شدد الكاتب الصحفي السعودي، والمقرب من دوائر صنع القرار بالسعودية، جمال خاشقجي، بأن السعودية سترفض أي وقف آخر لإطلاق النار في اليمن حتى لو بحجة "هدنة إنسانية" أو مبادرة سياسية. وأكد خاشقجي في مقاله بعنوان: " لماذا لن تقبل المملكة بوقف إطلاق نار آخر؟"، المنشور في صحيفة "الحياة"اللندنية، أن الحوثيين ونظام المخلوع علي عبدالله صالح، لم يراعوا الجانب الإنساني، وقاموا بقصف الأحياء السكنية خلال الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المملكة من جانب واحد الثلاثاء الماضي، موضحا انهم ومعهم حليفتهم إيران اخترقوها طولاً وعرضاً، باستهداف الأراضي السعودية وقتل مواطنيهم، مطالبا بالاستمرار في الحرب حتى النهاية مهما كلف الامر. واعتبر خاشقجي، أن ما يفعله الحوثيين ونظام المخلوع صالح وحليفتهم إيران، هو نموذج مكرر لما يحدث في سوريا والعراق، قائلا: "في سوريا حيث بشار الأسد ونظامه يمارسون الكذب والخداع يخلطونه مع أطنان البراميل المتفجرة تستهدف عمداً كل مدينة وحي يخرج عن طوعه". واعتبر خاشقجي، أن استجابة السعودية للضغوط بوقف الحرب، يعني "خسارة كبرى"،موضحا أنه إذا كان تدمير القدرة الهجومية للحوثيين إنجازاً تم بنهاية "عاصفة الحزم"، فإن توقف الحرب يعني استقرار الأمر للحوثي وصالح، وما أن يتسلح الحوثي من جديد ويعوض كل ما خسر فيكرر العدوان على المملكة وبقية اليمن، على حد قوله. وعتب خاشقجي على الدبلوماسية السعودية، في عدم قدرتها على توضيح رؤية المملكة وقدرتها على إنهاء الحرب بالشكل الذي تريد، معتبرا أن هناك حالة من عدم الثقة لدى الباحثين الذين التقاهم من تحقيق ارياض لهدفها المنشود. وطالب خاشقجي في مقالته ب "عاصفة حزم" إنسانية وخطاب أفضل حتى يتم كسب به عقول وقلوب اليمنيين، خصوصاً الشماليين منهم، مطالبا بأن المليار ريال التي اعتمدها الملك سلمان وهو يدشّن مركزه للإغاثة الأربعاء الماضي، يجب أن تصل إلى داخل اليمن في شكل غذاء ووقود بشكل أو بآخر، مؤكدا على أنه لا يجب "أن يجوع اليمني الشقيق ونحن بجواره". واختتم خاشقجي مقالته بالتأكيد على أن يكون القرار السعودي المستقل هو الاستمرار في الحرب ضد الحوثيين والمخلوع صالح، حتى النصر مهما كلف الأمر، معتبرا أن التوقف يعني العودة إلى نقطة متراجعة أبعد من تلك الت كانت يوم أن انطلقت فيه أول مقاتلة سعودية نحو اليمن "لترسم واقعاً عربياً أفضل تقوده الرياض".