أكد مراقبون صحفيون أن حملة صحافي جريدة الشعب لاستعادة حقوقهم المشروعة وأزمة إضرابهم عن الطعام، ساهمت في انخفاض فرص فوز مرشح الحكومة مكرم محمد احمد بمنصب نقيب الصحفيين أمام مرشح تيار الاستقلال ضياء رشوان. وقال المراقبون أن :"يوم الانتخابات كان عاملاً سلبياً أضيف إلى عوامل أخرى أثرت في شعبية مكرم"، في إشارة إلى اعتصام صحافيي جريدة الشعب في مقر النقابة، وفي المدخل الرئيس لها، حيث كانوا يستقبلون المصوتين بهتافات تفضح تواطؤ مكرم مع الحكومة ضد حقوق الصحفيين. إما الانسحاب أو الرشوة وقالت مصادر مقربة من مكرم محمد أحمد مرشح الحكومة لمنصب نقيب الصحفيين؛ أنه يفكر جديًّا في الانسحاب قبيل إجراء جولة الإعادة الأحد القادم؛ في حالة عدم وجود رغبة حكومية قوية في دعمه؛ خاصة مع تزايد فرص ضياء رشوان مرشح تيار الاستقلال في الفوز.
وأوضحت المصادر أن قرار الانسحاب جاء بعد رفض الجهات الحكومية طلب "مكرم" زيادة الإضافة على قيمة البدل من 80 جنيهًا إلى 250 جنيهًا؛ حتى يستطيع استعادة حشد أصوات شباب الصحفيين، وسحب البساط من تحت أقدام ضياء، في خطوة وصفها المراقبون بأنها رشوة انتخابية جديدة كما حدث في الانتخابات السابقة!. عقوبات إسقاط مكرم من جهة أخرى، راجت شائعات داخل المؤسسات الصحفية القومية عن تغيير جذري في قيادات تلك المؤسسات ورؤساء تحرير إصداراتها في حالة عدم فوز مكرم بمقعد النقيب؛ بناءً على تعليمات حكومية كنوع من أنواع العقاب على السماح لمرشح الاستقلال بالفوز على مرشح الحكومة!!. وبينما يحظى النقيب الحالي للصحافيين المصريين بدعم الحكومة وينتمي لجيل من الصحافيين سيطر على المنصب طويلاً، فإن رشوان هو مرشح الشباب. وسوف تزداد حدة المنافسة بين كل من مكرم محمد أحمد وضياء رشوان بعد حصولهما على عدد أصوات متقارب، في انتخابات وصفها الكاتب الصحافي النائب مصطفى بكري بأنها تميزت بالنزاهة والحوار الحضاري، وقال بكري:" النتيجة تعطي أكثر من دلالة، أولها الرغبة في التغيير، وثانيها أنه حان الوقت لجيل الوسط أن يتبوأ مواقعه، وثالثها أن ضياء رشوان نجح في إدارة المعركة، وأن يجعل المهنة وقضاياها ومشكلاتها البرنامج الذي تقدم به". ويرى أن التغيير مؤشر مهم جداً، وأنه يتوقع أن تحسم المعركة في الإعادة لمصلحة رشوان. واعتبر الصحافي سليم عزوز أن المفاجأة في حصول ضياء رشوان على هذا العدد من الأصوات (1458)، مشيراً إلى تراجع شعبية مكرم محمد أحمد بناء على ما حصل عليه في الانتخابات السابقة، وكان منافسه فيها رجائي الميرغني، حيث حصل مكرم على (2389) صوتاً، وحصل رجائي على (1120) صوتاً. وأرجع عزوز التراجع إلى موقف الحكومة المصرية من مكرم محمد أحمد، وتخليها النسبي عنه في مرحلة حشد المصوتين وتقاعس المؤسسات القومية عن دعمه، ربما لغياب تعليمات صريحة من الجهات الأمنية التي تمسك بملف الانتخابات لرؤساء تحرير الصحف القومية، بدفع الصحافيين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع مثلما يحدث كل مرة. وأضاف عزوز أن شعارات التغيير التي رفعها ضياء رشوان استقطبت عدداً كبيراً من جيل الصحافيين الشبان، والذين يرفعون من قيمة الطابع السياسي على الطابع المهني. ويتوقع عزوز خسارة مكرم محمد أحمد في جولة الإعادة في حال حافظت الجمعية العمومية على هذا الكم من الحضور، لأن من ذهب إلى التصويت لضياء رشوان في الجولة الأولى ذهب مع سبق الإصرار والترصد، وملتزم بالحضور في الجولة الثانية، ما يعني حفاظ ضياء على كتلته التصويتية، بينما من جاء إلى مكرم ربما لن يأتي في الجولة التالية بدافع الإحباط. قوات صحفية محمولة جواً وقال سليم عزوز إنه إذا لم تتدخل الحكومة بالقوات المحمولة جواً ممن أحجموا عن الحضور (2500) صوت، غالبيتهم من المؤسسات القومية، مثل المصححين والمراجعين وغيرهم، فإن خسارة مكرم سوف تكون مؤكدة. واعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، جمال عبد الرحيم، النتيجة تمثل رسالة واضحة من الجمعية العمومية للحكومة ورؤساء تحرير الصحف القومية، مفادها بأن الصحافيين المصريين لا يحركهم أحد، ولا يعنيهم أي مبالغ إضافية في بدل التدريب، في إشارة إلى مبلغ ال80 جنيهاً التي استطاع مكرم محمد أحمد الحصول عليها من الحكومة في هذه الجولة، ويصفها بعضهم بأنها رشوة من الحكومة للصحافيين للتصويت لمصلحة مرشحها، وأن الصحافيين في حاجة إلى كادر جديد للأجور، وليس التسول بهذه الطريقة. وكشف أمين صندوق التكافل في نقابة الصحافيين، الدكتور هشام يونس، عن انقسام مؤسسة الأهرام الناطقة بلسان الدولة إلى تيارين، أحدهما مع التغيير والاستقلال، ويمثله غالبية الشباب بالصحيفة، والآخر مع المرشح الحكومي، وكان مثيراً في الانتخابات إعلان تيار الاستقلال تمرده على تقاليد صحيفة الدولة، ورفض التعليمات التي صدرت بمساندة مكرم محمد أحمد مرشح الحكومة، والمدهش أن الشباب من الصحافيين في الجريدة أعلنوا موقفهم صراحة أمام رئيس تحرير وقيادات جريدتهم من دون أي اعتبار للخوف من حرمانهم من حوافزهم المادية.