شهدت محافظة تعز، جنوب اليمن، مواجهات مسلحة عنيفة، في بعض مناطق المربع الغربي من المدينة، بين الجيش الوطني و"المقاومة الشعبية" من جهة، وقوات الجيش المتمرد الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ومليشيات الحوثي من جهة أخرى. جاء ذلك بالتزامن مع غارات جوية شنها طيران "التحالف العربي" على مواقع "الحوثيين" في مناطق مختلفة في تعز. وقال شهود عيان، إن القصف تركز على قلعة القاهرة الأثرية التي تتمركز فيها دبابات "الحوثيين" وقوات المخلوع صالح وتستهدف الأحياء السكنية منها. كما استهدف طيران التحالف قوات التمرد التي تمركزت، في وقت سابق، بمرافق ومؤسسات الدولة، الواقعة في مناطق صينة والمرور غرب المدينة، ومنها القوات المتحصنة في مبنى البحث الجنائي، وإدارة شرطة السير والجوازات، بالإضافة إلى عتادها العسكري المتواجد بأروقة المعهد الفني والتقني فرع الحصب. وأوضح مصدر أمني في تعز، ل"العربي الجديد"، إن طائرات التحالف العربي، شنت أمس الإثنين، 21 غارة جوية بدأت فجراً، واستمرت حتى ساعات ما قبل الظهر، استهدفت ست غارات منها، مواقع المتمردين في قلعة القاهرة، كما استهدفت مواقعهم في منطقة صينة والمرور. وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الغارات نجحت في تدمير جزئي وكلي للعديد من المرافق الحكومية التي تتحصن فيها مليشيات الحوثي، مؤكداً على أن الغارات كبدت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح، قدرت بمقتل 42 عنصراً من مليشيات الحوثي، وقوات الجيش المتمرد، وجرح العشرات منهم، مشيراً إلى أن سيارات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري نقلت من منطقة صينة والمرور جثث قتلى الحوثيين، ومازال هناك عدد من الجثث لم يتمكنوا من نقلها بسبب استمرار الاشتباكات. من جهة أخرى، أفاد سكان محليون أن ثلاث غارات وقعت خارج مواقع الحوثي، استهدفت منطقة وادي الدحي غرب المدينة، وأسفرت عن تدمير مسكن بالكامل، فضلاً عن تدمير ثمانية منازل بجوارها، وأوضحت مصادر عدة، أن 15 مواطناً من المدنيين قتلوا في الغارات، وجرح عدد آخر.