رأى عدد من الخبراء أن الهجوم الاستشهادى المزدوج الذي نفذته امرأتان في مترو موسكو قد يكون عملية انتقامية ل "إمارة القوقاز الإسلامية" ردًا على قتل قوات الاحتلال الروسية لاثنين من كبار قادتها. وقال المحلل اليكسي مالاشينكو من مؤسسة "كارنيجي" إن "الانفجارات في موسكو لم تفاجئنا. فقد أعلن المقاتلون الجهاد في روسيا منذ نهاية ديسمبر". وأضاف أن تهديدات المقاومة الشيشانية، التي غالبًا ما تنشر على موقعهم "كفاكازسنتر.كوم"، قد ازدادت في الأسابيع الأخيرة بعد استشهاد اثنين من قادتهم. وكانت قوات الاحتلال الروسية قد قتلت، الأربعاء الماضي، حليفا للزعيم الشيشاني دوكو عمروف، هو انزور استميروف، الذي يتمتع بشعبية لدى المجاهدين والمسئول عن هجوم وقع في أكتوبر 2005، في منطقة القبردي بلقار (القوقاز الشمالي) أسفر عن أكثر من 100 قتيل. وفي السادس من مارس، أعلنت قوات الاحتلال الروسية أنها قتلت في أنجوشيا قائدًا آخر للمجاهدين الإسلاميين هو سعيد بورياتسكي، الذي نفذ، كما تقول أجهزة الاستخبارات الروسية الهجوم على قطار نفسكي اكسبرس في 27 نوفمبر وأسفر عن 28 قتيلاً. وقال مالاشينكو إن الهجوم المزدوج يرمي إلى "الانتقام للقائدين اللذين قتلا". ولاحظ الخبير أن "جيلاً جديدًا من المقاتلين قد كبر في القوقاز حيث افتتحت في الفترة الأخيرة مدرستان جديدتان لتدريب التفجيريين". وفي السياق، أعرب نيكولاي كوفاليف، النائب الحالي، والرئيس السابق لأجهزة الأمن الروسية عن اعتقاده بأن المرأتين اللتين نفذتا تفجيري الاثنين، هما بالتأكيد "مقربتان من سعيد بورياتسكي". ونقلت وكالة "روسبالت" عن كوفاليف قوله "إن التفجير الذي وقع قرب مقر أجهزة الأمن في محطة لوبيانكا، هو رد على العملية التي نفذت بنجاح ضد مجموعات خارجة على القانون في شمال القوقاز"، على حدزعمه. ومن جانبه، قال مركز "انتلسنتر" الأمريكي للدراسات إن "الرواية الأكثر احتمالاً هي أن إمارة القوقاز الإسلامية التي يتولاها دوكو عمروف تقف وراء" الانفجارات في موسكو. وأضاف أن أعضاءها هددوا مرتين في الأشهر الأخيرة بمهاجمة "مدنيين روس في منازلهم". وقال إن "هذه المجموعة أثبتت في الوقت نفسه قدرتها على شن هذا النوع من الاعتداءات وعبرت عن رغبتها في ذلك"، حسب قوله. يذكر أن الهجوم الذي وقع الاثنين (29-3)، وأسفر عن 38 قتيلاً على الأقل بالإضافة إلى الاستشهاديتين، هو أول هجوم واسع النطاق يقع في العاصمة الروسية منذ ست سنوات. فشل الإستراتيجية الروسية وعلى صعيدٍ متصل، أعرب عدد من الخبراء عن اعتقادهم بأن انفجارات المترو تثبت خصوصًا فشل الإستراتيجية الحكومية. واعتبر أوليج أورلوف، مدير منظمة ميموريال غير الحكومية، أن الهجوم يعبر عن استياء شامل للناس الذين غالبًا ما تداس حقوقهم تحت الأقدام. وقال جريجوري شيدوف رئيس موقع "كفكاز-اوزل.رو" المستقل للمعلومات إنه "على رغم الجهود التي تبذلها السلطة لإجراء حوار مع شمال القوقاز، لم تحصل بعد تغيرات ملموسة في المنطقة". وأضاف أن "حقوق الانسان مازالت منتهكة في المنطقة.."، مؤكدًا أنه يتخوف "من استمرار الأعمال التفجيرية خارج القوقاز". وكان الرئيس الروسى ديمتري مدفيديف قد قام في أواخر يناير بمحاولة جديدة لترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة، فعين على رأسها رجل الأعمال والسياسي الواسع النفوذ اليكساندر خلوبونين، على أمل أن يؤدي انتعاش اقتصادي إلى الحد من أعمال المقاومة. لكن مالاشينكو قال إن "الهجوم التفجيري يمكن أن يكون ردًا على هذا التعيين".