بالرغم من مرور عام على استيلاء عبد الفتاح السيسي، على مقاليد الحكم في مصر، بعد انتخابات رئاسية شابها الكثير من الجدل، ظهرت تصريحات غريبة من نوعها على لسان مسئولين وإعلاميين محسوبين على تأييد السلطة في مصر، تحث المصريين على الهجرة ومغادرة البلاد؛ نظرا لسوء الأوضاع الاقتصادية فيها، وتصريحات أخرى تبشر المواطنين بأن القادم في مصر أسوأ مما يتخيله أحد، وأن الحكومة باتت غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين. التصريحات السابقة وغيرها الكثير من التصريحات، تكشف حجم ومأساة الأوضاع الاقتصادية في مصر بعد عام من حكم السيسي، كما تكشف كذلك أن الأموال التي تلقتها الحكومة من الدول الخليجية، والإجراءت التي قامت بها كرفع الدعم وعقد مؤتمر اقتصادي بشرم الشيخ، وغيرها من الإجراءات جميعها، باءت بالفشل في عام السيسي الأول. "وراء الأحداث" رصد عددا من التصريحات المثيرة والتي تدعو للقلق والخوف على مستقبل مصر الاقتصادي، في ظل مسار الحكومة الحالي، وذلك بحسب ما قاله مسئولون وإعلاميون مقربون للسلطة، كالآتى: محافظ الشرقية: لم نعد قادرين على احتياجات المواطنين وفي إطار التصريحات المثيرة للجدل، أكد الدكتور رضا عبد السلام إبراهيم، محافظ الشرقية، أن الدولة لم تعد قادرة على أن تتحمل سد احتياجات المواطنين. وأكد المحافظ في تصريحات صحفية، أن مشاكل المواطنين باتت كثيرة ومتشابكة، وأن الجهود الذاتية لا بد أن يكون لها دور في تنمية المجتمع وسد احتياجات الناس !. وطالب المحافظ، رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، أن يتحملوا مسئولياتهم الاجتماعية تجاه المواطن والدولة، مكلفًا رؤساء المراكز والمدن والأحياء بتفعيل دور رجال الأعمال للمشاركة في عمليات التجميل والبناء والتنمية ومساعدة محدودي الدخل. معتز عبد الفتاح: استمتعوا بالسيئ فالأسوأ قادم وفي مقال له بصحيفة "الوطن" المصرية، كشف معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمقرب من عبد الفتاح السيسي، أن لقاء جمعه الأسبوع الماضي بكل من السيسي وإبراهيم محلب رئيس الحكومة على انفراد، خرج منه برسالة للمصريين، تقول: "استمتعوا بالسيئ لأن الأسوأ قادم". وقال عبد الفتاح، خرجت من اللقاء بأننا في لحظة استثنائية، والوضع حرج، والبلد بحاجة لوقف النزيف ونقل دم فورا، وإن لم ننتبه، فالخسائر قد تكون ردة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية أعمق مما نحن فيه. وتابع عبد الفتاح في المقال قائلا: "أسير فى الشارع ويستوقفنى الناس يسألوننى عن المستقبل، وكمية الغموض الكامن فيه، كنت أقول فى الماضى مازحا: «استمتعوا بالسيئ فالأسوأ قادم»، وقد كنت أقولها وتعلو وجهى ابتسامة سخرية؛ لأنها جزء من مسرحية فرنسية قديمة للعظيم «لوميير»، لكن الآن حين أقولها، بدأت أقولها وأنا عابس وقلق، فيزداد الناس اضطرابا وكأننى أقضى على أمل بعيد يمنون به أنفسهم؛ فأصبحت عاجزا عن الرد". وأضاف"الوضع صعب يا مصريين، ولو وقفت «مصر» مخاطبة أهلها لقالت لهم: أنا بحاجة إليكم، أنا أمكم، أعطيتكم الحياة ومعنى الوجود، أنا النهارده مستنية منكم تساعدونى عشان أقدر أستحملكم وأستحمل القادمين من ورائكم، يا أهل مصر، أنا مش قادرة". عمرو أديب للمصرين: "هاجروا عشان مافيش شغل" وفي اعتراف صريح بفشل الدولة في توظيف وتشغيل الشباب في مصر، دعا الإعلامي عمرو أديب، المصريين إلى الهجرة والبحث عن عمل خارج مصر؛ لعدم قدرة البلاد على توفير العمل والمعيشة لكل المصريين. وطالب أديب - الذي يعد أبرز الأذرع الإعلامية لحكومة السيسي، بلغة ساخرة - المصريين بعدم الاتكال على الحكومة والبحث عن فرصة خارج مصر. وقال: "روح الأردن، روح دبي، روح السعودية، روح العالم الجديد أستراليا"، وختم أديب بقوله: "ما تقعدوش جوا مصر".