واصل الرئيس حسنى مبارك نشاطه الرسمى، وشهد أمس الاحتفال بتخريج الدفعتين (77) طيران وعلوم عسكرية جوية، فيما رفضت الخارجية الأمريكية التعليق على صحته، معتبرة أنه شأن يخص الحكومة المصرية، متمنية للرئيس فى الوقت نفسه «موفور الصحة». وظهر الرئيس خلال حفل التخرج، فى صحة جيدة، ودخل مكان الاحتفال مترجلا، وصعد إلى المنصة بشكل عادى. واستمر حضوره نحو الساعة. وشاهد مبارك عرضا جويا مبهرا لفريق "النسور الفضية"، ودخل فى مناقشة مع المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع، حول العرض وملاحظاته، كما قام بتقليد أوائل الدفعة (77) نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، تقديرا لتفانيهم فى أداء مهامهم طوال دراستهم بالكلية . فى سياق متصل، رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى، التعليق على صحة الرئيس مبارك .
وقال كراولى، فى مؤتمر صحفى عقده أمس الأول، إن الحديث حول صحة الرئيس مبارك متروك للحكومة المصرية، "وهى حرة فى التعليق حول وضعه الصحى"، مضيفا أن الحكومة الأمريكية مستمرة فى تقدير الدور الذى تقوم به مصر والرئيس مبارك فى حفظ السلام والاستقرار فى المنطقة، و"نحن نتمنى له موفور الصحة".
من جانبه، قال الكاتب الأمريكى براد مكدونالد، إن أى تغيير للقيادة السياسية فى مصر مستقبلا سيحدث تأثيرات كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى العلاقة مع إسرائيل.
وأضاف براد فى مقاله الأسبوعى بصحيفة "ترومبيت" الأمريكية أمس الأول، إن الشائعات الأخيرة حول الحالة الصحية للرئيس تثير المزيد من التساؤلات حول من سيخلفه فى السلطة، ومستقبل مصر خلال الفترة المقبلة، زاعما أن الانتقال السلس للسلطة فى القاهرة أمر "غير محتمل".
إلى ذلك يصل الرئيس التركى عبدالله جول إلى القاهرة الثلاثاء المقبل، فى زيارة رسمية لمدة يومين، يستقبله خلالها الرئيس مبارك، ويلتقى مع عدد من كبار المسؤولين المصريين.
نفى مصرى وكان مجدي راضي، المتحدث باسم مجلس الوزراء، قد نفى ما أوردته تقارير صحفية بشأن الحالة الصحية للرئيس حسني مبارك، خاصة في أعقاب تأجيل مباحثاته التي كانت مقررة يوم الأربعاء مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إلى الأحد القادم، وقال في مؤتمر صحفي أمس إن تلك التقارير غير صحيحة، وإن "الرئيس بصحة جيدة".
في الوقت الذي نفى فيه مسئول كبير بالحكومة المصرية تقارير عن سفر الرئيس إلى ألمانيا للخضوع لفحوصات طبية، وقال إن "ما نشر عن سفر الرئيس إلى ألمانيا شائعة. الرئيس بصحة جيدة" مضيفا إن مبارك سيعقد الاجتماعات الأسبوع المقبل كما هو مقرر، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن المسئول الذي لم تكشف عن هويته.
وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية ذكرت أن سبب تأجيل اجتماع مبارك مع عباس ونتنياهو سيسافر إلى ألمانيا لتلقي العلاج من جديد، وقالت في تقرير نشرته الثلاثاء إنه سيغادر خلال يومين إلى ألمانيا لإجراء فحوصات تستمر لمدة عشرة أيام.
وفي تل أبيب، ربطت تقارير صحفية بين تأجيل مباحثات عباس ونتنياهو بالقاهرة إلى الأحد القادم – دون توضيح أسباب- إلى "ظروف صحية" يمر بها الرئيس مبارك، وهو ما أثار حالة من القلق بين المسئولين الصهاينة، كما نقلت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية في تقرير نشرته الأربعاء.
وقالت الصحيفة "إن المسئولين في إسرائيل أعربوا عن قلقهم البالغ بشأن صحة الرئيس المصري، خاصة وأن إلغاء اجتماعه المقرر مع نتنياهو – للمرة الثانية- تزامن مع ترديد شائعات نشرتها بعض الصحف العربية والعالمية، حول أن صحة الرئيس مبارك تراجعت وأنه سيسافر إلى ألمانيا لمتابعة العلاج بعد العملية الجراحية التي كان قد أجراها هناك في مارس الماضي".
وأوضحت أن الاجتماع الذي كان مقررا عقده يوم الثلاثاء بين مبارك ونتنياهو تم تأجيله لمدة يوم واحد، ثم عادت مصر وطلبت تأجيله إلى يوم الأحد المقبل، وهو نفس ما جرى مع الرئيس الفلسطيني الذي كان من المقرر أن يلتقي الرئيس مبارك يوم الخميس وتأجل أيضا إلى الأحد المقبل، مشيرة إلى ردود أفعال على هذا التأجيل.
وذكرت الصحيفة أن مسئولين صهاينة كبار من المشاركين في تنظيم الاجتماع بين مبارك ونتنياهو قالوا إن التأجيل غير واضح الأسباب إلى الآن، إلا أنها أشارت إلى ما وسائل إعلام عربية مثل صحيفة "السفير" اللبنانية التي قالت إن الرئيس مبارك سيذهب إلى ألمانيا لتلقي علاج عاجل يومي الثلاثاء والأربعاء، مشيرة إلى أن المسئولين الصهاينة قالوا أن تأجيل اللقاء قد يكون راجعا إلى اعتبارات سياسية.
وفندت "هاآرتس" ما تردد من أسباب حول التأجيل المفاجئ، مشيرة إلى ما ذكرته مصادر فلسطينية بأن الرئيس مبارك لا يريد أن يلتقي رئيس الوزراء الصهيوني قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني، مؤكدة أنه ثبت خطأ هذا الرأي بعد أن أعلنت الخارجية المصرية تأجيل لقاء عباس أيضا.
وأشارت إلى آراء البعض بأن الرئيس مبارك يريد أن ينتظر ليرى نتائج لقاءات مبعوث الرئيس الأمريكي بارك أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل مع نتنياهو الجمعة وعباس السبت قبل أن يلتقي بهما ليعرف ما ستؤول إليه أوضاع المفاوضات خلال الفترة القادمة، مستندة في ذلك إلى تصريحات لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط قبل يومين قال فيها إن مصر ترى عدم وجود جدوى من المفاوضات المباشرة، في حال فشل المفاوضات غير المباشرة في التوصل لأي حلول ترضى الطرفين.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، تحت عنوان "مصدر للقلق.. لقاء مبارك نتنياهو يتأجل ثانية"، أن الرئيس المصري الذي من المتوقع أن يسافر إلى ألمانيا لتلقي العلاج لن يلتق رئيس الوزراء الصهيوني إلا يوم الأحد المقبل، كما سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية في ذات اليوم.
وأضافت إن اللقاء بين مبارك ونتنياهو تم تأجيله للمرة الثانية ليعقد الأحد المقبل بدلا من الأربعاء، بحسب ما أفاد بيان رسمي مصري وسط أنباء وتقارير عن أن الوضع الصحي "الخطير" للرئيس مبارك الذي من المتوقع أن يسافر إلى ألمانيا للعلاج، مؤكدة أنه سيلتقي نتنياهو وعباس كل على حدة.
بدوره، قال موقع "توج" الإخباري الصهيوني إن زيارة نتنياهو إلى مصر تم تأجيلها لأسباب فنية لبداية الأسبوع المقبل، وفقا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء، موضحا أن هذا هو التأجيل الثاني للزيارة التي تأتي وسط شائعات عن تدهور صحة الرئيس المصري، معتبرا أن التأجيل خلق مساحة واسعة من التخمينات على هامش الأنباء عن الوضع الصحي لمبارك، موضحا أنه في الأسبوع الماضي تم الكشف عن أنباء حول سفر مبارك خلال الأيام المقبلة للعلاج بألمانيا، فيما ترفض السلطات المصرية الكشف عن أي تفاصيل عن الوضع الصحي للرئيس المصري.