تصاعد التوتر بين وزير الحرب الصهيوني، إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش جابي أشكنازي، وانعكس في تسريب أقوال لعضو في طاقم الجنرال في الاحتياط، جيورا آيلاند، يحمل الجيش مسئولية الورطة الصهيونية في مهاجمة أسطول الحرية. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الخميس عن عضو طاقم آيلاند، العميد أفيف كوخافي، الذي شارك في التحقيق العسكري في الهجوم على الأسطول قوله "ليس بالإمكان دحرجة المسئولية باتجاه المستوى السياسي، إذ أننا استعرضنا كجيش قدرات وقلنا أن هذا سينجح، لكن في الواقع فإن هذا لم ينجح".
وأفادت الصحيفة أن أقوال كوخافي جاءت خلال استعراض طاقم آيلاند لنتائج تحقيقه في جلسة سرية للجنة الخارجية والأمن عقدت في تل أبيب في 22 يوليو الماضي، أي بعد عشرة أيام من تقديم التقرير إلى أشكنازي.
وكتب المحلل العسكري في "هاآرتس"، عاموس هارئيل، أن الصحيفة حصلت على نسخة من ملخص الجلسة لكن ليس واضحا من هو المصدر الأولي الذي نشر الملخص، علما أن عددا من المشاركين في الجلسة أكدوا صحة الأقوال الواردة فيه.
وأضاف هارئيل "تسريب الملخص هو على ما يبدو مرحلة أخرى في حرب مكاتب المسؤولين الدائرة حول قضية الأسطول"، مشيرا إلى أن في مركز هذه الحرب التوتر في العلاقات بين باراك وأشكنازي.
وتابع المحلل العسكري إن التوتر بين باراك وأشكنازي تصاعد مؤخرا حول قضية الأسطول وحول موعد تعيين رئيس الأركان المقبل للجيش خلفا لأشكنازي.
وأعلن مكتب باراك الأربعاء أن الوزير سيبدأ في الأيام القريبة سلسلة لقاءات مع المرشحين لرئاسة الأركان وأن هذا الأمر يتم بمعرفة مكتب رئيس الأركان، لكن تبين أن باراك التقى خلال الأسبوع الأخير مع المرشحين الأقل حظا لتولي المنصب وهما نائب رئيس الأركان بيني جانتس والملحق العسكري في واشنطن جادي شمني.
ويشار إلى أن المرشحين الأوفر حظا لتولي رئاسة الأركان هم قادة الجبهات الثلاث، الجنوبية يوءاف غالانت، والوسطى أفي مزراحي، والشمالية جادي آيزنكوت، وسيلتقي باراك مع مزراحي الحميس.
وكان الصدام الأول بين أشكنازي وباراك قد وقع في أبريل الماضي على أثر إعلان الأخير نيته بتعيين رئيس الأركان المقبل فيما تبقى 10 شهور لانتهاء ولاية أشكنازي الذي أعلن ان تسمية الفائز بالمنصب يجب إعلانها في نوفمبر المقبل على الأقل.
واعتبر مقربون من أشكنازي أن إعلان باراك كان هدفه المس بمكانة أشكنازي على خلفية العلاقات المتوترة بينهما.
ونقلت "هاآرتس" عن مسئول عسكري صهيوني قديم ورفيع المستوى، قوله "إن الحضيض الذي وصلت إليه علاقات باراك وأشكنازي هو الأخطر الذي تم تسجيله في العقود الأخيرة بين وزير دفاع ورئيس أركان الجيش وأن العداء بينهما يضع صعوبات أمام إدارة جهاز الأمن ويسبب مسا كبيرا بأمن إسرائيل".
أسطول جديد من ناحية أخرى، أعلن منظمو (اسطول الحرية) الذي تعرض لعدوان صهيوني دموي أثناء محاولته ايصال مساعدات انسانية إلى غزة في مايو، عزمهم إرسال أسطول جديد إلى القطاع قبل نهاية العام، وذلك اثر اجتماع عقدوه في ستوكهولم الأربعاء.
وقال درور فيلر المتحدث باسم الفرع السويدي لحركة (سفينة إلى غزة) المناصرة للفلسطينيين، في تصريح لوكالة فرانس برس، سوف نرسل أسطولا جديدا اذا لم يرفع الحصار الصهيوني عن القطاع.
واضاف "سننطلق قبل نهاية العام ونحن عمليا واثقون من أن الاسطول سيكون أكبر من سابقه، ستكون هناك سفن أكثر عددا وأكبر حجما"، مشيرا إلى عدم خضوعهم للمراقبة والتفتيش من قبل الصهاينة.
وتقرر إرسال هذا الاسطول الجديد خلال اجتماع عقده أعضاء الحركة في العاصمة السويدية.