوم على أساس ترتيب الاوضاع فى العراق خلال 6 شهوربحيث يتم تصفية عناصر قوة ايران فى العراق كما تتصورها أمريكا تمهيدا لضرب ايران حيث ان الخيار العسكرى مطروح فى الاستراتيجية الامريكية الصهيونية.
وقد قال جاك سترو وزير خارجية بريطانيا السابق وهو فى منصبه ان ضرب ايران نوع من الجنون ولعل هذا التصريح هو الذى أطاح به رغم انه صهيونى عتيد.ان ضرب ايران سيعنى فتح أبواب جهنم أخرى على الأمريكيين بالاضافة للعراق وأفغانستان وسيساهم فى توحيد الامة والقوة العسكرية الايرانية لايستهان بها وهى مختبرة وامتلكت أسباب تكنولوجية وصاروخية حديثة يمكن أن تطال اسرائيل .خطة بوش الجديدة مكتوب عليها الفشل وهذا رأى أكبر العسكريين الامريكيين، فقد عقد وزير الدفاع الجديد روبرت جيتس مع قائدى الجيش جون أبى زيد والجنرال كيسى وآخرين وعندما سأل جيتس ما الفرق بين وجود 180 ألف و140ألف جندى فى العراق رد عليه الجنرالات : الفرق هو وجود عدد أكبر من الأهداف عرضة للاستهداف من قبل نيران العراقيين. كما يؤكد الخبراء العسكريون ان العراق يحتاج الى مليون جندى لانهاء العنف لصالح المحتل الامريكى، وهو أمر غير مطروح للمناقشة العملية.
ان ادارة بوش قررت مواصلة المقامرة حتى نهايتها ولعل فى ذلك قدر من الله لمزيد من انكشاف أمريكا وتحطيم أنفها .التقارير العسكرية الامريكية تؤكد أن الجيش الامريكى مستنزف وانه أضحى فى حالة لاتسمح له بالتدخل عسكريافى أى مكان آخر فى العالم اذا نشبت أى أزمة . وقد حاولت ادارة بوش أن تنتفض فى كل الاتجاهات لتأكيد أنها واثقة من نفسها وسائرة فى نفس مخططاتها رغم استقالة عدد كبير من مستشارى بوش من المحافظين الجدد وكان آخرهم وزير الدفاع رامسفيلد.
فقررت الموافقة على الهجوم الاثيوبى على الصومال والقيام بعدد من الغارات الجوية الامريكية على الصومال والاعلان عن ذلك دون مبرر لمجرد اثبات أن القوة العسكرية الامريكية ماتزال بخير. ورفضت الادارة تسكين الصراعات فى المنطقة على خلاف توصيات بيكر هاملتون بتصعيد اللهجة الهجومية ضد ايران وسوريا وحالت دون الوصول الى حل وسط للازمة اللبنانية ذلك أن طرفى الأزمة توصلا الى اتفاق على أصعب الأمور وهى الثلث الضامن الا أن الولايات المتحدة أوعزت لحكومة السنيوره بافتعال المشكلات خلال مشاورات التشكيل الوزارى المقترح. كذلك هى واسرائيل وراء هذا التصعيد من قبل فريق عباس ابو مازن ودحلان لاسقاط حكومة حماس المنتخبة.
وعاد التصعيد الامريكى على الجبهة السودانية بتسخين حركة المتمردين العسكرية فى دارفور وحفز الحركة الشعبية الجنوبية المشاركة فى حكومة الخرطوم على اثارة الخلافات والمشكلات مع نظام الانقاذ لعدم موافقته على دخول قوات دولية الى دارفور. وقد بدأت هذه الموجة التصعيدية المفاجئة بالقرار الأمريكى الجائر باعدام الرئيس العراقى الأسير صدام حسين بالمخالفة لكل القوانين والمعاهدات الدولية ، وقد تم الاعدام بصورة استفزازية مقصودة ومرتبة التفاصيل ولم يحدث شىء على سبيل السهو والخطأ فى هذا الحدث فالتمثيلية هكذا أعدت كما أعدت تمثيلية ملابسات القبض على الرئيس صدام بالمخالفة للحقيقة.
ان القبض على صدام ومحاكمته وتوقيت اعدامه كانت كلها أوراق مهمة جدا فى يد جورج بوش شخصيا يحاول أن يحسن بها مركزه أمام الشعب الأمريكى ولايمكن لأى طرف آخر أن يتحكم بها وقد جرى التفاوض معه فى العديد من المرات وهو فى السلطة وهو فى الأسر لاعفائه من المحاكمة والسماح له بالسفر لأى مكان وهو الأمر الذى رفضه بشدة ولو وافق الرئيس صدام ماكانت الحكومة العراقية لتملك منع ذلك. ولكن الشريط الذى أذيع عن الاعدام كان معدا بحنكة بهدف اشعال فتنة طائفية. وقد كان قرار الاعدام يعكس يأس الأمريكيين من الوصول الى حلول مرضية مع المقاومة العراقية وبالأخص الجناح المرتبط بالبعث وبالنظام السابق.واستثمار الاعدام فى الفتنة بدق اسفين عميق بين الشيعة والسنة ثم يخرج جورج بوش نفسه وليس أقل منه ليدين وحشية الأسلوب الذى تم به الاعدام وينضم اليه بلير. وبعد ما تصور انه وجه ضربة قاصمة الى العلاقات بين الشيعة والسنة . بدأبوش حربه ضد الشيعة!! فاقتحم بعد أيام قليلة مقر القنصلية الايرانية فى أربيل بالمخالفة لأبسط الأعراف الدبلوماسية .
وأعلن استهداف المصالح الايرانية والسورية فى العراق.وقدجاء خطاب جورج بوش "فى حال الاتحاد" ليؤكد هذا المنحى الجديد وكأنه أخذ على عاتقه أن يوحد الأمة فركز على اتهام النظام الايرانى بدعم "فرق الموت فى العراق " ومحاولة " الهيمنة على الشرق الأوسط" من خلال مجموعات " شيعية متطرفة" ومعيدا التأكيد على أن المجتمع الدولى " لن يسمح لنظام طهران بامتلاك السلاح النووى ".وهاجم سوريا وايران " لزرعهما النزاعات فى المنطقة" ومحاولاتهما " اضعاف الحكومة اللبنانية المنتخبة والتقليل من شأنها ودعم حزب الله الذى صنفه ثانيا بعد تنظيم القاعدة لجهة الضلوع فى ايقاع ضحايا أمريكيين .
وتحدث بوش عن خطر المتطرفين الشيعة المدعومين من ايران و" المصرين عى فرض هيمنتهم على الشرق الأوسط " مقاربا بين التشدد السنى المتمثل بتنظيم القاعدة والتطرف الشيعى كوجهين لعملة واحدة " التهديد الشمولى ذاته".ويتضح من هذا الخطاب التوجه المقبل للادارة الامريكية خلال السنتين القادمتين . فهى ستخوض معركتها اليائسة حتى الرمق الأخير وستنتقل الى حالة فريدة من الحرب مع طرف وتحييد الطرف الآخر (فيمايتعلق بمعادلة العراق وايران)أو ضرب طرف بالآخر الى مرحلة محاربة الاثنين فى وقت واحد بينما تعانى الولايات المتحدة من جراح غير مسبوقة . ولعلنا بهذا الخطاب أمام لحظة تاريخية يمكن استغلالها عمليا لوأد الفتنة ، والتوحد فى الجهاد ضد العدو المحتل وهذه هى الوصفة النجعة والحاسمة لتوحيد العراقيين وتوحيد الأمة من خلفهم.
ان حزب العمل الذى رفض من قبل أى محاولة للاططفاف خلف الهيمنة الامريكية ، فرفض عمليات التجييش ضد الثورة الاسلامية فى ايران ثم رفض عمليات التجييش والتعبئة ضد العراق من عام 1990 حتى سقوط بغداد وحتى الآن ليرفض الآن بالحزم نفسه عملية الحشد والتعبئة فى موجتها الثالثة ضد ايران هذه المرة مع استمرار التنكيل بالمقاومة العراقية.
ان حكام العرب وعلى رأسهم حكام مصر والاردن والسعودية يقلبون وجوههم دائما شطر البيت الأبيض وحيثما يكونون يولون وجوههم شطره. فاكتشف هؤلاء فى عام 2006 أن السنة تذبح فى العراق مع أن أصدقاءهم الامريكيين يقومون بذلك بنشاط جم منذ حصار 1990 وأن القتلى بلغوا فى العراق منذ الغزو 650ألف. ونبه البيت الأبيض الحكام العرب بأن هناك خلافات بين السنة والشيعة وأن هذه الخلافات قد تكون خطيرة وقد تخرج الشيعة من الملة!!والحقيقة فان هؤلاء الحكام العرب هم السلاح الرئيسى فى يد الادارة الامريكية لتحقيق مآربها فى السيطرة على المنطقة فهم بعد تقديم القواعد والتسهيلات العسكرية وفتح بلادنا بلاحساب للنفوذ الامريكى الصهيونى وبعد قيامهم بالتنكيل بالحركات الوطنية والحركات الاسلامية (السنية!!) لشعوبها فان المطلوب منها الآن وبالاضافة لكل ذلك أن تقدم الغطاء الشرعى لهذا الهجمة التتارية اليائسة لجورج بوش التى أعلنها فى خطاب الاتحاد. هذه الخطة التى يدعمها الحكام العرب فى لقاءاتهم مع وزيرة الخارجية الامريكية ( لقاءات 6+2)هذه الخطة مرفوضة فى الكونجرس حتى الآن وأعلنت روسيا وفرنسا واليابان وغيرها من الدول اعتراضها عليها .
ولكن مصيبتنا فى حكامنا فهم السند الاساسى للمعتدى. وسيكون الغطاء الشرعى المطلوب منهم هو القيادة الاعلامية للفتنة واستخدام علماء السلطان أو علماء الأهواء الذى يفتون على ضوء مصالحهم الشخصية فى وقت تنفتح فيه خزائن الخليج المحتل. وتنفتح فيه شاشات الفضائيات لمن يحب الانتشار والظهور. سيستخدم الحكام هؤلاء لأن ربما لهم بعض المصداقية لدى هذه الشريحة او تلك من الجمهور أما الحكام فلا مصداقية لهم .
ان حزب العمل يستنكر تصريحات حاكم مصر المؤيدة لاستمرار احتلال أمريكا للعراق والمؤيدة لاحتلال أثيوبيا للصومال العربى المسلم والمؤيدة لاستراتيجية بوش الجديدة فى مجال ضرب البرنامج النووى الايرانى.ان تحالف الانظمة الثمانية العلنى مع أمريكا امتد بدون أى خجل أو حياء الى اسرائيل فبينما وصف حاكم مصر أولمرت بالرجل الطيب والموثوق به. تحدث ملك الأردن عن التعاطف مع اسرائيل ضد حزب الله وايران وقال اننا واسرائيل فى قارب واحد . وأصبح فى حكم المؤكد انتظام الاتصالات بين السعودية واسرائيل.وتظهر خطورة هذا التحالف الخماسى الخطير (امريكا- اسرائيل - مصر- الاردن - السعودية) والذى لامثيل له فى التاريخ تظهرخطورته فى التناغم التام فى الملفات: اللبنانية والفلسطينية والايرانية والعراقية.
فلسطين
تشهد الأيام القليلة الماضية حالة من السكون فى الفتنة الفلسطينية . ولاشك أن أمريكا تريد تركيز الانتباه على الملفين العراقى والايرانى ولاتريد أن تحرج الحكام العرب الذين طلبوا بالفعل تسكين هذه الجبهة مؤقتا . والعدو الامريكى الصهيونى فى هذه الحالة يسكن الجبهة لعدة أسابيع أو شهور ولكن لايقدم أى تنازلات فعلية.لقد كانت هناك لاتزال خطة اسرائيلية أمريكية لاسقاط حكومة حماس وهناك أدوار موزعة على الثلاثى المصرى السعودى الاردنى فى هذه الخطة .
ولقد تمكنت حماس حتى الآن من احباط هذه الخطة وفك الحصار جزئيا مع استمرار المقاومة بل وتعزيز التجهيزات العسكرية لهذه المقاومة خاصة فى غزة.وكانت المؤامرة قد وصلت الى لحظة متقدمة لدى استهداف اسماعيل هنية رئيس الوزراء وأهم رموز حماس فى الداخل.ولكن محور عباس دحلان يتحرك بتعليمات أمريكية صهيونية فيتقدم ويتراجع وفقا للحسابات العامة لهذا الحلف فى المنطقة . وبالتالى فان لقاء مشعل عباس يجب ألا يعول عليه كثيرا فى حدوث انفراج.ولكن لاشك أن المقاومة تكسب ارضا رغم كل ذلك العنت الذى تواجهه.
ويكفى أن العدو الصهيونى قبل بوقف اطلاق نار فى جبهة غزة فى أول سابقة من نوعها تعترف بالمقاومة. ورغم ان الجهاد ما تزال تقصف المستوطنات بالصواريخ فان اسرائيل ماتزال تمارس ضبط النفس! ومن ناحية أخرى يشهد الكيان الصهيونى حالة من التداعى والانهيار المتواصل. فاستقالة حالوتس رئيس الأركان على خلفية حرب لبنان أكدت الهزيمة الاسرائيلية التى لايريد أن يعترف بها حكام العرب وبعض اللبنانيين من العملاء.هذه للاستقالة سيتبعها على الأغلب استقالة أولمرت الذى يترنح تحت ضربات قضايا الفساد هو ومساعديه واستقالة عمير بيرتس وزير الدفاع الفاشل.فى نفس الوقت يسقط رئيس الكيان فى قضية فساد جنسى مخزية.
نحن أمام مشهد دراماتيكى لانهيار هذا الكيان المصطنع الذى لايخشى منه الا الحكام العرب أتباع امريكا.ان أدق وصف لحالة الكيان الصهيونى هو ماقاله شمعون بيريز النائب الاول لرئيس الوزراء وأكبر السياسيين الصهاينة سنا فقد قال:" ان الكيان الصهيونى يمر بمرحلة خطيرة من التدمير الذاتى" وأضاف" ان التدمير الذاتى وصل لكافة المجالات بل ان هناك منافسة شديدة حول من يقدم الصورة الأكثر سوادا لاسرائيل" مؤكدا ان هذه المرحلة هى " أشد المراحل خطورة"وقال "ان أتباع اليمين ينشرون العداء فيما يقوم أتباع اليسار بالتخلى عن الدولة بدلا من الاهتمام بها". بينما قال أوفير بينس النائب عن حزب العمل " ان مايفعله رجال السياسة وأسلوب ادارتهم يشكل خطرا استراتيجيا على وجود اسرائيل وبقائها".
اننا كقوى شعبية فى مصر نتحمل مسئولية أساسية فى فك الحصار المضروب على اخواننا فى قطاع غزة ذلك ان اتفاقية معبر رفح تبيح للعدو الصهيونى ان يغلقه فى أى وقت، وهذا ما حول القطاع الى سجن كبير، كذلك فان الحكومة المصرية تنفذ تعليمات أمريكا بوقف التحويلات النقدية عبر البنوك الموجودة على ارض مصر ، كذلك فان الحكومة المصرية تمنع دخول الأموال النقدية فى الحقائب مع قيادات حماس. اننا أمام جريمة تجويع شعب عربى مسلم جار وبهدف تغيير موقفه من المقاومة ودفعه للاستسلام اى أننا أمام جريمتين من جرائم الخيانة العظمى وفقا لأحكام الشريعة الاسلامية.
وفوق كل ذلك فان حكومتنا ضالعة فى دعم جناح عباس - دحلان ضد الحكومة الشرعية المنتخبة وتمد الأمن الفلسطينى بأسلحة وتقوم بتدريبه واعداده لمواجهة حماس.
لبنان
كان لبنان منذ اللحظات الأولى التى أعقبت أحداث 11سبتمبر موضوعا على لائحة الدول المستهدفة فى الحرب المزعومة على الارهاب ، ولكن انغراس أقدام أمريكا فى المستنقع العراقى هو الذى أخر المواجهة الحاسمة فيها.ولكن الامريكيين لم يضيعوا وقتا فهم يعملون فى كل الساحات المستهدفة ثم يركزون الضربة الرئيسية فى لحظة محددة على ساحة بعينها يرونها قد أصبحت ناضجة للضرب. فبدأوا بأفغانستان ثم العراق ثم تصوروا أن الوقت حان لضرب ايران ورأوا أن يبدأوا بقص الأجنحة والبداية بحزب الله .
كما قلنا هم لم يضيعوا لحظة واحدة فكانت معركة القرار1559 الذى ينص على اخراج سوريا ونزع أسلحة الميلشيات . وتصاعد الحديث عن نزع سلاح حزب الله . خروج سوريا كان هو الأمر الآسهل بعد اغتيال رفيق الحريرى الذى تؤكد الشواهد انه من تدبير أمريكى صهيونى لتأجيج المشاعر ضد سوريا واثارة الفتنة باعتبار أن الحريرى قد أضحى رمزا سنيا فى اطار الوضع الطائفى اللبنانى . ولكن الحوار حول نزع سلاح حزب الله وصل الى طريق مسدود، وبالتالى كان لابد من استخدام القوة العسكرية الاسرائيلية. كان لابد أن تقوم اسرائيل بدور فى الحرب على الارهاب وعدم الاكتفاء بدورها فى قتل النساء والأطفال والشيوخ فى فلسطين. واعدت الخطة وانتظروا أى استفزاز من حزب الله كى ينفذوها. وكانت حرب يوليو حرب ال33يوما كانت اسرائيل وأمتنا على موعد تاريخى وكانت أقدار الله تدفع الكيان الصهيونى الى المقصلة . ان الانتصارالتاريخى والاستراتيجى لحزب الله على اسرائيل علامة فارقة فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى ولن يفيق الكيان الصهيونى من آثاره لانه فتح الطريق لتصور وتخيل كيف سينتهى هذا الكيان ، فتح الطريق لنا ولهم ، لنا فتح الأمل على أسس موضوعية، ولهم فتح باب اليأس أيضا على أسس موضوعية.
ولأن العدو لم يحقق أهدافه بالحرب فكان لابد من تحقيقها بالفتن الداخلية . وبدون مناسبة أو مبرر منطقى نجد فتنة سنية شيعية فى لبنان بدعم سعودى أمريكى واضح. وفجأة تحول السنيورة صاحب التاريخ المعروف فى الفساد والمرتهن بفرنسا وأمريكا رمز السنة. وقد تطور الوضع فى الايام الأخيرة بصورة خطيرة.
وكما ذكرنا فان أمريكا تحول دون التوصل لمصالحة وطنية فى البلاد . وقد نجحت حتى الآن فى الاحتفاظ بحكومة السنيوره ولكنها لن تتمكن من محاصرة حزب الله أو نزع سلاحه. وقد يكون الهدف المرحلى لامريكا هو اشعال الفتنة الطائفية فى لبنان لاشغال حزب الله بها وتعطيل قواه المقاومة وللمساهمة عموما فى تأجيج هذه الفتنة فى المنطقة فى اطار التمهيد لضرب ايران . وحسابات أمريكا هنا خائبة أيضا . فالمعارضة اللبنانية هى الطرف الأقوى فى المعادلة وهى ليست طائفية وتضم كل الطوائف. وحزب الله لايمكن تفتيته وقد استعاد قوته العسكرية واستعوض النقص فى التسليح وزاد عليه. والمنازلات السياسية الداخلية لاتؤثر على استعداده العسكرى فكل جناح فى الحزب يعمل فى تخصصه.وحزب الله يتصرف بحرص حفاظا على السلم الأهلى. ولاتوجد عجلة فى حسم الصراع ولكن الوقت ضاغط على الحكومة لأن البلد مشلول منذ شهرين.
مايهمنا التأكيد عليه أن الصراع فى لبنان ليس قضية داخلية ولكنه يستهدف المقاومة والتدخل الغربى الامريكى سافر ووقح لصالح معسكر السلطة و14 آذار . والقوى الشعبية المصرية لابد أن تناصر المعارضة اللبنانية والمقاومة اللبنانية ضد عملاء أمريكا واسرائيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.