قبل عام التف عدد من ما يطلق عليهم ساسة، أو سياسيين بالمفهوم الأقرب، وظلو طوافين بين الجرائد والفضائيات وقاعات المؤتمرات، فهم رجال عكفوا على حملة المشير عبد الفتاح السيسى الانتخابية، وبعد أن وصلوا به لسدة الحكم، تفرقت بهم السبل.. فأين حطت الرحال برجال كانوا حول السيسى؟ وبعد عام من حكم السيسي، تباينت مواقف وأوضاع رجاله في الحملة الانتخابية للرئاسة، فبينما اعتزل حازم عبد العظيم العمل السياسي ورأى عمرو موسى أن المشهد السياسي "عك" فقد ظفر عبد الله المغازي بمنصب معاون رئيس الوزراء، وكاد محمود بدر أن يظفر بمنصب حكومي وبتخصيص مصنع للبسكويت، خاصة بعد إعلانه عن حزب سياسي جديد ل "تمرد" إلا أن جميع المحاولات انتهت إلى لا شيء.. وخرج في النهاية من المولد "بلا حمص".. على الأقل حتى الآن. عبد العظيم يعتزل السياسة قبل أن يتم السيسي عامه الأول في الحكم قرر حازم عبدالعظيم، رئيس لجنة الشباب بحملة السيسى الانتخابية لرئاسة الجمهورية، في ال 27 من إبريل الماضي اعتزال السياسة، مبررا ذلك بقوله: "لقد قررت الابتعاد عن السياسة لفترة قد تطول، أشعر أن المناخ السياسى أشد خطورة من أيام مبارك، لو الواحد اتكلم بحرية"، فهكذا تبدل حال عبدالعظيم، من تأييد السيسي ووصفه بمنقذ جهاز أمن الدول من الانهيار، إلى منقلب على سياسته، يخشى من المناخ السياسى الخطير. عبدالعظيم أستاذ مساعد بكلية الحاسبات والمعلومات، وسياسى ليبرالى، كان معروفا بين الثوار بناشط ثورى إلكترونى، وفي يوليو 2011 عقب ثورة يناير رُشح وزيرا للاتصالات، ولكن حالت شائعات عن تعاونه مع شركة إسرائيلية للبرمجيات دون تولي المنصب، وكان متورط أيضا في قضايا فساد مالى، باتهامه بالحصول على مبلغ مليون 200 ألف جنيه، كمكافآت خلال عام واحد، أثناء عمله رئيسا لهيئة تكنولوجيا المعلومات خلال يناير 2010. المغازى معاونا لرئيس الوزراء كان عبدالله المغازى، المتحدث باسم حملة السيسى الانتخابية، أكثر حظًا من عبدالعظيم، إذ عُين معاونا لرئيس وزراء الانقلاب إبراهيم محلب، وعلى الرغم من عرض السيسى الانضمام لفريقه الرئاسى، فإنه فضل خوض السباق البرلمانى. وسطع نجم المغازى، أستاذ القانون، منذ أن عينه المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى السابق، ضمن المجلس الاستشارى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إبان أحداث محمد محمود 2011. وكان المغازى، وهو فى عقده الرابع، متحدثا رسميا للاتحاد العام للثورة، وعُينه المجلس العسكرى نائبا بمجلس نواب 2012 ، وبعد حل البرلمان يمم وجهه نحوحزب وفد، وصار متحدثا باسم الحزب، وانضم لجبهة الإنقاذ الوطنى، ولما انتوى السيسي الترشح للرئاسة شغل منصب المتحدث الرسمى باسم الحملة الانتخابية للسيسى، وترك حزب الوفد. عمرو موسى: المشهدالسياسى "عك" ومن أبرز الأسماء التي التفت خلف السيسى في حملته الانتخابية، وثارت حوله التكهنات بتعيينه مساعدا أو مستشارا للسيسي، عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا، ولكن لم يحظ موسى بشىء من هذا القبيل، واعتزم خوض سباق البرلمان، وسعى مع كمال الجنزورى لتشكيل قائمة انتخابية واحدة، لكنها باءت بالفشل، ليقرر بعدها اعتزال البرلمان واصفًا المشهد السياسي الحالي ب "العك". بدر خرج من المولد بلا حمص أما محمود بدر، عضو لجنة الشباب بحملة السيسى الانتخابية وأحد مؤسسي حركة تمرد، فسلك الطريق إلى الحياة، وأعلن تحويل حركة تمرد إلى حزب سياسى تحت اسم "الحركة الشعبية العربية.. تمرد"، وعزم خوضه سباق الانتخابات البرلمانية. منذ أن ذاع صيت "بدر" وعلا نجمه دارت حوله الكثير من التكهنات والتوقعات بتقلده منصبا حكوميا، أو يظفر بالالتحاق بالفريق الرئاسى للسيسى، لكن هذا لم يحدث حتى مرور 6 شهور على تولى السيسى الرئاسة، حتى صدر قرار جمهورى بتخصيص قطعة أرض لمحمود بدر، بمنطقة شبين القناطر، لإنشاء مصنع بكسويت مدرسى، الأمر الذى أثار جدلا وغضبا واسعا بين عامة الشعب. ولكن لم يحظ بدر بشىء وبات كل ما يطمح إليه في مهب الريح، إلا بذكره في كتب التاريخ كأحد رموز 30 يونيو، لينطبق عليه المثل الشعبي "خرج من المولد بلا حمص"، حيث رفضت لجنة شئون الأحزاب تأسيس الحزب، لعدم استيفائه الشروط واعتباره يدعو للانقلاب على الحكم والخروج على الحكومة، فضلا على انشقاق الكثير من الأعضاء عن الحزب. وخسر بدر مصنع البسكويت بعد فتوى مجلس الدولة بأنه يجب على محافظة القليوبية سداد ثمن الأرض، التى قيّمت وفقا لسعر المثل، بمبلغ 55 مليون جنيه، في نفس الوقت الذى لا تملك فيه المحافظة هذا المبلغ لنقل ملكية الأرض باسمها، وعليه ألغى التخصيص. الخولى يحجز مقعده ب" فى حب مصر" أما طارق الخولى، الذى كان عضوًا بلجنة الشباب بحملة السيسى الانتخابية، فلجأ لتأسيس "الجمهورية الثالثة"، وانضم لقائمة "في حب مصر"، ساعيا للحصول على مقعد تحت قبة البرلمان. من أجل الوطن وأوضح حسام حازم، القيادى بقائمة التحالف الجمهورى، وعضو لجنة الشباب بحملة السيسى الانتخابية، أنهم حين انضموا لحملة المشير السيسى لرئاسة الجمهورية، كان من باب العمل الوطني ورؤيتهم أن السيسى هو الرجل الوحيد القادر على قيادة البلاد فى الفترة المقبلة، دون أن يسعى أحدهم لتولى أية مناصب. وأضاف حازم، أن معظم المشاركين بحملة السيسى كانوا يمارسون العمل السياسى بالفعل، لذلك استدعاهم السيسى لحملته الانتخابية، وبعد فوزه بالرئاسة عاد كل منهم لموقعه الذى كان عليه قبل الحملة، وما ثار حول حصد رجال حملته مناصب كان من باب التكهنات فقط.