اتهمت الحكومة السورية الكيان الصهيونى الأربعاء (3-2)، بدفع منطقة الشرق الأوسط نحو حرب جديدة. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس السورى بشار الأسد، أثناء اجتماع مع وزير الخارجية الاسباني ميجيل أنخيل موراتينوس، قوله "كل الوقائع تشير الى أن اسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس باتجاه السلام. اسرائيل غير جادة في تحقيق السلام".
وزعم موراتينوس الذي عاد مؤخرا من زيارة للكيان الصهيونى ان الحكومة الصهيونية لم تبد له وكأنها تريد حربا.
وأضاف قائلا "عدت من اسرائيل ولم اسمع أي قرعات لطبول الحرب. سمعت قرعات طبول السلام".
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي لاحق مع موراتينوس ان الكيان الصهيونى "يزرع مناخ الحرب في المنطقة" بالتهديد بمهاجمة إيران ولبنان وقطاع غزة.
وسعت سوريا الى استئناف المحادثات مع الصهاينة مع تصاعد المواجهة بين حليفتها إيران والغرب وبين الكيان الصهيونى بشأن أنشطة طهران النووية.
وقال المعلم للصحفيين في دمشق "وأنا أقول لهم كفى لعب دور الزعران ( البلطجية)".
وانهارت المحادثات غير المباشرة بين سوريا والكيان الصهيونى، والتي كانت تتوسط فيها تركيا أثناء العدوان الصهيوني لغزة في ديسمبر من العام 2008.
وأوضح مسئولون سوريون ان سوريا تفضل ألا تنجر إلى أي مواجهة عسكرية تضم إيران إذا ما هوجمت منشآتها النووية.
وقال المعلم "لا تختبروا أيها الإسرائيليون عزيمة سوريا. تعلمون ان الحرب في هذا الوقت سوف تنتقل الى مدنكم. عودوا الى رشدكم واسلكوا طريق السلام".
وتريد دمشق التزاما صهيونيا بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلها الكيان الصهيونى في حرب يونيو العام 1967. وتقول الحكومة الصهيونية أنها مستعدة لاستئناف المحادثات مع سوريا دون شروط مسبقة.
ليبرمان والأسد وفى تل أبيب، واصل وزير الخارجية الصهيوني افيجدور ليبرمان تطاولة على الحكام العرب، فبعد أن وجه إهانات مباشرة للرئيس المصرى مبارك قبيل توليه وزارة الخارجية فى الكيان الصهيونى، وجه ليبرمان تحذراته للرئيس السوري بشار الأسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" إذا ما شن حربا على الكيان الصهيونى، وذلك في أعنف تصريحات من مسئول في تل أبيب ضد دمشق.
وفي المقابل ، أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو انه مستعد للقبول بوساطة من اجل استئناف مفاوضات السلام بين الدولة الصهيونية وسوريا.
وقال ليبرمان، خلال مؤتمر صحفي الخميس (4-2)، مخاطبا الأسد "عندما تقع حرب جديدة ، لن تخسرها فقط ، بل ستخسر السلطة أيضا ، أنت وعائلتك".
وأضاف ان الأسد "لا تهمه أرواح الناس ولا القيم الإنسانية, وإنما يهتم بالسلطة فقط".
وفى الوقت نفسه، أعلن نتانياهو انه مستعد للقبول بوساطة من اجل استئناف مفاوضات السلام بين الكيان الصهيونى وسوريا ، والمجمدة منذ أكثر من عام.
وجاء في بيان رسمي صادر عن مكتب نتنياهو ان "رئيس الوزراء صرح مرارا انه مستعد للذهاب الى اي مكان من اجل التفاوض مع سوريا من دون شروط مسبقة".
وأضاف زاعما "ولكن للأسف فان سوريا تضع عراقيل وتمنع حصول مفاوضات على ترتيبات تؤمن السلام والأمن والنمو الاقتصادي لجميع الأطراف".
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد حذر الكيان الصهيونى أمس الاربعاء، من مغبة شن اي حرب على سوريا لأنها في هذه الحالة ستتحول الى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الصهيونية، على حد قوله.
وجاءت تصريحات الوزير السوري ردا على تعليق لوزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بأن تل أبيب قد تجد نفسها في مواجهة عسكرية مع سوريا إذا لم تتوصلا إلى اتفاق سلام. وكانت سوريا والكيان الصهيونى قد دخلا في مفاوضات غير مباشرة برعاية تركيا في مايو 2008، ولكن هذه المفاوضات توقفت اثر العدوان الصهيونى على قطاع غزة في ديسمبر 2008.