كشفت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية في عددها الصادر الجمعة (5-3)، النقاب عن ان الجيش الصهيوني قد الغى مؤخرا مناورة تجنيد واسعة النطاق، وذلك خشية ان يتم تفسيرها في سورية كاستعداد للحرب. وكانت الادارة الامريكية قد حذرت الدولتين، الصهيونية وسورية، من اندلاع حرب بينهما نتيجة لتقديرات خاطئة حول نوايا كل دولة.
وبحسب المراسل العسكري للصحيفة، عاموس هارئيل، المرتبط جدا مع المنظومة الامنية في الدولة الصهيونية، فان المناورة التي اطلق عليها اسم (حجارة النار 12)، والتي اجريت الاسبوع الماضي، لم تتضمن بشكل متعمد محاكاة حرب مع سورية، وانما فقط مواجهات بين الكيان الصهيونى وحزب الله في لبنان، ومع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في قطاع غزة، لافتا الى انّ الهدف من الغاء المناورة، كما قالت المصادر الامنية في تل ابيب، جاء بهدف تخفيف التوتر على الجبهة السورية.
واضافت المصادر عينها ان الجيش تجنب منذ البداية تحشيد قوات نظامية كبيرة وتجنيد الاحتياط، خشية ان يتم تفسير ذلك من قبل سورية كاستعداد للحرب، بالاضافة الى ذلك، فقد تمّ نقل رسائل تهدئة الى سورية، عن طريق التصريحات العلنية او القنوات غير المباشرة، وتابعت انّ الامر، اي الغاء التدريب، لا يعني بأيّ حال من الاحوال، ان لا يقوم الجيش الصهيوني في المستقبل المنظور باجراء تدريبات واسعة النطاق، وفق التوقيت الذي يقرره وزير الحرب، ايهود باراك، والقائد العام لهيئة الاركان في الجيش، الجنرال جابي اشكنازي.
ونقل المراسل الصهيوني عن مصادر في جيش الاحتلال قولها انه قد تم الغاء قسم من المناورة لتخفيف حدة التوتر على الحدود السورية.
ولفتت الصحيفة الصهيونية في هذا السياق الى اجتماع الرئيسين الايراني، محمود احمدي نجاد، والسوري، الدكتور بشار الاسد، مع الامين العام لحزب الله، الشيخ حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل في العاصمة السورية، دمشق.
علاوة على ذلك، كتبت الصحيفة انّه الى جانب النشاط الواسع لحزب الله في جنوب لبنان، والتي وصفتها بانها تتركز في المناطق المأهولة في البلدات اللبنانية، جدد حزب الله تواجده في ما تسميه المصادر الامنية الصهيونية بالمحميات الطبيعية وفي المواقع الواقعة في المناطق المفتوحة والتي سبق ان تواجد فيها قبل الحرب العدوانية الاخيرة على لبنان في صيف 2006.
وادعت الصحيفة ايضا ان عناصر حزب الله يقومون بذلك بشكل هادئ، وانهم يتحركون بلباس مدني لتجنب ضبطهم من قبل قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، العاملة في الجنوب اللبناني منذ ان وضعت حرب لبنان الثانية اوزارها، كما انّ حزب الله يتجنب الوقوع في مصيدة القرار 1701 ويُتهم بانّه قام بخرقه وهو القرار الذي اتخذ في مجلس الامن الدولي ووضع حدا للعدوان الصهيوني على لبنان في الثالث عشر من شهر آب (اغسطس) من العام 2006.
ولفت المراسل الصهيوني في سياق تقريره الى ان وزير الحرب، ايهود باراك، كان قد صرح الاسبوع الماضي، في محاضرة في معهد "واشنطن لدراسات الشرق الاوسط"، خلال زيارته للولايات المتحدةالامريكية بانّ الدولة الصهيونية تتابع عن كثب ما يجري في لبنان، وانّه حان الوقت للتباحث في ذلك بشكل مباشر وحقيقي، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة الصهيونية عن وزير الحرب باراك قوله في نفس المحاضرة انّ الاساس لقرار 1701 هو وضع حد للوضع غير السوي لحزب الله في لبنان، ولكنه بدلا من حل المشكلة فقد جعلها اكثر تعقيدا، على حد وصفه.
وبحسب وزير الحرب الصهيوني فانّ حزب الله يمتلك الان اكثر من 45 الف صاروخ في لبنان، وهو رقم يزيد عن التقديرات الصهيونية السابقة، بالاضافة الى ذلك اكد في سياق محاضرته في واشنطن على انّه في حال تعرض الكيان الصهيونى لهجوم فانه لن يلاحق الارهابي المنفرد، وستكون الحكومة اللبنانية ومصادر الرعاية والتمويل جزءً من المعادلة، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قال المراسل الصهيوني، ان باحثين امريكيين نشرا مقالا على موقع "معهد واشنطن" جاء فيه انّه من المحتمل انّ سورية قامت بتسليح حزب الله بصواريخ كتف مضادة للطائرات من انتاج روسي، من طراز (ايجلا اس - 24).
وبحسب الباحثين الامريكيين فانّ هذه الصواريخ تشكل خطرا على طائرات (اف 16) التابعة لسلاح الجو الصهيوني، والتي تحلق في سماء لبنان، الامر الذي قد يؤدي الى التقليل من تفوق سلاح الجو الاسرائيلي على الجيوش العربية مجتمعةً.
كما اشار المحلل العسكري الصهيوني الى انّه سبق وان صرح مسئولون امريكيون لوسائل اعلام عربية بانّ سورية تقوم بتدريب عناصر حزب الله على استخدام منظومات مضادة للطائرات من طراز (اس -2).
علاوة على ذلك، زادت "هاآرتس" الصهيونية، أنه قد تم نشر تقارير سابقة جاء فيها انّه من الممكن ان تقوم سورية بتسليح حزب الله بصواريخ مضادة للطائرات من طراز (اس 8)، التي تعتبر متطورة جدا.
بالاضافة الى ذلك، كتب الباحثان الامريكيان انّه تمّ احباط محاولات كثيرة من قبل حزب الله لضرب اهداف صهيونية ردا على اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية، وبحسبهما فانّه في العام 2008 تمّ الكشف عن 6 مخططات لضرب اهداف صهيونية في تركيا من قبل حزب الله.
جدير بالذكر ان الصحيفة الصهيونية كانت قد نشرت نبأ الاسبوع الجاري جاء فيه ان الولاياتالمتحدةالامريكية وجهت لسورية رسالة حادة طالبتها من خلالها بوقف تزويد منظمة حزب الله اللبنانية بالاسلحة، الا انّ القيادة السورية لم تُعلّق على الموضوع.