قال شهود عيان إن كتائب تابعة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قامت أمس بحملة اعتقالات في طرابلس ضد المناوئين للنظام، في حين قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب 18 آخرون جراء القتال الذي شهدته مدينة البريقة الساحلية غربي مدينة بنغازي شرقي البلاد. ونقلت أسوشيتد برس عن شهود عيان قولهم إن مليشيات القذافي اعتقلت أشخاصا شاركوا في مظاهرات ضد الحكومة الأسبوع الماضي بعد التعرف عليهم من خلال الصور وتسجيلات الفيديو. في الأثناء تجمع مساء أمس الآلاف من أنصار القذافي في الساحة الخضراء بقلب العاصمة الليبية طرابلس رافعين العلم الليبي الأخضر وصورا للزعيم الليبي وهاتفين بحياته، كما رددوا هتافات منددة بأميركا وبريطانيا. وألقى القذافي خطابا ظهر أمس، تعهد خلاله بالقتال "حتى آخر رجل وامرأة والدفاع عن ليبيا من الشمال حتى الجنوب"، محذرا من أن الآلاف سيقتلون إذا تدخلت أميركا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) عسكريا في بلاده. وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار في ليبيا ويرأسه وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل، دعا المجتمع الدولي إلى توجيه ضربات جوية إلى ما وصفها بقوات المرتزقة التي تعمل إلى جانب قوات القذافي. وفي وقت سابق قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن فرض حظر جوي على ليبيا، تصاعدت المطالب بتنفيذه داخليا وخارجيا، يقتضي أولا تنفيذ ضربة عسكرية ضد دفاعات ليبيا الأرضية. ميدانيا قتل أمس ستة أشخاص على الأقل وأصيب 18 آخرون جراء القتال الذي شهدته مدينة البريقة الساحلية غربي بنغازي، وتخلله قصف شنته طائرات نظام القذافي على معاقل الثوار في المدينة. وكان الثوار قد استعادوا السيطرة على مدينة البريقة، وصدوا هجوما شنته القوات الموالية للقذافي عليها مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات. وأوضح مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن انفجارا سمع وارتفعت سحب الدخان على مقربة من مقر الجامعة في البريقة، وهو واحد من الأماكن التي شهدت قتالا أمس بين أنصار القذافي والقوات المعارضة له. ونقلت الوكالة عن أحد أنصار المعارضة أنهم يحاصرون مقاتلين موالين للقذافي في منطقة الجامعة وعلى مدخل شركة سرت النفطية القريبة، وأن الأخيرين "يطلقون النار عشوائيا وتوشك ذخيرتهم على النفاد". وتوعد المتحدث بالسيطرة على موقع أنصار القذافي قريبا. جاء ذلك بعد أن تمكن الثوار صباح أمس -بعد معركة كر وفر- من استعادة السيطرة على المدينة الواقعة على بعد 600 كلم شرق طرابلس ونحو 250 كيلومترا غرب بنغازي. ومن أجدابيا شرقي ليبيا حيث باتت المدينة تحت سيطرة الثوار، بثت الجزيرة صورا جديدة لمبنى جهاز الأمن الداخلي في المدينة الذي يحتوي على غرف احتجاز لمعتقلين سياسيين وأجهزة رصد وتنصت على هواتف المعارضين. وفي وقت سابق أمس شهدت مدن ليبية معارك كر وفر بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للقذافي. فبعد استعادة البريقة من قبل الثوار, وردت أنباء عن معارك تشنها الكتائب للسيطرة على غريان في الغرب. ولا يزال القذافي يسيطر على طرابلس وسرت وسبها وصبراتة والخُمس وزليتين، لكن باستثناء رأس لانوف وميناء سدرة النفطييْن، فإن الشرق بأكمله أصبح بيد الثوار، وأهم مدنه بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا وطبرق. ولم يتوقف مد الثوار عند مدن الشرق بل اتجه غربا ليسيطر على الزاوية ومصراتة وزوارة وعموم منطقة الجبل الغربي. وجنوبا سيطر الثوار على الكُفرة وجالو وأوجلة، في حين بقيت مناطق لم تحسم أمرها بعد كبني وليد وترهونة.