قتل 37 روسياً وأصيب 65 أخرون فى هجومين تفجيريين نفذتهما مهاجمتان استشهاديتان في عربتي مترو مزدحمتين خلال ساعة الذروة الصباحية الاثنين (29-3). وقال شهود عيان أن حالة من الفزع قد سادت عربتي المترو اذ سقط الناس فوق بعضهم البعض وسط دخان وغبار كثيف فيما كانوا يتدافعون للهرب. وأمر الرئيس الروسى ميدفيديف بتعزيز اجراءات الامن في أنحاء روسيا ووضعت جميع المطارات في حالة تأهب. ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسئوليتها عن أقوى هجوم تشهده العاصمة الروسية منذ ست سنوات ولكن رئيس جهاز الامن الاتحادي الكسندر بورتنيكوف رجح أن تكون المفجرتان من شمال القوقاز الروسي حيث تحتل موسكو بلادا إسلامية هى جمهوريات الشيشان وداغستان والانجوش المجاورتين لها.
ووقع الانفجار الاول قبيل الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (04.00 بتوقيت جرينتش) في العربة الثانية من مترو كان متوقفا في محطة لوبيانكا القريبة من مقر جهاز الامن الداخلي الروسي الرئيسي (اف.اس.بي) مما أدى الى سقوط 23 قتيلا على الاقل.
وقالت متحدثة باسم وزارة الطواريء بالهاتف ان انفجارا اخر وقع بعد حوالي 40 دقيقة في العربة الثانية من مترو كان متوقفا في محطة بارك كولتوري مما أسفر عن وقوع ما بين 12 و14 قتيلا آخرين.
تدابير احتياطية وفى نيو يورك، أعلنت الشرطة تشديد تدابيرها الأمنية الاثنين (29-3)، في مترو الأنفاق بعد الهجوم الاستشهادي المزدوج الذي أسفر عن 37 قتيلا على الأقل في موسكو.
وقال جون جريمبل المتحدث باسم شرطة نيويورك "ردا على اعتداءات موسكو، ستزيد شرطة نيويورك حضورها في مترو الأنفاق بالمدينة".
وأشار جريمبل إلى أن نيويورك لا تواجه حتى الآن تهديدا معينا، وأن هذه التدابير قد اتخذت فقط على سبيل الاحتياط.
ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل عن تلك التدابير، لكن عدد عناصر الأمن ارتفع بشكل ملحوظ عن السابق وخصوصا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في مترو الأنفاق، وظهرت الكلاب المدربة على الكشف عن المتفجرات وزاد الموظفون من عمليات تفتيش حقائب المسافرين.
وأسفر الهجوم المزدوج الذي استهدف مترو الأنفاق في موسكو الاثنين عن 37 قتيلا على الأقل و65 جريحا، كما ذكر سيرجي شويجيو وزير الأوضاع الطارئة الروسي.
نصر زائف وكان القادة الروس قد أعلنوا النصر في معركتهم ضد المجاهدين الشيشان الذين قاتلوا لمدة عامين ضد موسكو.
وقال يوري لوجكوف رئيس بلدية موسكو للصحفيين ان "انتحاريتين نفذتا الهجومين".
وقال الادعاء الروسي انه فتح تحقيقا بعد أن عثر خبراء الطب الشرعي على أشلاء احدى المهاجمتين.
وذكر رجل لم يتم الكشف عن هويته كان في المترو في بارك كولتوري لوكالة الاعلام الروسية في مقابلة بالفيديو "كنت في وسط القطار حين دوى انفجار في العربة الاولى او الثانية. شعرت بالذبذبات تتردد في جسدي".
وأضاف "الناس كانوا يصرخون. كان هناك الكثير من الدخان وفي غضون دقيقتين تقريبا غطي الدخان كل شيء".
وحشية روسية وأعطى الرئيس الروسي أوامره لكبار المسئولين ب "محاربة الارهاب دون تردد وحتى النهاية ". وفي اشارة الى الاتهامات التي توجه للقوات الروسية بالتصرف بوحشية ضد المدنيين في الشيشان زعم ميدفيديف انه يجب احترام حقوق الانسان خلال عمليات الشرطة.
ومع سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى يكون هذا أسوأ هجوم تشهده موسكو منذ فبراير 2004 عندما قتل 39 شخصا على الاقل وأصيب أكثر من 100 في تفجير استشهادي داخل مترو.
وألقي باللائمة على المجاهدين الشيشان في ذلك الهجوم ومن المرجح أن تتركز الشكوك على شمال القوقاز حيث توعد زعيم المجاهدين دوكو عمروف الذي يقاتل من أجل اقامة امارة اسلامية مستقلة تشمل المنطقة بالكامل في 15 فبراير بأن ينقل الحرب الى المدن الروسية.
قوة جديدة وكان زعيم المجاهدين الشيشان قد قال في مقابلة على موقع غير رسمي على الانترنت للمقاومة الاسلامية فى الشيشان "لن يقتصر الدم على مدننا وبلداتنا (في القوقاز). الحرب ستأتي الى مدنهم".
وبدأت المقاومة في الشيشان في التسعينيات من القرن الماضى كحركة استقلالية أشعلها الاحساس بالظلم بسبب نقل الكثير من الشيشانيين الى اسيا الوسطى مما تسبب في وفاة اعداد هائلة منهم خلال حكم جوزيف ستالين، بالإضافة إلى سماح الاتحاد الروسى باستقلال جمهوريات البلطيق إثر انهيار الاتحاد السوفياتى القديم فيما تم قمع المطالبين بنفس الحقوق بالنسبة للجمهوريات الإسلامية. ومؤخرا يقول مسئولون روس ان "متشددين اسلاميين" من خارج البلاد انضموا الى الحملة مما أكسبها قوة جديدة.
واعلن مصدر امني في هيئة الامن الفدرالية الروسية ان عمليتي التفجير فى محطتي مترو لوبيانكا وبارك كولتوري قد نجمتا عن هجوم امرأتين استشهاديتين . وقال المصدر ان "المعلومات التي توفرت تشير الى ان الانفجارين فى مترو موسكو قد نفذا على ايدي امرأتين انتحاريتين". مضيفا "التحقيق الأولي أظهر أن الانفجار الذي دمر العربة نتج عن عبوة ناسفة تتراوح قوتها من 500 إلى2000 جرام من مادة "التروتيل" التي انفجرت على ارتفاع 100120 سم وكانت مثبتة على جسم امرأة على الأرجح".
واشار الى انه قد تم تشكيل موقع ميداني يقوم بما يلزم من التحريات والتحقيقات العاجلة اضافة الى ابلاغ الرأي العام بتطورات الوضع من خلال وسائل الاعلام.
وكان مصدر فى وزارة الطوارئ الروسية قد اعلن صباح الإثنين انفجارين دويا داخل نفق المترو فى موسكو ووقع الانفجار الاول منهما فى محطة المترو لوبيانكا والآخر فى محطة المترو بارك كولتوري، وأنهما أديا الى وقوع عدد كبير من القتلى بلغ 102 شخص بين قتيل وجريح.