أكد مؤرخ أمريكي مختص في دراسة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أن أية انتخابات حرة ونزيهة تجرى في العالم العربي من شأنها أن تأتي بالإسلاميين إلى الحكم. وقال يوجن روجان مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد: "هذه القناعة تأتي من أن الأحزاب الإسلامية أصبحت من أكثر حركات المعارضة التي تحظى بشعبية في الدول العربية، خاصة أنها تتبنى لهجة العداء للإمبريالية والتدخل الأجنبي". وأضاف يوجن في حديث لصحيفة "المصري اليوم": "إن الإسلاميين يجيدون استثمار الغضب الشعبي تجاه "إسرائيل" فى دعم مواقفهم، وهذه الأوضاع تجعل الحكومات الغربية شديدة القلق من وصول الأحزاب الإسلامية للسلطة في الدول العربية". يذكر أن كتاب "العرب" للمؤرخ الأمريكي يوجن روجان والذي صدر مؤخرًا قد حظي بحفاوة خاصة من جانب المهتمين بالمنطقة العربية على المستويين السياسي أو التاريخي، وقد رصد في هذا الكتاب بعمق رغبات الشعوب العربية فى العودة إلى قوتها الغابرة من خلال محاولة استعادة الجذور الإسلامية الأولى التى تمثل فى الذهنية العربية العصر الذهبي لأمة بأكملها. دعم الغرب للأنظمة الدكتاتورية: وأكد في حديثه أن الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية تدعم الأنظمة الدكتاتورية العربية؛ ففي الوقت الذي تدعو فيه الحكومات الغربية علانية إلى مزيد من الديمقراطية في العالم العربي، فإنها تتردد كثيرًا من قبول نتائج العملية الديمقراطية للانتخابات، التي يمكن أن تصل بالإسلاميين إلى السلطة، لذلك فهى تدعم الحكومات غير الديمقراطية للحفاظ على الوضع الراهن. وأكد المؤرخ الأمريكي أن هذه الطريقة تدل على قصر النظر، فالدعم المقدم للحكومات غير الديمقراطية لا يمنح الشرعية للحركات المعارضة، ويجعل مهمتها في الترويج للديمقراطية وإحداث التغيير داخل بلدانها أكثر صعوبة. تجربة الجزائر وحماس: وضرب يوجن مثلاً على ما قاله بما حدث في الجزائر التي ألغيت فيها نتائج الانتخابات البرلمانية عام 1990 لمنع وصول جبهة الإنقاذ الإسلامية إلى السلطة، ما تسبب فى كارثة أدت إلى اشتعال فتيل الحرب الأهلية، كذلك جاء رفض الحكومة التي تقودها حماس ليؤدي إلى انقسام كارثي داخل السلطة الفلسطينية، وإذا كان الغرب يرغب في تعزيز الديمقراطية في العالم العربي حقًّا فعليه تقبل إرادة هذه الشعوب. خسارة العلمانية من أول جولة: ودعا النخب العلمانية إلى مزيد من بذل الجهد في سبيل صرف نظر الجماهير عن الإسلاميين، متوقعًا أن الأنظمة العلمانية لو خاضت الانتخابات في الوقت الحالي فإنها ستخسر من أول جولة.