فيما شهدت طرابلس العديد من الطلعات الجوية والصواريخ الموجهة ضد أماكن عسكرية في جنوبطرابلس وشرقها ومنطقة باب العزيزية. ويقاتل ثوار17 فبراير لوقف تقدم القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بعدما فقدوا مدنا رئيسية شرق البلاد كانوا قد استولوا عليها الاسبوع الماضي في مقدمتها ميناء البريقة النفطي الرئيسي, حسبما ذكرت وكالة رويترز.وعلي مدار اليومين الماضيين تقدمت قوات القذافي شرقا صوب بنغازي شمال شرق البلاد. وفي طرابلس, تجمع العشرات من انصارالقذافي في باب العزيزية معقل الزعيم الليبي في ساعة متاخرة ليلة امس ولوحوا بالاعلام وقرعوا الطبول ورددوا الهتافات التي تعرب عن استعدادهم للدفاع عن الزعيم بارواحهم.
وتصف الحكومة هؤلاء المساندين بالدروع البشرية المتطوعة والذين يحتشدون كل يوم في العاصمة دعما للقذافي.
وفي مصراتة, قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تشن قصفا مدفعيا عنيفا علي المدينة التي يسيطر عليها المعارضون وإن قوات القذافي تهاجم المتاجر والمنازل في وسط المدينة.وقال المتحدث واسمه سامي لرويترز عبر الهاتف استخدموا دبابات وقنابل يدوية وقذائف مورتر وقذائف أخري لقصف المدينة اليوم. كان قصفا عشوائيا وعنيفا للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه.وتابع الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. والمتاجر وحتي المنازل.. ويدمرون كل شيء.
وفي بنغازي, أعلنت المعارضة أنها ستوافق علي وقف إطلاق النار استنادا لشروط منها أن تترك قوات القذافي مدنا في الغرب وتمنح الشعب حرية التعبير.كما طالب مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي معقل المعارضة بسحب قوات المرتزقة من الشوارع في ظل أي وقف لإطلاق النار.
وقال في مؤتمر صحفي مع عبد الإله الخطيب مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليبيا إن المعارضة ليس لديها اعتراض علي وقف إطلاق النار بشرط أن يتمتع الليبيون في المدن الغربية بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم.
وأضاف أن المعارضين سيحتاجون سلاحا ما لم تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة المدنيين مكررا نداء بالمساعدة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا. كما قال إن المعارضين لن يتراجعوا عن مطلبهم الأساسي بأن يغادر القذافي وأسرته ليبيا.
وحل القلق محل فرحة الثوار في الشرق, وذلك في ظل تواصل زحف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي نحو المناطق التي وقعت تحت سيطرة الثوار.ووجهت قيادة الثوار نداء عبر الإذاعة تطالب فيه الشباب للتطوع في صفوفها, والتقي الثوار شبابا وكبارا عند أحد الحواجز غرب مدينة بنغازي للتدرب علي استخدام الكلاشنيكوف والدفاع الجوي, وأشاروا إلي أنهم في حاجة إلي التدريب في الخارج.
وعلي صعيد العمليات العسكرية, أعلن حلف شمال الأطلسي ناتو أن16 دولة من بين أعضائه ال28 يشاركون في مهمة تطبيق قرار مجلس الأمن1937 تحت اسم الحامي الموحد.ولم يصدر حلف الأطلسي معلومات عن مشاركة دول أخري في العملية. وكانت السويد وقطر والإمارات العربية المتحدة أكدت مرارا مشاركتها في المهمة. وأشار الناتو إلي أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا, هي الدول الأكبر مساهمة في المهمة العسكرية.
وفي سياق آخر, ذكر مسئولون بالجيش والحكومة الأمريكيين أن أعضاء من الناتو وجهوا تحذيرا صارما لثوار ليبيا بعدم مهاجمة المدنيين في خضم مواجهاتهم مع نظام القذافي.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسئول بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله نوجه رسالتنا إلي الثوار الليبيين بأننا مضطرون للدفاع عن المدنيين سواء المؤيد منهم للقذافي أو المعارض له.. مضيفا إننا نعمل بكامل طاقتنا خلف الكواليس مع الثوار, ولانريد أن نجد أنفسنا في مواجهة قرار بضربهم من أجل حماية المدنيين الليبيين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه منظمات حقوق إنسان بأن أكثر من400 شخص فقدوا في شرق ليبيا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة قبل ستة أسابيع وأنه يخشي قتل أو اعتقال كثيرين من قبل القوات الحكومية.
وعلي صعيد آخر, ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ليبيا نقلا عن مصادر بالحكومة البريطانية أن محمد إسماعيل، وهو مساعد لسيف الاسلام القذافي، زار لندن في الايام القليلة الماضية فيما قالت انه أجري عدة اتصالات بين ليبيا والغرب علي مدي الاسبوعين المنصرمين لاجراء محادثات مع مسئولين بريطانيين.
74 هجوما جويا للناتو وفة سياق ذى صلة، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الجمعة، أنه تم شن 74 هجوما جويا على ليبيا أمس الخميس، وهو أول أيام العمليات العسكرية التي يقودها الحلف في ليبيا.
ويذكر أن عملية "الحامي الموحد"، التي يقودها الناتو بهدف حماية المدنيين من خلال شن غارات جوية موجهة ضد القوات الليبية، بدأت في ساعة مبكرة أمس الخميس، حيث تسلم الحلف قيادة العمليات العسكرية في ليبيا من تحالف تقوده الولاياتالمتحدة، وتلعب فيه بريطانيا وفرنسا دورا بارزا. وقال الناتو في بيان إنه تم شن 74 غارة جوية في ذلك اليوم.
وأوضح الحلف، الذي يعمل بتفويض من الأممالمتحدة، أنه يعمل أيضا على فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وتسيير دوريات حراسة في وسط البحر المتوسط لفرض حظر على الأسلحة، بمساعدة نحو 17 سفينة.
وأشار حلف الأطلسي إلى أنه تم إيقاف سفينتين خلال تسيير هذه الدوريات، "لمعرفة وجهتهما وطبيعة شحنتهما"، غير أن الأمر لم يتطلب الصعود إلى أي منهما.
القذافي والحرب الصليبية الحقيقية من جانبه، حذر الزعيم الليبي معمر القذافي القوي الغربية من ان الضربات الجوية المتصاعدة ضد بلاده قجرت حربا بين المسيحيين والمسلمين يمكن ان تخرج عن السيطرة.
وجاء في كلمة مكتوبة للقذافي تليت في التليفزيون الحكومي اذا استمروا فان العالم سيدخل في حرب صليبية حقيقية. لقد بدأوا شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه.
وقال ان الحكام الذين قرروا شن حرب صليبية بين المسلمين والمسيحيين عبر البحر الابيض المتوسط والذين خرجوا عن القانون الدولي وعن ميثاق الاممالمتحدة تسببوا في دمار البحر المتوسط وشمال افريقيا وقتلوا اعدادا كبيرة جدا من المدنيين في ليبيا.. هؤلاء الذين اصيبوا بجنون القوة ويريدون فرض قانون القوة علي قوة القانون.
ونقل عن القذافي قوله أنهم تسببوا في تدمير المصالح المشتركة بين الشعب الليبي وشعوبهم وقوضوا السلام وابادوا مدنيين ويريدون ان يعيدونا الي العصور الوسطي.
وقال متحدث باسم الحكومة الليبية أمس ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيبقي في البلاد حتي النهاية لقيادتها للنصر علي أعدائها.
وقال موسي ابراهيم الذي كان يتحدث بعد انشقاق موسي كوسة وزير الخارجية وانتقاله الي بريطانيا أمس الأول الأربعاء ان الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا لم تؤد إلا إلي توحيد قيادتها العليا ضد عدو واضح.
واضاف ابراهيم للصحفيين في طرابلس انه إذا كان لهذا العدوان من أثر فإنه أدي فقط لالتفاف الشعب حول القائد وتوحيد الشعب الليبي. وتابع ان الناس أصبحوا يرون الآن علي وجه الخصوص عدوا واضحا.
وسئل ابراهيم عما اذا كان القذافي وأبناؤه مازالوا في البلاد فقال اطمئنوا كلنا هنا وسنظل حتي النهاية. هذه بلادنا واستطرد ان الحكومة الليبية قوية علي كل الجبهات. وأضاف ابراهيم ان الحكومة الليبية لا تعتمد علي الأشخاص لقيادة الكفاح لأنه كفاح الأمة كلها ولا يعتمد علي افراد أو مسئولين.
جاء ذلك في الوقت الذي ذكر تليفزيون الجزيرة امس ان عددا من الشخصيات المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي يغادرون البلاد الي تونس. ولم تذكر الجزيرة تفاصيل اخري أو تكشف عن أسماء.
وفي سياق متصل, عارض الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي( الناتو) أندرس فوج راسموسن, الفكرة القائلة بضرورة تقديم السلاح إلي المعارضة الليبية, منوها إلي أن تدخل الحلف عسكريا يهدف لحماية المدنيين.
وأضاف راسموسن أن الهدف هو حماية الشعب الليبي من هجمات القذافي وليس تسليحه نحن نركز علي ضرورة تنفيذ حظر تصدير الأسلحة لليبيا, وكذلك تنفيذ منطقة حظر الطيران, أي ننفذ بكل وضوح القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن الليبي, علي حد تعبيره, مؤكدا أنه يتحدث باسم الناتو ككل. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الضربات الجوية للتحالف الدولي أنهكت بشدة القوات القتالية للزعيم الليبي معمر القذافي, إلا أنها نفت أن تكون القوات علي وشك الانهيار عسكريا.
ونقل راديو سوا الأمريكي امس عن مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة- خلال جلسة للاستماع بالكونجرس امس- قوله لقد قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة من قدرات القذافي العسكرية, وأضعفنا قواته بشكل عام إلي مستوي بين نحو20 و25%, ولكن هذا لا يعني أنه علي وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية لأن الأمر ليس كذلك. ومن جانبه, توقع وزير الحرب الأمريكي، روبرت جيتس، أن يطيح الشعب الليبي القذافي عن السلطة من خلال إجراءات سياسية واقتصادية.
وقال جيتس إن إطاحة القذافي عن السلطة ليست جزءا من المهمة العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف التي تنفذ مهمتها بتفويض من مجلس الأمن الدولي.