أعلن الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس، الاثنين، في مقابلة مع تلفزيون (فرانس-24) انه ينوي تسليم قيادة هذه الحركة المحظورة إلى الجيل الجديد من الشبان. وقال الغنوشي المقيم في لندن "وجودي على رأس الحركة ليس ضروريا".
ومن المتوقع أن تستفيد حركة النهضة من العفو العام الذي أعلنته السلطات الجديدة في تونس بعد سقوط الرئيس زين العابدين بن علي.
واضاف الغنوشي "هناك جيل أكثر شبابا مني وأكثر قدرة على التعاطي مع المستقبل".
وتابع "سأنسحب (من السياسة) على مستوى الحكومة وليس على مستوى المجتمع. ليس لدي أي طموح لتسلم أي منصب وزاري" مضيفا انه سيواصل النضال السياسي "حتى نتأكد من ان التحول الديمقراطي قد حصل بالفعل".
وكان راشد الغنوشي أسس عام 1981 حركة النهضة المتأثرة بجماعة الاخوان المسلمين في مصر، ويؤكد اليوم انها تمثل اسلاما حديثا وهي قريبة من حزب العدالة والتنمية التركي.
وفي انتخابات العام 1989 حصلت حركة النهضة على 17% من الاصوات ما دفع نظام بن علي الى قمعها بشدة وحظر نشاطها.
وغادر الغنوشي عندها إلى الجزائر ثم إلى لندن. وفي عام 1992 حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد مع عدد آخر من المسؤولين الاسلاميين بتهمة التآمر للاطاحة بالرئيس.
وكرر الغنوشي القول انه سيعود إلى تونس مضيفا "سأعود في أسرع وقت ممكن خلال أربعة أو خمسة أيام".
وأعلن أحد المتحدثين باسم حركة النهضة في باريس الاسبوع الماضي انه لن يكون للحركة أي مرشح للانتخابات الرئاسية المقررة خلال ستة أشهر الا انها ستشارك في الانتخابات التشريعية.
وكانت الحكومة التونسية الانتقالية التي تشكلت اثر سقوط بن علي في الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير الحالي اقرت مشروع قانون للعفو العام يشمل أيضا الاسلاميين.
الجيش يتعهد من ناحية أخرى، اعلن الجنرال رشيد عمار، رئيس اركان جيش البر، والاعلى رتبة في الجيش التونسي، الاثنين، ان الجيش "حامي الثورة" التونسية، بيد انه "لن يخرج عن الدستور" داعيا المتظاهرين الى اخلاء ساحة الحكومة في العاصمة.
وقال الجنرال عمار مخاطبا المتظاهرين المتجمعين منذ السبت امام مقر الحكومة بالعاصمة مطالبين باستقالة الحكومة الموقتة، ان الجيش هو "حامي العباد والبلاد والثورة" التونسية.
واضاف الجنرال عمار الذي كان يخاطب المتظاهرين في محاولة لتهدئتهم "لا تضيعوا هذه الثورة المجيدة، انا صادق وكل القوات المسلحة صادقة لكي تصل بالسفينة الى شاطىء السلام".
وتابع ان "الجيش حمى ويحمي العباد والبلاد (..) الجيش حامي هذه الثورة" وحين ساله احد المتظاهرين عن الضمانات، اجاب "انا هو، انا هو".
وحذر الجنرال عمار من "الركوب على ثورة الياسمين" ومن الفراغ.
واضاف "ثورتكم ثورة الشباب ستضيع ويركبها اناس آخرون"، مشيرا الى انه "ثمة قوى تدعو الى الفراغ، والفراغ يولد الرعب والرعب يولد الدكتاتورية".
وحرص الجنرال عمار على تاكيد احترام الجيش للدستور التونسي.
وقال "نحن مع دستور البلاد وحماة دستور البلاد ولا نخرج عن دستور البلاد".
ودعا المتظاهرين الى اخلاء ساحة الحكومة حتى تتمكن "هذه الحكومة او حكومة اخرى" من العمل.
واوضح "ساحة الحكومة هذه نريدها فارغة" سواء كانت في قصر الحكومة بالقصبة "هذه الحكومة او حكومة اخرى"، مشيرا الى ان مقر الحكومة فيه "موظفون ساهرون على مصالح العباد ومكاسب البلاد التي تعبت من اجل انجازها اجيالا وراء اجيال".