حذر الدكتور مصطفى أورخان مدير المركز الإقليمي للإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية من تحور مرض إنفلونزا الطيور، بأن يكون لديه القدرة على نقل العدوى من شخص مصاب لآخر سليم، بعدما كان الأمر يقتصر في السابق على انتقال العدوى من الطيور المصابة للإنسان. قال أورخان، إنه مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة ينتشر الفيروس ويتكاثر من جديد لكن فى هذا العام والسنوات القادمة سيكون أخطر من سابقها، لأن كثرة اختلاط الإنسان بالطيور قد تؤدي إلى تحور المرض، وانتقال الفيروس من الطيور للإنسان، ثم بعد فترة ينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم، متوقعًا حدوث هذا خلال السنوات الأربع القادمة "بنسبة مائه فى المائة".
ورجع أورخان عودة المرض ليشكل ظاهرة مقلقة في مصر إلى تراخي المواطنين ومختلف الجهات في جهود المكافحة، مما جعل المرض يرجع للظهور مرة أخري لكن بصورة أشد قوة، بالإضافة إلى غياب دور الرقابة الفعلية على الأسواق والأحياء والقرى، حيث لا تزال المحلات تبيع الطيور حية، والمواطنون يربون طيورًا حية، رغم ما يمثل هذا الأمر من خطورة، بالإضافة إلى غياب الرقابة على المزارع العشوائية.
وتابع: لسنا في حاجة إلي إجراءات أو قوانين جديدة، لكن يجب تنفيذ القوانين السابقة دون تراخٍ أو إهمال، مع العمل علي زيادة وعي المواطنين بخطورة المرض وكيفية تجنب الإصابة والوقاية منه والإجراءات التي يجب اتخاذها عند ظهور المرض. وحذر أورخان من كارثة علمية متوقع حدوثها بسبب كثرة اختلاط الإنسان بالطيور وهى اتحاد فيروس إنفلونزا الطيور H5N1، وفيروس إنفلونزا الخنازير H1N1، فيولد سلاسة ثالثه جديدة داخل الإنسان، والذي سيتولد باستمرار اختلاط الإنسان بالطيور أو الخنازير.
وقال إن تولد هذه السلاسة الجديدة الناتجة سيمثل كارثة حقيقية لا يمكن حصرها حيث أنها تتقل العدوى من شخص مصاب لآخر سليم، وقال إن كثرة الاختلاط بالطيور ستؤدي حتما إلى تحور المرض من الإنسان إلى الإنسان خلال الأربع السنين القادمة بنسبة مائه فى المائة، نظرا لأن مصر لم تستطع القضاء علي مرض إنفلونزا الطيور حتى الآن، على الرغم من أن المرض عندما دخل إفريقيا دخلها كان عن طريق مصر ونيجيريا عام 2006، ونجحت الأخيرة فى القضاء عليه فيما لم تنجح مصر فى ذلك.
ونفى أروخان ما يتردد حول أن دفن الطيور النافقة فى التربة ستسبب فى نقل المرض إلى الإنسان، بحجة أن التربة تتميز بقربها من المياه الجوفية، مشيرا إلى أن هذا الكلام غير صحيح علميا، لأن المرض ينتقل إلى الإنسان من خلال التنفس وليس البلع.
وأوضح أن الخطورة الحقيقة فى الفترة القادمة تتمثل فى أنواع معينة من الطيور وهي: البط والأوز لأنه حامل للمرض ولا يظهر عليه أعراض المرض، مثل الدجاج، وبالتالي فمن الممكن أن يكون مصابا بالمرض وينقله إلى الطيور ثم إلى الإنسان.
وأضاف: لذلك لابد أن الدولة تفعل القرار الذي أصدرته وزاره الصحة منذ يوليو الماضي بعدم تربيه الطيور وبيعها حية، لأنه إذا التزم المواطنون بتلك التعليمات سنتمكن من التحجيم من خطورة المرض، إلى جانب وجوب توخي الاحتياطات اللازمة فى عملية ذبح الطيور المصابة.