قامت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الجمعة، بنشر عدة نصائح قدمها مجموعة من الخبراء السياسيين الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من أجل وضع البلاد في المسار الديمقراطي. جاء هذا في افتتاحية الصحيفة اليوم الجمعة قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر بعد غد الأحد، لبدء "الحوار الاستراتيجي" مع حكومة الانقلاب، مشيرة إلى أنها فرصة ذهبية لتصحيح تصوراته عن النظام العسكرى فى مصر والضغط عليه. وإلى نص الافتتاحية: منذ عامين، صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن القوات المسلحة في مصر " تستعيد الديمقراطية" عبر الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، وملاحقة أنصاره. وقد أثبتت الأحداث المتلاحقة التي شهدتها مصر خطأ مزاعم كيري، إذ تحولت مصر إلى ساحة لقمع المعارضين والصحفيين والنشطاء الحقوقيين بل وحتى النشطاء العلمانيين الذين أشعلوا فتيل ثورة ال 25 من يناير 2011، وليس فقط مؤيدى الشرعية وعلى الرغم من أن السيسي قد خلع ردائه العسكري، تم إرجاء الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر لها في مارس الماضي إلى أجل غير مسمى. وحتى إذا ما حدث وأجريت، ستكون العملية الانتخابية النزيهة ضربا من ضروب المستحيل. ومع ذلك، يعود كيري من جديد إلى القاهرة بعد غد -الأحد- لبدء " الحوار الاستراتيجي" مع حكومة السيسي. وتعد زيارة المسئول الأمريكي فرصة ذهبية لتصحيح تصوراته عن نظام العسكر والضغط عليه للعودة إلى المسار الصحيح. فبعد محاولات لمعاقبة نظام العسكر عبر إجراءات مثل تعليق تسليم مروحيات عسكرية للقاهرة، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تبارك ما يحدث في مصر، مستخدمة سلطاتها في رفع القيود التي فرضها الكونجرس على مساعدات سنوية أمريكية لمصر تُقدر بأكثر من مليار دولار. وقال مسئولون أمريكيون إن السياسة الحالية المتبعة مع مصر تهدف إلى مساعدة الأخيرة على تحقيق الانتصار في معركتها ضد ما يسمى الإرهاب، ومن بينه ذلك تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمتمركز في سيناء. لكن وفي ظل حكم السيسي، تنامت وتيرة العنف مع امتداد الهجمات من سيناء إلى القاهرة بل وحتى الأماكن السياحية المهمة مثل الأقصر. وقد بعثت مجموعة من الخبراء السياسيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولاياتالمتحدة برسالة إلى جون كيري الأسبوع الماضي والتي جاء فيها: “ عبر غلق كافة وسائل التعبير السلمي في وجه المعارضين السياسيين وكذا المنظمات الأهلية والشخصيات الإعلامية، يشعل النظام المصري النار التي طالما ذكر أنه يريد إطفائها.” وتابعت:” العنف الممنهج- قتل الآلاف في المظاهرات وسجن عشرات الآلاف مع وجود وثائق تثبت حالات تعذيب أو اختفاء قسري، كل ذلك يخلق دافعا لدى المصريين للانضمام إلى الجماعات المسلحة.” وكتبت مجموعة أخرى تتألف من سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، رسالة أخرى إلى كيري يعربون فيها عن مخاوف مشابهة، والتي جاء فيها: “ ظل العنصر الأساسي في السياسة الخارجية الأمريكية متمثلا دائما وأبدا في دعم حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية والجمعيات الأهلية.” وتابعت الرسالة:” في علاقة الولاياتالمتحدة ومصر، نخشى أن تكون تلك المبادئ الأساسية قد ألقي بها من النافذة.” في غضون ذلك، وجهت مجموعة العمل التي يترأسها ميشيل دون من مؤسسة " كارنيجي إندومنت للسلام الدولي" وروبرت كاجان من معهد " بروكينجز"، بعض النصائح للنظام المصري، والتي تلخصت في وجوب إنهاء المحاكمات السياسية وإلغاء أحكام الإعدام ووقف قمع الصحفيين والجمعيات الأهلية ومراجعة السياسات المتبعة في سيناء والبدء الفوري في عملية مصالحة وطنية.