قلل خبيران فى الأمراض المعدية من خطورة التقارير التى تتحدث عن حدوث تحور طفيف فى فيروس الوباء العالمى (A(H1N1 المعروف إعلاميا باسم إنفلونزا الخنازير، وقالا إن ظهور سلالة جديدة مختلفة اختلافا طفيفا بدأت تسود فى أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة «أمر طبيعى يحدث لكل سلالات الإنفلونزا، ولا يتعين على الناس أن يصابوا بالخوف جراء هذه الأنباء». وقال المستشار الإقليمى لمراقبة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية حسن البشرى إن «التحور الجينى لا يعنى أن شيئا خطيرا قد طرأ على الفيروس المسبب للإنفلونزا الوبائية.. لأن تحور فيروسات الإنفلونزا أمر طبيعى.. ذلك أن فيروسات الإنفلونزا الموسمية يحدث فيها تحور كل عام، ولذلك نجد أن اللقاح الموسمى لهذه الإنفلونزا يتغير سنويا». وأضاف البشرى فى اتصال هاتفى مع «الشروق» من مدينة جدة السعودية قوله «لا يتعين علينا أن نخاف من أى أنباء تتحدث عن تحور طفيف فى سلالة (A (H1N1.. ولا ينبغى على الإعلام أن يبالغ فى الحديث عن ظهور سلالة أشد فتكا من السلالة التى عرفها العالم العام الماضى، لأن هذا لم يحدث بعد، منظمة الصحة العالمية تتلقى تقارير دورية عن أوضاع الإنفلونزا فى كل مناطق العالم، ولو ثبت فى أى لحظة من اللحظات وجود تحور كبير فى أى من فيروسات الإنفلونزا ستعلن المنظمة عن ذلك فورا». متفقا مع البشرى. قال المدير السابق لمركز الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة د. مصطفى أورخان «التحور البسيط فى فيروسات الإنفلونزا يحدث كل عام، وما دام التحور طفيفا فلا داعى للقلق.. ولا داعى للحديث عن عدم فعالية اللقاح المضاد له، قد تقل فعالية اللقاح بنسبة بسيطة، لكن قدرته على الوقاية من الفيروس لا تنعدم كلية، فلو كان اللقاح قبل التحور الجينى فى الفيروس يقى من الإصابة بنسبة 80%.. فبعد التحور الطفيف قد يقى بنسبة 70%». وأكد أورخان أن «شتاء 2011 طبيعى وهادئ لجهة إنفلونزا الخنازير.. والسلالة التى هددت العالم العام الماضى (A(H1N1 موجودة ضمن لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذى اعتمدته منظمة الصحة العالمية للشتاء المقبل.. وبالتالى لا خوف من الإنفلونزا هذا العام». أورخان يؤكد ل«الشروق» على أن «إنفلونزا الخنازير التى أعلنتها المنظمة الدولية كوباء كانت سلالة عادية جدا.. حتى عدد القتلى الذى خلفته وهو نحو 18.5 ألف شخص على مستوى العالم هو رقم قريب من الرقم الذى تقتله الإنفلونزا الموسمية سنويا.. لو أن احصاءات دقيقة أجريت على الموتى المصابين بها، كما كان يتم مع المصابين بإنفلونزا الخنازير». الخبير الدولى فى سلالات الإنفلونزا بحزم شديد يؤكد على أن «إنفلونزا الخنازير والضجة التى أثارتها فى مصر يجب ألا تنتهى دون الاستفادة منها.. يجب ألا ينتهى التأكيد المستمر على النظافة الشخصية وغسل الأيدى.. والتطعيم بلقاح الإنفلونزا الموسمية الجديد، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.. هذه أشياء يجب ألا تغيب عن بالنا على الإطلاق فى كل عام». لكن الخطر الأكبر الذى يتهدد مصر بحسب أورخان هو تحور فيروس إنفلونزا الطيور القاتل (H5N1)، ليصبح قادرا على الانتقال من إنسان لإنسان، حيث إنه ينتقل الآن من الطيور للإنسان فقط، ويجب أن نعلم أن هذا الفيروس بات متوطنا فى مصر منذ دخوله إليها عام 2006، نتيجة انتشار مزارع الدواجن العشوائية والتربية المنزلية». «ستتعرض مصر لخسائر فادحة.. سيموت عدد كبير من البشر.. ستغلق البلاد وتعزل عن العالم، وسنلاقى مصيرا لا يعلمه إلا الله فى حال تحور إنفلونزا الطيور لتصبح قادرة على الانتقال من إنسان لآخر، ولذا علينا الحذر الشديد، ونحمد الله أن هذا التحور يحتاج لسنوات طويلة، لكن فى كل الأحوال علينا الحذر.. علينا فرض رقابة صارمة على مزارع الدواجن.. يجب أن نعلم أن تحور الفيروس مرشح أن يتم فى حال حدوثه فى مصر وإندونيسيا»، يضيف أورخان. ومن أصل 112 حالة هو مجموع حالات الإصابة المؤكدة بإنفلونزا الطيور فى مصر حتى الآن توفيت 36 حالة، ومن أصل 37 حالة مصابة فى العالم خلال 2010 حصلت مصر على نصيب الأسد من هذه الحالات ب22 حالة (توفى منهم 9 حالات)، تليها فيتنام ب7 حالات (توفى منهم حالتان) ثم إندونيسيا ب6 حالات (توفيت منهم حالة واحدة) ولكل من الصين وكمبوديا حالة واحدة، وتوفيت الحالتان، ومعنى ذلك أن 50% من وفيات إنفلونزا الطيور فى العام خلال 2010 كانت فى مصر. بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية. أورخان يعود للحديث عن إنفلونزا الخنازير مجددا بالقول بأن منظمة الصحة العالمية «تسرعت بإعلان (A(H1N1 وباء عالميا، وهو ما جرى بشأنه تحقيقات داخلية فى المنظمة بعد انتقادات حادة تعرضت لها من قبل منظمات صحية أوروبية وأمريكية» وكانت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت شان، قد أعلنت رسميا انتهاء انتشار وباء إنفونزا الخنازير، فى 10 أغسطس 2010، وقالت «إن العالم لم يعد فى مرحلة الإنذار السادسة لانتشار الوباء، إننا ندخل الآن فى مرحلة ما بعد انتشار الوباء، التى نؤكد فيها على أن إجراءات الوقاية من المرض يجب أن تستمر».