استمر استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة بجميع أنحاء مصر. فبعد تفجر فضيحة استخدام هذه المياه فى زراعة المحاصيل والفاكهة فى الجيزة وبعض محافظات الوجه البحرى، حاول مسئولو الحكومة التعمية عليها، ثم اضطروا مجددا بالاعتراف بالفضيحة وزعموا أنهم بصدد اتخاذ الإجراءات لمنع استخدام مياه الصرف فى الزراعة واستخدام المياه النقية بدلا منها. إلا أن فضيحة أخرى تكشفت معالمها فى الصعيد هذه المرة، حيث تشرب قرى بأكملها فى محافظة أسيوط مياها مخلوطة بمياه الصرف الصحى، كما اشتكى المزارعون مر الشكوى من عدم توافر مياه الرى مما اضطرهم لزراعة ورى 11 ألف فدان بالخضراوات والفاكهة والقمح بمياه المجارى فى قرى مركز القوصية بأسيوط، ويبدو ان هناك تعليمات من المسئولين لسيارات الصرف بأن تلقى حمولاتها من مياه الصرف فى الترع والزراعات، الواقعة غرب مدينة أسيوط.
قال جمال ثابت، من الفلاحين، إن سيارات الصرف الصحى التابعة لمجلس المدينة وأخرى خاصة بالأهالى تفرغ حمولاتها من مياه الصرف فى الزراعات وفى ترعة «مير» التى تروى نحو 11 ألف فدان، وتمر بزراعات عدد كبير من القرى، منها مير وبنى إدريس وبنى صالح وبنى هلال والصبحة، لافتاً إلى أنهم يفاجأون بغرق زراعاتهم بمياه الصرف، ويستغل السائقون غيابهم لتفريغ حمولات مياه الصرف وسط الزراعات، وأضاف محمد أحمد، من الفلاحين، أنهم أرسلوا شكاوى عديدة إلى المحافظة والبيئة والزراعة دون جدوى.
وأكد المهندس عبد العزيز هريدى، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، أن مجلس مدينة القوصية هو المسئول عن تنفيذ قرارات الوزير بإزالة الزراعات التى تروى بمياه الصرف الصحى، وأن مديرية الزراعة ليست لديها آلية وتنحصر مسئوليتها فى إخطار الجهات المسئولة وهى هيئة مياه الشرب والصرف الصحى ومجلس مدينة القوصية.
اختلاط مياه الشرب والصرف من جهة أخرى، تعانى قريتا 34 و37 بمنطقة حفير شهاب الدين، التابعة لمركز بلقاس من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى بعد توقف مشروع الصرف الصحى بالقريتين منذ 8 سنوات، مما تسبب فى انتشار الأمراض لاضطرار الأهالى للشرب من المياه المختلطة بالصرف، ورغم تقدمهم بالعديد من الشكاوى للمسئولين فإن أياً منهم لم يتدخل لإنهاء معاناتهم.
وقال السيد محمد عبد القادر من قرية 34: «نعيش مأساة حقيقية منذ أكثر من 8 سنوات لاختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى مما تسبب فى غرق الشوارع بمياه المجارى وتسربها إلى خط مواسير مياه الشرب بعد رفض المسئولين تشغيل الخط الجديد بحجة عدم وجود ميزانية لشراء 100 متر مواسير وماكينة الرفع بتكلفة 400 ألف جنيه، الأمر الذى حول القرية إلى مستنقع كبير تعيش فيه أنواع من الحشرات الطائرة والزواحف والديدان الغليظة التى تنقل الأمراض.
96% من ناحية أخرى اعترف محافظ الشرقية المستشار يحيي عبد المجيد، بأن الصرف الصحي بالمحافظة يمثل "مشكلة مزمنة", وأن 96% من قري المحافظة محرومة من الصرف الصحي.
وزعم المحافظ أنه قد تم الانتهاء من إنشاء10 محطات معالجة في 20 قرية, وإنه سيتم الانتهاء من تنفيذ بقية المحطات التي يبلغ عددها 127 محطة خلال3 سنوات, كما يجري إعداد الدراسات الفنية ل120 قرية أخري.