دائما ما كان مسلسل الإهمال هو المتسبب في الكثير من الحوادث التي شهدتها مصر على مدار العقود السابقة وراح ضحيتها العديد من الأبرياء دون أن يعاقب المتهم المتسبب في ذلك بل في أغلب الأحيان يتم تكريمه أو ترقيته هكذا الحال في بلادنا. جاءت حادثة غرق مركب الوراق بمحافظة الجيزة مساء الأربعاء الماضى لتضاف لسجل كوارث الإهمال والتي أسفرت عن مصرع أكثر من 20 شخصًا وإصابة 6 عقب اصطدام صندل به. سمير سلامة، رئيس النقل النهري بعد إقالته من منصبه بسبب الحادث خرج ليصرح عقب إقالته بأنه عاد إلى منصبه السابق رئيسًا للإدارة المركزية للملاحة بالنقل النهري، موضحًا أنها وظيفة غير قيادية لكنها لا تمنعه من تولي أي وظيفة قيادية بعد ذلك، مشيرًا إلى أنه تم إعفاؤه من منصبه حتى انتهاء التحقيقات التي تجريها النيابة العامة رغبة منه فى العودة مرة أخرى لمنصبه كرئيس للنقل. لم يتوقف الأمر على ذلك فبعد قرار المهندس إبراهيم محلب بعزل رئيس هيئة النقل من منصبه قررت وزارة النقل تكريمه من خلال تعيينه مستشارًا من الدرجة "ب" في الوزارة دون اعتبار للكارثة الجسيمة في غرق مركب الوراق ومسئوليته عنها لتبقى دماء الضحايا في رقبة الحكومة بعد كل حادثة تلو الأخرى دون محاسبة حقيقية للمسئولين. كما تردد في أوساط الهيئة أن سمير سلامة عضو بهيئة الصنادل النهرية بالشركة. وبعد 8 أيام على غرق مركب الوراق لازالت عمليات البحث عن جثتين لسيدة حامل وطفل في الثامنة من عمره جارية لانتشالها من مجرى النهر، في الوقت الذي تشكو فيه أسر الضحايا من تقاعس المسئولين وعدم تحركهم بالسرعة المطلوبة. وانتقد تامر عثمان، عم الطفل عثمان أحمد غريق مركب الوراق 8 سنوات، عدم وجود تفتيش على المراكب المخالفة، قائلًا: "الحكومة ضربت علينا نار فى الهوا وشدوا الأجزاء على أبو عثمان لما قعد فى الشارع وقال عاوز جثة ابني وكانوا هيضربوه بالنار لو ابن أحد من المسئولين حصل فيه كده كانت الدنيا اتشالت واتحطت". وطالب تامر، عبدالفتاح السيسي بإرسال عدد من قوات البحرية بالجيش لانتشال جثة الطفل والسيدة الغرقى، قائلًا: "عاوزين ضفادع بشرية من الجيش يبحثوا عن عيالنا وعيالك ياسيسي، احنا اتبهدلنا ومشفناش حاجة من البلد دي".