وزير التعليم: إجراءات لضمان تأمين وسرية أوراق امتحانات الشهادة الاعدادية باستخدام «الباركود»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    «عز يسجل انخفاضًا جديدًا».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم في الأسواق (آخر تحديث)    تمهيد وتسوية طرق قرية برخيل بسوهاج    خبير بترول دولي: الغاز ليس أهم مصادر الوقود والنفط ما زال يتربع على العرش    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    برقم العداد.. كيفية الاستعلام عن فاتورة استهلاك كهرباء أبريل 2024    محلل سياسي: الاحتجاجات الطلابية بالجامعات أدت إلى تغير السياسات الأمريكية (فيديو)    وسائل إعلام: شهداء ومصابون في غارة للاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية    محلل سياسي يوضح تأثير الاحتجاجات الطلابية المنددة بالعدوان على غزة    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    «كلوب السبب».. ميدو يُعلق عبر «المصري اليوم» على مشادة محمد صلاح ومدرب ليفربول    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    «الداخلية» توضح حقيقة قصة الطفل يوسف العائد من الموت: مشاجرة لخلافات المصاهرة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    بعد تصدرها التريند.. رسالة مها الصغير التي تسببت في طلقها    "اعرف الآن".. لماذا يكون شم النسيم يوم الإثنين؟    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    بالأرقام.. طفرات وإنجازات غير مسبوقة بالقطاع الصحي في عهد الرئيس السيسي    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الشعب) تنشر نص التحقيقات.. مسئول سابق بالداخلية: الشاعر هو المسئول عن إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين تنفيذا لتعليمات العادلى
نشر في الشعب يوم 18 - 04 - 2011

استجوب المستشار وائل حسين بمقر نيابة أمن الدولة اللواء أحمد رمزى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى يوم 10 مارس الماضى، وحضر بصحبة محاميه، ووجهت له النيابة تهمة الاشتراك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع بعض ضباط وأفراد الشرطة فى قتل عدد من المتظاهرين بإطلاق أعيرة نارية وخرطوش مع سبق الإصرار والترصد، وهى جريمة مرتبطة بجنايات أخرى مثل قتل والشروع فى قتل آخرين، وأجاب رمزى بالنفى، كما وجهت له النيابة اتهاماً بإطاعة وزير الداخلية الذى أمره بتعطيل أمر رئيس الجمهورية بالحفاظ على أمن البلاد إلى جانب القوات المسلحة مما ترتب عليه الإخلال بالأمن، وهو ما نفاه رمزى،

كما نفى فى التحقيقات مسؤوليته عن إلحاق أى ضرر جسيم بأموال أو مصالح وزارة الداخلية أو أى مصالح معهود له حمايتها، وقال فى التحقيقات إنه اجتمع بضباط ومديرى الإدارة العامة للأمن المركزى يوم 22 يناير وأصدر تعليمات بعدم تسليح التشكيل المسؤول عن التعامل مع المتظاهرين بأى أسلحة نارية حتى لا يؤدى إلى قتلهم، وقال إنه يعمل مساعدا لوزير الداخلية للأمن المركزى سابقا منذ نوفمبر 2009 وحتى بلوغه سن المعاش فى 5 مارس 2011، وأن دوره يقتصر على رسم السياسات للأمن المركزى، والنواحى المالية والعمل التنفيذى يقوم به مدير جغرافى كل فى اختصاصه، وأنه كمساعد لوزير الداخلية يمثل رئاسة قوات الأمن المركزى وتتبعه 12 إدارة عامة على مستوى الجمهورية هى الإدارة العامة لرئاسة القوات وتختص بالعمل الإدارى والمالى لجميع الادارات و11 إدارة أخرى فى القاهرة وحلوان والجيزة ووسط الدلتا وشرق الدلتا والقناة وسيناء وجنوب الصعيد.

وقال إن دور الأمن المركزى هو تأمين الحدود مع إسرائيل طبقا لاتفاقية السلام وتأمين السفارات والمنشآت الحيوية وتأمين السياحة فى البلاد والمعاونة لمأموريات الضبط التى تقوم بها المديريات المختلفة، وأنه يكلف الضباط والمجندين بهذه المهام إضافة إلى تأمين مباريات كرة القدم والشخصيات المهمة، وأن تسليح الأمن المركزى طبقا لقرار التسليح فهو يملك أسلحة كثيرة منها أسلحة ال«آر. بى. جيه» والهون، وما يقل عن ذلك حتى العصا، وقوات الأمن المركزى عبارة عن تشكيلات فض ومجموعات مسلحة ومدرعة ومصفحة، وميكروباصات كاملة التصفح، وأن عدد قوات الأمن المركزى 122 ألف مجند و3 آلاف و800 ضابط، مقسمين على مستوى 12 إدارة عامة على مستوى الجمهورية، وأنه توجد فرق أمن تابعة لمديريات الأمن المختلفة تشبه قوات الأمن المركزى فى المظهر والملبس، وعن توزيع وتشغيل قوات الأمن المركزى، قال رمزى فى التحقيقات إن ثلث القوات دائما فى إجازة ويعمل بثلثى القوات، وأن القوة الفعلية المستخدمة من قوات الأمن المركزى هى 53 ألفاً و560 مجنداً على مستوى الجمهورية.

وأكد أنه لم يحدث أى اتصال بينه وبين وزير الداخلية عدا يوم 25 يناير الماضى الذى اتصل به بعد عدة اجتماعات وأنه كان يكتفى خلال الاجتماعات بتدوين ملاحظات يرسلها فى مكاتبات إلى الوزير، وأنه اجتمع ووزير الداخلية فى مدينة 6 أكتوبر قبل 25 يناير وحضر الاجتماع زملاؤه حسن عبدالرحمن وعدلى فايد وإسماعيل الشاعر وأسامة المراسى وعمر الفرماوى وأحمد عمر أبوالسعود مدير المتابعة، وناقشوا أن هناك معلومات على شبكة الإنترنت تفيد بقيام الشباب بالتظاهر فى ميدان التحرير،

وقال إن التكليفات الخاصة بإدارة المظاهرات تصدر لمدير الأمن والأجهزة المعنية مثل أمن الدولة، وأنه عقد اجتماعاً بعد هذا الاجتماع يوم 22 يناير مع المديرين العموم فى القاهرة والجيزة وحلوان، وطلب من المجندين ترك الدروع والخوذ فى السيارات وعدم اللجوء إلى أى مظهر من مظاهر العنف مع المتظاهرين، وأنه تم توزيع الخدمات يوم 25 يناير من خلال عمليات مديرية أمن القاهرة، وأن القوات لم تكن مسلحة، إلا بعصا ودروع، وكان الهدف منها عمل كردون أمنى لتحديد خط سير المظاهرة، والمسؤول عن هذه القوات هو مدير الأمن المركزى، وكانت هناك قوات المديرية والبحث والنظام موجودة فى ذلك اليوم، إضافة إلى مباحث أمن الدولة ومفتش مصلحة الأمن العام، وكان مدير أمن القاهرة هو المسؤول عن إصدار أى قرارات لتلك القوات فى أيام 25 حتى 30 يناير، وكانت مسؤوليته إدارة القوات وتنفيذ توجيهات لوزير الداخلية مباشرة،

وعندما سأله المحقق عن كيفية معرفته لتلك المعلومات، قال إن ذلك بحكم عمله فى وزارة الداخلية، وأن الشاعر طلب منه إخلاء الميدان يوم 25 يناير "فاتصلت بوزير الداخلية، وطلبت منه تأجيل فض الميدان، علشان كان فى شباب صغير داخله، خوفا عليهم، وأنا انتقلت من مكتبى بناء على طلب اللواء إسماعيل الشاعر لمساعدته فى تحريك قوات الأمن المركزى حتى صدور أوامر وزير الداخلية حوالى الساعة السابعة بضرورة فض التظاهر، وعلمت بقرار الوزير من مدير الإدارة العامة للأمن المركزى أن مدير أمن القاهرة طلب منه، بناء على تعليمات الوزير ضرورة إخلاء الميدان، واتصلت بالوزير هاتفيا وكانت أول مرة أكلمه شخصيا، وكلمته من الجهاز الخاص ورد علىَّ مدير مكتبه وحولنى عليه، وطلبت منه تأجيل ساعة أو اتنين، حتى لا يسفر الفض عن إصابات أو وفيات نتيجة التدافع".

وعندما سأله المحقق: هل قمت بتنفيذ أمر الوزير، أجاب رمزى، نعم ولكن بعد مرور عدة ساعات، هى 5 ساعات ونصف الساعة، وهو تصرف شخصى منى، قمت به حتى يقل عدد المتظاهرين نتيجة شدة البرودة وتخفيف آثار الفض، واستخدمت المياه وطلقات الصوت، وكنت أفضل إخلاء الميدان دون حدوث أى خسائر وأن عملية الإخلاء استمرت حوالى ربع ساعة لأن عدد المتظاهرين تراجع كثيراً.

وأن إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة طلب منى التوجه إلى ميدان التحرير فى اليوم التالى لكن لم يأت أى متظاهرين، كما أنه لم يحدث أى شىء يوم 27 يناير على الإطلاق رغم وجود القوات بالطريقة نفسها، وعن يوم 28 يناير أكد رمزى أنه تم تعيين الخدمات وكانت حوالى 17 ألف مجند على مستوى القاهرة الكبرى،

وقال إنه كان موجودا فى الغرفة الرئيسية لرئاسة القوات، وأن كل مدير أمن كان مسؤولاً عن إدارة القوات فى مديريته، وأنه لم يتلق أى إخطار بالمعلومات لأن المديرية هى التى تخطر بالمعلومات، وأن تعليماته كانت للجنود والضباط بضبط النفس، ومنع جميع الأسلحة النارية والخرطوش وأن المجند كان مسلحاً بدرع وخوذة وعصا وغاز مسيل للدموع، وبنادق خرطوش مركب عليها كأس إطلاق قنابل الغاز، وأنا منعت نهائيا تسليح القوات بذخائر الخرطوش، وهذا ثابت فى الأوراق ولم أزود القوات خلال هذا اليوم بأى أسلحة نارية، وأن العميد أحمد عبدالقدوس اتصل بعمليات الأمن المركزى طالبا زيادة التسليح فى حالة اقتحام وزارة الداخلية وأنا رفضت تماما وقلت له عندكم "خرطوش" ولو حصل اقتحام اضربوا الخرطوش على الأقدام.

نص التحقيقات فى قضية قتل المتظاهرين
وتنشر "الشعب" تفاصيل قضية قتل المتظاهرين، بداية من يوم 25 يناير الماضى، المتهم فيها حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من مساعديه، بالتحريض على قتل المتظاهرين، وتبين أن المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، تلقى 23 بلاغا بداية من يوم 28 يناير، جمعة الغضب، حتى 14 فبراير الماضى، وتقدم بالبلاغات مواطنون عاديون، ومحامون وحزب الوفد، وبلاغ من الدكتورة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، التى طالبت فيه النائب العام بالتحقيق فيما نشرته صحيفة "الإندبندنت" والتى نشرت مقالا لمراسلها، روبرت فيسك، بعنوان "أطفال شوارع القاهرة الخمسين ألفاً يتعرضون للإساءة والاستغلال (ABUSED) من جانب النظام"، وجاء بالمقال أن أطفال الشوارع يتم استغلالهم فى مقاومة الثورة، وأن الشرطة أطلقت النيران عليهم فى خضم الفوضى السائدة، وطالبت النائب العام بالتحقيق فى واقعة اغتيال الأطفال والتحقيق فى هذه الوقائع.

انتهت البلاغات لتبدأ التحقيقات فى وقائع قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم بصدور قرار النائب العام رقم 232 لسنة 2011 فى 16 فبراير الماضى فى الساعة الواحدة بعد الظهر، بندب 31 من أعضاء النيابة العامة يترأسهم المستشار عدنان الفنجرى أبوجيل، النائب العام المساعد والمستشار مصطفى سليمان عبدالرحمن، رئيس نيابة الاستئناف، المحامى العام الأول لنيابات استئناف القاهرة، لمتابعة ما تم من تحقيقات بجميع النيابات على مستوى الجمهورية فى الوقائع الجنائية التى حدثت خلال المظاهرات التى بدأت من 25 يناير الماضى وأسفرت عن حالات وفاة وإصابة وتخريب وإتلاف وإحراق إضافة إلى ما تم ارتكابه من وقائع أخرى، وتضمن القرار أيضا استمرار جميع النيابات على مستوى الجمهورية، فى تلقى البلاغات وإجراء التحقيق فيها وإحالة ما تستدعى إحالته إلى أعضاء النيابة، كما طلب النائب العام من جميع النيابات مذكرات عن كل البلاغات والوقائع التى تحقق فيها النيابة على مستوى الجمهورية، وطلب جميع البلاغات المقدمة إلى مكتبه، والتى ضمت تقارير الطب الشرعى وإعداد تقرير مفصل وعاجل من وزارة الداخلية عن الوقائع ومرتكبيها والأوامر التى صدرت للضباط من خلال تلك الأحداث فى التعامل مع المتظاهرين.

وفتح المستشار مصطفى سليمان، المحامى العام الأول لنيابات الاستئناف، محضر تحقيق فى القضية يوم الخميس 17 فبراير وأثبت فيه طلب النائب العام من وزير الداخلية موافاته بتقرير عن الوفيات والإصابات، وسبل التعامل مع المتظاهرين، كما أثبت ورود المذكرات المطلوبة من النيابات الجزئية والكلية وما اتخذ فيها من إجراءات، ثم فتحت عدة محاضر تحقيق استمعت فيها النيابة إلى أقوال مقدمى البلاغات الذين أفادوا بأنهم تعرضوا للقتل فى ميدان التحرير يوم 2 فبراير الماضى فى ليلة الأربعاء الدامية المعروفة إعلاميا ب"موقعة الجمل".

وتلقت النيابة العامة يوم 26 فبراير تقرير اللواء مساعد أول وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للمكتب الفنى، الذى تضمن تحريات الداخلية عن الوقائع التى حدثت خلال مظاهرات 25 يناير الماضى من واقع 3 تقارير صادرة من: جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، وقطاع الأمن المركزى، وقطاع مصلحة الأمن العام، وجاء التقرير فى ورقة واحدة وجاء تقرير مباحث أمن الدولة مقسم إلى 3 أجزاء: الأول يتناول أسباب الانفلات الأمنى، وورد به أن التحريات والمعلومات المتوافرة عن تحديد أسباب الانفلات، الذى شهدته البلاد مساء 28 يناير الماضى، وهو بسبب استنفار كامل القوات فى مختلف مواقعها لاستخدامها بخدماتها دون بديل أو احتياطى منذ اندلاع الأحداث يوم 25 يناير، حتى 28 يناير مع تصعيد المتظاهرين، ومن بينهم العناصر الجنائية والتخريبية والإثارية، واعتدائها على القوات مما أصابها بالإنهاك والإرهاق.

وأشار التقرير إلى اعتياد القوات على تأمين المظاهرات والتعامل معها على عدة ساعات أو على مدار اليوم بتشكيلات محدودة تتوافق مع أعداد المجتمعين، إلا أنها واجهت حشودا غفيرة من المواطنين لا تتوافق مع أعداد المجتمعين من القوات، وإمكانياتها التى ضعفت نتيجة التعامل المستمر مع المتظاهرين.

وأشار التقرير إلى أن هناك تعليمات صريحة للضباط والأفراد والمجندين بضبط النفس فى التعامل مع المواطنين، الأمر الذى أفرز لديهم قناعة شخصية بتفضيل الانسحاب من مواقعهم عن الاستمرار فى المواجهة مما ترتب عليه تفاقم الموقف ووقوع عدد من الضحايا نتيجة تظاهرات المواطنين. ولفت التقرير إلى أن الشرطة ساهمت بصورة كبيرة فى تحفيز المتظاهرين على مواصلة تحركاتهم والتصدى لقوات الأمن، والاعتداء على أفرادها بصورة انتقامية، كما أشار إلى انقطاع الاتصالات بين الضباط والقوات، لفراغ شحن الأجهزة اللاسلكية وعدم توافر خدمة الهواتف المحمولة وقيام العناصر الإجرامية والإخوانية بتصعيد نبرتها التحريضية، فى أوساط المتظاهرين تجاه أجهزة الشرطة والقيام بأعمال تخريب، بجانب فقد الضباط والأفراد الاتصال للاطمئنان على ذويهم فى ظل انتشار التهديدات فى المناطق السكنية، مما دفع بعضهم لترك مواقعهم والاطمئنان على ذويهم، بجانب إصابة المجندين بحالة شديدة من الإرهاق نتيجة العمل فى مواقع الخدمة فترة طويلة مع عدم القدرة على توصيل الأطعمة ومياه الشرب لهم مما أضعف القدرة على السيطرة عليهم، خاصة بعد إصابة ووفاة عدد منهم بطلقات نارية من قبل سيارات وأشخاص مجهولين.

وأشار التقرير إلى نفاد وقود بعض السيارات والمدرعات واستيلاء المتظاهرين عليها، وأدى عنصر المفاجأة من قبل المتظاهرين والعناصر الإجرامية فى عملية الهجوم على أقسام ومراكز الشرطة إلى وقوع نوع من الارتجالية فى التعامل مع الموقف، واتخذ كل موقع شرطة قرارا وفق رؤية قياداته المحلية، بعد أن خشى الضباط والأفراد من تفاقم الموقف وسقوط العديد من الضحايا الأبرياء.

وفى ضوء عدم صدور تعليمات صريحة من القيادات ونفاد قنابل الغاز والطلقات الدفاعية والمطاطية بمواقع الأحداث، أدى ذلك إلى الانسحاب غير المنظم، فضلا عن الحالة النفسية والانكسار الذى أصاب العاملين فى هيئة الشرطة من ادعاءات وسائل الإعلام وتخوين بعض المواطنين لهم، واتهامهم بالخيانة، مما أدى إلى ترسيخ حالة الفراغ الأمنى، بجانب قيام بعض أهالى المسجونين والعناصر البدوية والإجرامية باقتحام السجون. وكان لزيادة أعداد تلك العناصر مقارنة بأعداد ضباط السجون الذين تصدوا لهم، وتأخر وصول الدعم اللازم من القوات المسلحة لتأمينهم، أثر فى نجاح تلك العناصر الجنائية فى اقتحام العديد من السجون وهروب عدد كبير من المودعين بها.

وقال التقرير إنه بالنسبة لمديرية أمن القاهرة، فإنه لم تتوصل التحريات والمعلومات إلى ما إذا كانت هناك تعليمات صدرت لقواتها بالانسحاب من عدمها، كما لم تتوصل التحريات إلى قيام أى من المستويات القيادية بقطاع الأمن المركزى بإصدار قرار للقوات بالانسحاب من مواقعها.

وتناول الجزء الثانى فى تقرير جهاز مباحث أمن الدولة المنحل سيناريو الأحداث التى شهدتها البلاد فى اليوم الأول من الأزمة "25 يناير الماضى وحتى 11 فبراير"، وأن الفترة السابقة شهدت ضلوع بعض العناصر الشبابية والناشطين السياسيين، من بينهم عناصر ذات أجندات أجنبية سبق لهم تلقى دعم ودورات تدريبية فى الخارج عن كيفية تفجير الثورات الشعبية بالدعوة من خلال شبكة الإنترنت لتنظيم تحركات حاشدة فى المحافظات بالتزامن مع احتفال عيد الشرطة للتعبير عن احتجاجهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية وترهل النظام السياسى وتفشى الفساد، فضلا عن تأثرهم بتطورات الأحداث فى ثورة تونس وما أسفرت عنه من خلع الرئيس السابق زين العابدين بن على.

وأوضح التقرير أن البلاد شهدت مظاهرات حاشدة يوم 25 يناير لم تشهدها من قبل، واستجاب العديد من المواطنين والقوى السياسية للدعوة.. وتمثلت مطالب المتظاهرين فى القضاء على المفسدين ومحاكمتهم ومكافحة الفقر ووقف عمليات التعذيب والاعتقالات وحل مجلس الشعب وإلغاء قانون الطوارئ، وتراوحت أعداد المتظاهرين ما بين 500 شخص و12 ألف شخص، وتطورت المطالب إلى الرغبة فى إسقاط النظام، وتحولت المظاهرات من سلمية إلى مظاهرات تتسم بالعنف أسفرت عن إصابة عدد من الضباط والجنود وإتلاف بعض المنشآت ووفاة أحد المجندين، فضلا عن زحف جميع الوقفات الاحتجاجية من مواقعها بميدان التحرير، وأصبح بالميدان 20 ألف متظاهر، مما دفع القوات إلى استخدام وسائل فض التجمهرات منها رش المياه والضرب بالعصا وإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق أعيرة مطاطية على الأرجل دون استخدام الذخيرة الحية، ونتجت عن اليوم الأول تلفيات، فضلا عن بعض الخسائر البشرية، إذ بلغ عدد المصابين، وفقا لبيان وزارة الصحة، 219 مصابا وتم اتخاذ الإجراءات القانونية لعدد 166 شخصا بمختلف المحافظات لقيامهم بأعمال التخريب وتحريض المتظاهرين. كما شهدت الأحداث قيام أيمن نور، رئيس حزب الغد السابق ومطلقته الإعلامية جميلة إسماعيل وآخرين، مستقلين سيارتين، باعتراض إحدى سيارات الترحيلات التى كانت تُقل بعض عناصر الشغب وقيامهم بكسر القفل الخاص بباب السيارة ومساعدة هذه العناصر على الهروب، أما اليوم الثانى للأزمة 26 يناير فقد واصل المتظاهرون احتجاجهم بمختلف المحافظات وتم رصد رسائل تحريضية للمتظاهرين على موقع الفيس بوك، كما قامت الجمعية الوطنية للتغيير وحركة شباب 6 أبريل وموقع "كلنا خالد سعيد" بإصدار بيانات تدعو جميع المتظاهرين لتنظيم وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، والإعلان عن تنظيم اعتصام مفتوح لحين تنفيذ طلباتهم، مما أسفر عن إصابة ضابطى شرطة وأحد المجندين بمحافظة السويس، كما شهدت القاهرة وفاة أمين شرطة وإصابة آخر، إثر تعرضه لحادث سيارة ومصرع سيدة إثر تدافع المتظاهرين أمام وزارة الخارجية.

وأشار التقرير إلى أن الأعمال التخريبية امتدت إلى يوم «جمعة الغضب» وسعت عناصر من الإخوان المسلمين إلى تنظيم مسيرات إلى قصر الرئاسة وتم ضبط بعض العناصر أثناء تواجدهم فى شارع مجلس الشعب لضلوعهم فى أعمال تحريضية على غرار الثورة التونسية، وقد شهدت محافظة السويس فى ذلك اليوم أحداث شغب أسفرت عن إصابة 7 ضباط و11 من أفراد الشرطة، وشارك فى اليوم الرابع عدد كبير من المواطنين لتأدية صلاة الجمعة فى المساجد والمحافظات أعقبها خروج آلاف المصلين فى مظاهرات حاشدة، ووقعت احتكاكات بين المتظاهرين وجهات الأمن فى محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس، وتصاعدت الأعمال التخريبية بصورة عشوائية، ووقعت اقتحامات لأقسام الشرطة وفروع مباحث أمن الدولة المنحل، كما قامت بعض العناصر المجهولة باقتحام مقر السفارة الأمريكية والاستيلاء على 21 سيارة هيئة سياسية وقيام أحد قائديها بدهس المتظاهرين عمدا أثناء سيرهم بشارع قصر العينى مما أسفر عن وفاة البعض وإصابة آخرين، وتم ضبط قائد السيارة الذى دهس المتظاهرين فى شارع قصر العينى، والتحفظ عليه بقسم الأزبكية، إلا أنه تمكن من الهرب عقب حرق القسم، كما ضبطت 7 سيارات مسروقة من السفارة، مما أدى إلى بدء حالة الانفلات الأمنى.

أما الأيام التالية فقد شهدت انفلاتاً أمنياً وضرب مقار أمن الدولة وحرق الأقسام، كما شهد ميدان التحرير وقوف عدد من السيارات السوداء التى تقوم بتوزيع وجبات غذائية ومبالغ مالية على المتظاهرين لحثهم على مواصلة اعتصامهم والمبيت، كما تعرضت محطة شركة الغاز الطبيعى فى محافظة جنوب سيناء لحادث تفجير مما أجبر العاملين على غلق المحابس وخطوط الغاز الموصلة للأردن وإسرائيل.

وقالت التحريات إن كلا من كتائب عز الدين القسام وحركة حماس والبدويين وعددا من المعروف عنهم النشاط فى تهريب الأسلحة للجانب الفلسطينى حضروا للبلاد عبر دولة السودان لتنفيذ تلك العملية، كما وردت تهديدات من مجهول بتفجير السفارة القطرية فى القاهرة، ووردت معلومات باتفاق جماعة الإخوان المسلمين مع جماعة الهناجرة المعروف عنها احتراف الأعمال الإجرامية للاندساس وسط المتظاهرين يوم الجمعة 11 فبراير الماضى لإثارة الذعر بين المتظاهرين، فضلا عن القيام بأعمال تخريبية.

وتناول الجزء الثالث من التقرير الأعمال التخريبية خلال التحركات الاحتجاجية فى عدة محافظات، وتمثلت فى خسائر مبانى أقسام الشرطة وسياراتها والقوات المسلحة وبعض الممتلكات العامة والخاصة، وأصيب بعض الضباط والأفراد فى محافظات: القاهرة والجيزة وأكتوبر وحلوان والقليوبية والغربية والإسماعيلية والمنيا والإسكندرية وكفر الشيخ وبنى سويف والبحيرة والشرقية والبحر الأحمر والسويس ودمياط والدقهلية والفيوم، والأقصر وشمال سيناء وبورسعيد وأسيوط والوادى الجديد وقنا.

وجاء تقرير مباحث أمن الدولة المنحل فى 62 ورقة، وجاء تقرير الأمن المركزى الذى أكد أن هناك اجتماعاً برئاسة مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأمن المركزى لاستعراض التكليفات الخاصة بتعامل القوات مع الوقفات والمسيرات الاحتجاجية، وأن هذه التكليفات احتوت على حظر استخدام أسلحة الخرطوش فى مواجهة المتظاهرين وسحب الأسلحة من حرس السيارات واللورى المقدمة لكل تنظيم، والتأكيد على ضبط النفس والتعامل فى مواجهة استفزاز القوات، وتم التنبيه على حظر استخدام السلاح وتم نقل الأوامر والتكليفات إلى جميع قيادات الأمن المركزى وكيفية انتشارها وأن الانتظام سيكون من السادسة صباحا حتى التاسعة صباحا بنطاق العاصمة ومحافظات المنطقة المركزية يوم 25 يناير، وفقا لتقديرات الإدارة العامة للأمن المركزى..

وتضمن تقرير الأمن المركزى الذى جاء فى 18 ورقة أنه لم يصدر أى تكليف أو أمر بانسحاب التشكيلات أو مجموعات الأمن المركزى فى أى وقت منذ 25 يناير رغم حدوث خسائر بشرية وتدمير المركبات والمعدات.

وجاء فى التقرير الثالث الذى أعدته مصلحة الأمن العام عن الأحداث والأسباب التى أدت إلى تلك التظاهرات، ظهور التيارات السياسية داخل البلاد ومحمد البرادعى الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية والدعوات عبر الفيس بوك لتظاهرات سلمية لإسقاط النظام، وأنه خلال الأيام الأولى صدرت تعليمات لرجال الأمن بعدم التعرض للمتظاهرين ما لم يحدث ما يعكر صفو الأمن العام، باستثناء ما حدث فى السويس، كما تحدث التقرير عن محاولة اقتحام عدد من الخارجين عن القانون لوزارة الداخلية إلا أن قوات التأمين تصدت لهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، وأنه عقب إلقاء الرئيس السابق خطابه، فى 2 فبراير الماضى، تعاطف معه جانب من المواطنين وانطلقت دعوات من عناصر الحزب الوطنى على رأسهم الدكتور إبراهيم كامل للتظاهر فى ميدان مصطفى محمود ردا على تظاهرات التحرير، وتجمع 40 ألف مواطن من مؤيدى الرئيس السابق وقيام مجموعة منهم باقتحام ميدان التحرير بالخيول والجمال، ومنهم من أطلق بعض الأعيرة النارية مما أدى إلى إصابة ومقتل العديد من الطرفين، وتناول التقرير أسباب الفراغ الأمنى، وأشار إلى عدم استطاعة أجهزة وزارة الداخلية السيطرة على الموقف لأسباب منها: صدور تعليمات للأمن المركزى بضبط النفس وعدم التعامل مع المتظاهرين، واقتصار أسلحتهم على المياه والغاز المسيل للدموع.

كما تلقت النيابة بلاغات من ضباط شرطة سابقين اتهموا فيها حبيب العادلى ومساعديه بقتل المتظاهرين، ثم استدعى المحقق اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، واللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، واللواء أحمد رمزى مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى، واللواء عدلى فايد مدير مصلحة الأمن العام، كما أمر بضبط وإحضار كل من: عبدالناصر الجابرى ويوسف هنداوى عضوى مجلس الشعب والشورى. وطلبت النيابة تحريات الأمن القومى ونسخة من تسجيل كاميرات المراقبة المثبتة فى المتحف المصرى خلال الفترة من 25 يناير حتى 3 فبراير، واستعلمت النيابة من وزارة الداخلية عما إذا كان تم القبض على عناصر أجنبية خلال الأحداث وما جنسياتها.

وفى يوم 15 مارس الماضى، أثبتت النيابة ورود 3 أسطوانات مدمجة بناء على تكليف بتسجيلات الفيديو من واقع الإنترنت والقنوات الفضائية والتسجيلات التى تصور الاعتداء على المتظاهرين والفراغ الأمنى وصور القتلى والمصابين وأسمائهم المقدمة من مستشفى قصر العينى، وبلغت جملة البلاغات التى وردت للنيابة حتى تاريخه 500 بلاغ، كما أثبتت النيابة وجود 6 شرائط فيديو خلال الفترة من 1 إلى 3 فبراير، حول الأحداث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.