وتستمر انتهاكات العسكر التي لا تنهي وبطاجتهم علي أبناء الشعب المصري الحر ففي أواخر العام قبل الماضي 2013، اختفى قسريًا مجموعة من الشباب في تواريخ مختلفة، وتم وضعهم في سجن العازولي العسكري، ليتم ترحيلهم لسجن العقرب في مارس 2014، دون عرضهم على النيابة، ليواجهوا اتهامات بالقضية المعروفة إعلاميًا ب"خلية عرب شركس"، وتنفيذ تفجيرات وقعت خلال فترة احتجازهم التعسفي – وفقًا لنشطاء ومحامين- ليتم إعدامهم فيما بعد. إعدام المواطنين ال 6 أثار تخوفات جديدة حول مصير ما يزيد على ألف معتقل قسريًا في السجون المصرية، وسط توقعات وفقًا لمهتمين بالشأن الحقوقي من تلفيق قضايا لمن هم خلف القضبان دون عرض على النيابة. وفي الفترة الأخيرة زادت حدة عمليات الاختطاف القسري والممنهج بحق المعارضين، يتم خلالها وفق روايات لمختطفين قسريًا – فضَّلوا عدم الكشف عن هوياتهم- جرى إطلاق سراحهم فيما بعد، التعرض لشتى أنواع التعذيب وصل خلالها بعض الحالات للموت، واختلاق اتهامات باطلة ثم الظهور على شاشات التلفزيون للاعتراف تحت وطأة التعذيب بجرائم لم يرتكبوها. أرقام مفزعة "الحرية للجدعان"، من جانبها قالت إنها وثقت 163 حالة إخفاء قسري أو احتجاز دون تحقيق، منذ إبريل 2015، في 22 محافظة مختلفة، بينهم 66 حالة إخفاء قسري مستمرة تم التأكد من استمراريتها، و31 حالة إخفاء قسري بدون متابعة، لم يتم التمكن من متابعتها، لتبلغ حالات الاختطاف أكثر من 600 في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، إضافة إلى 600 حالة أخرى تقريبًا في الشهور التالية لما بعد الانقلاب علي الرئيس مرسي وفض رابعة، وفق ناشطين. وأضافت الحركة، أنه تم رصد 64 حالة إخفاء قسري منتهية؛ حيث تم التأكد من ظهورها لاحقًا بعد مرور أكثر من 24 ساعة احتجاز دون وجه حق، بالإضافة إلى حالتي وفاة إسلام عطيتو، طالب كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وصبري الغول أحد أبناء قبيلة الفواخرية بمدينة العريش. أشارت الحركة، في تقرير، إلى أن محافظة القاهرة الأكبر من حيث عدد حالات الإخفاء القسري بعدد 60 حالة، تلتها محافظة كفر الشيخ ب31 حالة، ثم الجيزة 16 واقعة، الدقهلية 13 حالة، في حين خلت 5 محافظات فقط من حالات الإخفاء القسري وهي: "السويس ومطروح والبحر الأحمر والوادي الجديد وجنوب سيناء". وفي ذات السياق، أعلنت هيومن رايتس مونيتور، تقدمها بشكوى عاجلة للأمم المتحدة، تضمنت 44 حالة من الاختفاء القسري الذي تعرض له 44 من المواطنين المصريين. وأوضحت المنظمة - في تقرير- تزايد ظاهرة اختطاف مواطنين وإخفائهم قسريًا من قبل الشرطة، دون التعرف على مصيرهم، كما وثقت نحو 30 حالة اختفاء قسري خلال شهر مايو بينهم ثلاث فتيات، واستمرار اختفاء 13 مواطنًا من الشهرين السابقين. بالأسماء.. ضحايا شهر مايو ومن بين الحالات التي وثقتها المنظمة: "محمد لطفي توفيق عبدالغني بمحافظة المنيا، محمد طلبة عبدالشافي سلامة طالب كلية الهندسة، بمحافظة كفر الشيخ، عزت علي عبدالباقي، من منزله بحي فيصل بالجيزة، الطالب بالفرقة الثالثة كلية الهندسة بجامعة المنصورة محمد فتحي عميش، من المدينة الجامعية، سلام سيد علي عبدالقوي، طالب الصف الثالث الثانوي، بقاعة المحكمة التي تنظر فيها قضية شقيقه المعتقل في إحدى المؤسسات العقابية بمدينة شبرا الخيمة بالقليوبية، مصاب بحساسية صدرية، الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس إسلام ياقوت فرغلي عبدالمحسن من شارع جامعة الدول. كما اختطف- بحسب المنظمة- الطالب بدار العلوم أحمد مصطفى محمد غنيم، من أمام جامعة السادس من أكتوبر بعد احتجاز أمن الجامعة له وتسليمه للشرطة، الطالب بكلية حقوق جامعة القاهرة أحمد يسري زكي محمد، بعد اقتحام قوة أمنية لمنزله بالشرقية، محمود محمد درة، الطالب بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسوان، اختطاف عائل ثلاثة أطفال وزوجة يدعى ماهر محمد مليجي أبوعامر، من داخل قسم شرطة شبين الكوم بمحافظة المنوفية. وتشير المنظمة إلى أنه اعتقل: "أحمد السعيد محمد بالمعادي، كما اختطف الطبيب الصيدلي حسام الدين محمد جودة، مجدي عبدالنبي عبدالمجيد، بعد مطاردة أمنية استمرت أكثر من عام. وأفاد التقرير "قامت قوة أمنية بزيها الرسمي باعتقال الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية "أبرار رضا خضر الشحات – 20 عامًا" من شارع المحافظة بمدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، أحمد إسلام أحمد مصطفى عطية، من منزله بمنطقة سموحة بالإسكندرية، عبده عبدالستار مبارك حسين، من منزله بمحافظة قنا، محمود مصطفى عبدالمنعم الباري، الطالب بالصف الثاني الثانوي، بالإسكندرية. "محمد منسي محمد حماد، المدرس بالثانوية التجارية والعائل لثلاثة أولاد وزوجة تم اختطافه من منزله بمنوف، محمد عطية والي، مريض بالكبد الوبائي والضغط، وذلك من مقر عمله وأمام تلامذته، حيث يعمل أستاذ دكتور بكلية دار علوم، بعد حصارهم مبنى الكلية وإطلاقهم الرصاص بشكل عشوائي". "شادي محمود عدوي العائل لطفلين وزوجة، بعد اقتحام قوة من الشرطة المصرية منزله بالوراق، وقامت باقتياده لمكان غير معلوم، وليد أحمد رجب الزندحي، بكرداسة، سعيد محمد الصغير من منزله بالإسكندرية، سعيد سعيد العكش، أثناء مزاولته بعض الأعمال المتعلقة بعمله في مدينة الزقازيق، الطالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس إسلام صلاح الدين عطيتو، من لجنة الامتحان بكليته على يد قوة أمنية، واقتياده إلى مكان مجهول، وفي اليوم التالي قتل الطالب بتاريخ 20 مايو". وأضاف التقرير "المصير الكارثي وجده الطالب بكلية طب أسنان جامعة الأزهر" محمد عبدالإله على بعد اختطافه في 20 مايو الماضي من مطار الإسكندرية أثناء سفره إلى خارج مصر، وتم إخفاء الطالب عدة أيام، فيما وردت معلومات لأسرته عن تواجده بسجن الحضرة بالإسكندرية تارة وتارة أخرى أنه بترحيلات الإسكندرية، فيما لم يتمكنوا بعد من التواصل معه. "أيمن إسماعيل عابدين – 21 عامًا"، دون التوصل أن أية معلومة تخص اعتقاله أو مكان احتجازه، إلا أنه تم العثور عليه بمقر شرطي في وقت لاحق. "الطالب منصور أشرف أبو منصور، وأنس أحمد مصطفى، وشقيقه حمزة أحمد مصطفى، من منزليهما بالإسكندرية بواسطة قوة أمنية دون قرار رسمي من النيابة، ورغم ورود أسرته معلومة عن تواجدهم في مديرية أمن الإسكندرية، إلا أنهم لم يتمكنوا من التواصل معهم أو التأكد من صحة هذه المعلومة. كما وثقت المنظمة اعتقال الناشطة السياسية داليا رضوان من منزلها ولم يتعرف أحد على مكان احتجازها حتى الإفراج عنها من قسم شرطة بالإسكندرية بكفالة مالية في ال 3 من الشهر الجاري. "خالد أحمد صديق حسن، العائل لثلاثة أطفال، حيث اختطف من محل عمله بمدينة السلام2، طالب كلية هندسة جامعة القاهرة محمد مجدي عبدالله، وهو في طريقه إلى منزله بالعريش، الطالب محمد عبده الرفاعي محمد، اختطف من مدرسته التجارية بمدينة دمياط الشهابية، هشام محمد عبداللطيف محمد، فرحات فؤاد الديب، رهن الاختفاء القسري منذ اختطافه من منزله بمحافظة كفر الشيخ، طالب الثانوية العامة عمار فرحات فؤاد الديب من منزله بكفر الشيخ". المصور الصحفي إسلام جمعة عبدالهادي الدسوقي اختطفته قوات الأمن من منزله بمنطقة فيصل بالجيزة، وأيضًا الطبيب البيطري صلاح عطية الفقي، بعد اقتحام منزله بكفر الشيخ، محمد الخضري سعد الدين رضوان الأستاذ بكلية طب الأسنان جامعة المنصورة ورئيس الجامعة المصرية الحديثة لطب الأسنان. وتجاهل النائب العام نداءات أسرة الطالب بجامعة بورسعيد أحمد سعد سعد شولح بالتعرف على مصير نجلهم، وأحمد شعبان سليمان علي، طالب بكالوريوس الهندسة. وأضاف التقرير "محمد موسى شحات عبدالعليم – 48 عامًا" العائل لزوجة و3 أبناء، بمحافظة الأقصر، أحمد شعبان سليمان علي طالب هندسة الأزهر. حقوقيون: الخطوات القانونية تحمي المختفي قسريًا الناشطة الحقوقية سلمى أشرف، مسئولة الملف المصري بمنظمة هيومن رايتس مونيتور، قالت إن الإخفاء القسري جريمة يتعرض لها أغلب المعارضين والصحفيين في مصر، مشيرة إلى أن اختطاف الفتيات بات أمرًا مألوفًا. أشارت سلمى أشرف في تصريح لها لإحدي المواقع إلى حالة الإخفاء القسري التي تعرضت لها إسراء الطويل، وهي مصورة أصيبت برصاصة في ظهرها أثناء تغطيتها إحدى المظاهرات وأصبحت عاجزة عن المشي بمفردها وتحتاج إلى من ترتكز عليه أثناء سيرها. واتهمت الناشطة الحقوقية السلطات المصرية بأنها لم تراع تلك الظروف وقامت بإخفائها قسريًا لمدة تزيد على العشرة أيام في مكان مجهول هي وشابان كانا يسيران معها على كورنيش النيل، مضيفة: "إسراء وصهيب وعمر والمئات غيرهم لا يعلم أحد عنهم شيئًا حتى هذه اللحظة". وحذرت المسئولة بهيومن مونيتور من تكرار حوادث الاختطاف التعسفي والتصفية التي يلاقوها فيما بعد، مستشهدة بحالة الطالب إسلام عطيتو، الذي جرى اعتقاله من لجنة الامتحانات ثم العثور عليه مقتولاً في الصحراء برصاص الداخلية. ومضت قائلة "إن أغلب إن لم يكن كل من يتعرض للاختفاء القسري يتعرض للتعذيب داخل أماكن الاحتجاز التي هي غالبًا تكون في مقرات غير قانونية". وأكدت الناشطة الحقوقية أن ما يقوم به أهل المختطف قسريًا من اتخاذ الخطوات اللازمة من إرسال تليغرافات وبلاغات للنائب العام تفيد باختفاء واختطاف ذويهم من قبل قوات تابعة للسلطات المصرية، يساعد المنظمات الحقوقية في الدفاع عن حقوق الضحية والمطالبة بإجلاء مصيره. وتابعت "كما أنه يكون دليلاً يثبت براءته من أي تهم قد تلفق له فيما بعد كما حدث في قضية عرب شركس التي أعدم فيها 6 شباب بتهم ملفقة بعد أن قامت السلطات المصرية باختطافهم وتلفيق التهم لهم بارتكاب جرائم وهم في حوزة الأمن ومعاقبتهم على جرائم لفقت لهم بالإعدام". وطالبت أهالي الضحايا بعدم السكوت وباتخاذ جميع الطرق القانونية واللجوء إلى المنظمات الحقوقية وعمل الحملات اللازمة من أجل المساعدة في إظهار ذويهم المعتقلين وحمايتهم من تعرضهم لأي خطر نخشى عليهم منه. الناشطة الحقوقية، جيهان رجب، عضو مؤسسة الدفاع عن المظلومين، قالت إن فئة الشباب من الإخوان ومن يقف في صفوفهم هم الأكثر عرضة في الفترة الأخيرة للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري. أضافت جيهان رجب أن هناك انتهاكات خطيرة يتعرض لها المختفي قسريًا من قبل قوات الأمن، مشيرة إلى أن هناك جهودًا مبذولة من جمعيات حقوق الإنسان لوقف الانتهاكات الحقوقية بحق المعارضين في مصر، إلا أن جهات لم تسمها لا ترغب في تكليل تلك الجهود بوقف الانتهاكات. وطالب الناشطة الحقوقية، بتأجيل تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة مؤخرًا في قضايا سياسية، حتى لا تزيد الفجوة والعنف والعمليات الإرهابية داخل البلاد، مؤكدة أن هذا مطلب الجميع وفي الداخل والخارج. وأشارت إلى التقرير الذي أعدته منظمة هيومن رايتس ووتش – المعنية بحقوق الإنسان - والذي أدان الأوضاع الإنسانية والحقوقية في مصر، وفي الوقت ذاته أكدت أنه لا إعالة على التحركات الخارجية، حيث إن المؤثر الحقيقي الذي يفضي لحل الأزمة في مصر هي توقف السلطة عن الانتهاكات.