أكدت خبيرة الشرق الأوسط بمعهد كارنيجى "ميشيل دن" ، أن الانتخابات البرلمانية المقبلة فى 2010 لن تشهد قدراً كبيراً من النزاهة، وسيشوبها الكثير من التزوير المؤكد، وستعمد الحكومة المصرية أن تجعلها أقل حرية من انتخابات 2005 البرلمانية، وكان المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني قد بدأ أعماله عصر أمس الجمعة، في غياب واضح لموضوع ترشح نجل الرئيس جمال مبارك لوراثة والده، عن الأجندة الرسمية للمؤتمر. وقالت الخبيرة الأمريكية:" أن الضغوط الأمريكية على الحكومة المصرية قد أتت بنتائج جيدة ودفعت الرئيس مبارك إلى إجراء إصلاحات بالسماح بإجراء الانتخاب الحرة المباشرة لمنصب رئيس الجمهورية، وسط مراقبة دولية"، وتوقعت الخبيرة الأمريكية أن تحقق مصر ديمقراطيتها الخاصة بدفع من القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع المصرى. وأكدت الخبيرة الأمريكية إن مؤتمر الحزب الوطني المنعقد هذه الأيام سيكون مهمته الرئيسية التخطيط لكل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة والتحضير ليكون جمال مبارك هو مرشح الحزب الوطني للرئاسة ورجحت أن يكون هو الرئيس المقبل لمصر لكنها عادت وأفسحت مجالا للمفاجآت التى قد تحدث من اليوم حتى عام 2011 . فى الوقت نفسه، أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن مسألة الخلافة فى مصر "صارت موضوعا يستحيل تجنب مناقشته خلال الشهور التالية"، وأوضحت أن :"ما يفتقد إليه مبارك الابن هو الكاريزما الشعبية التى تؤهله لشرعية هذا المنصب". وتوقعت الجارديان أن يظل الرئيس مبارك فى الحكم "مدى الحياة" وذلك وسط تكهنات واسعة بتوريث السلطة لنجله جمال فى الوقت الذي ظهرت فيه شخصيات مرموقة كمرشحين محتملين للرئاسة. وكانت مصادر بالرئاسة قد أكدت الأسبوع الماضى أن الموقف الذي أعلن عنه مبارك سابقا بأنه "سيخدم الوطن طالما القلب ينبض"، لم يتغير. وتابعت الصحيفة: "لذا فإنه من الممكن أن يخوض مبارك الانتخابات فى 2011، ليكون قد بلغ 89 عاما عند نهاية ولايته السادسة". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قضية "التوريث" هى موضوع دائم لدى جميع الطبقات المصرية المهووسة بالثرثرة، حيث كانت الإشارة تقليديا إلى أن الرئيس مبارك يحب أن يخلفه فى منصبه ابنه الأصغر جمال (45 عاما)، المصرفي السابق، كما أنه يحتل منصبا قياديا رفيعا فى الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وقالت الصحيفة فى هذا السياق إنه :"لا أحد يصدق جمال مبارك عندما يعلن أنه غير مهتم بأن يصبح رئيسا، كما أن أيا من الأحزاب سواء تلك المحظورة رسميا مثل الإخوان المسلمين، أو تلك الأحزاب العلمانية الصغيرة مثل الوفد تستطيع تحدى احتكار الحزب الحاكم". فى المقابل، فإن تكوين :"سلالات جمهورية بالتوريث مثلما حدث فى سوريا مع عائلة الأسد، والذي يبدو فى ليبيا مع سيف الإسلام القذافى لا يمكن أن يكون مضمونا، حيث يتطلع الكثيرون إلى المنصب الرئاسي"، على حد قولها. واستشهدت الصحيفة بتصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل أسبوعين، التى صرح فيها أنه "من حق جميع المواطنين الذين لديهم القدرة أن يتطلعوا إلى موقع يمكنهم من خدمة وطنهم، بما فى ذلك رئاسة الجمهورية". وقالت الصحيفة إن موسى :"سياسي محنك، يعرف كيف يتعامل مع الإعلام، لهذا كان من اللافت فى زيارته إلى لندن مطلع هذا الأسبوع، أنه مستعد للحديث عن كل شيء عدا التخمينات التى شاعت عن طموحه فى خلافة الرئيس مبارك". كما أشارت الجارديان إلى الحملة التى أطلقها السياسى المعارض أيمن نور وصيف الرئيس مبارك فى الانتخابات الرئاسية للعام 2005، حملة على موقع فيس بوك الاجتماعي الشهير ضد توريث جمال للحكم، وموقف الكاتب محمد حسنين هيكل المناهض أيضا للتوريث ضد جمال، وحملات مثل "مصريون ضد التوريث" وحملة "ما يحكمش"، أما الاسم الذي غالبا ما يذكر بحسب الجارديان هو اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة، المنخرط فى جميع القضايا من القتال فى اليمن، وحتى الواسطة بين فتح وحماس، فبالنسبة لبعض المصريين فإنه من غير المطروح أن يكون "الريس"، من خارج الجيش. ورأت الصحيفة أن موسى يتمتع بميزة حقيقية "حيث إنه كان وزير خارجية ناجحا جدا طوال فترة التسعينيات، قبل تولى الأمانة العامة للجامعة العربية، حتى إنه أشيع أن الرئيس مبارك أبعده خوفا من شعبيته"، على حد تعبير الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن :"موسى المغرم بتدخين السيجار، صار ينفث دخانه بسعادة بعد أن دفع بالكرة بعيدا عن السؤال الذي رفض الإجابة عنه باستمرار ترشحه للمنصب الرئاسي". هيكل انقلابي ومبارك يعمل بكفاءة عالية..! وفي سياق متصل هاجم د.محمود محي الدين وزير الاستثمار وعضو الأمانة العامة للحزب الوطني اقتراح الكاتب" محمد حسنين هيكل" بتشكيل مجلس أمناء لإدارة البلاد وعمل دستور جديد ، وقال : "هذا اقتراح انقلابي وخارج عن الدستور ويمهد للفوضى" . وأضاف :"كيف يطالب هيكل بهذه الفكرة العشوائية التي تفرض علينا أناس قد يجمع عليهم البعض وقد يختلفوا عليهم فأين ستكون الديمقراطية ، وقال : :"أعتقد أن أي بلد تسعى للاستقرار لن تأخذ بهذا الاقتراح أبداً لأنه عشوائي وغير مدروس". كما انتقد اقتراح الإعلامي "عماد أديب" بالخروج الأمن للرئيس مبارك ، مؤكدا أن الرئيس مبارك مازال يعمل بكفاءة عالية جداً ويحظي بشعبية كبيرة ، وأضاف : "علينا أن نترك الأمور لحين يأتي وقتها وانتخابات الرئاسة القادمة مازالت حديث عن المستقبل ولا داعي لمناقشتها والمزايدة عليها من الآن". هذا وعقدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الوطني صباح اليوم السبت، وهى جلسة عامة يستعرض فيها صفوت الشريف الأمين العام للحزب تقريرا عن أنشطة الوطني خلال العام الماضى وخطته للعام المقبل يعقبها جلسة عامة ثانية يستعرض فيها زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية تقريرا عن أنشطة الحزب فى مجالات التنظيم والانتخابات الحزبية للوحدات الحزبية التى جرت مؤخرا. على أن تعقد فى المساء جلسة أخرى يلقى خلالها الرئيس مبارك خطابا يسبقه اجتماع مع أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر. أما يوم غداً الأحد فيشهد تقديم أحمد نظيف رئيس الوزراء تقرير الحكومة وما تم تنفيذه من البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك، وينهى المؤتمر أعماله يوم الاثنين باستكمال مناقشة أوراق العمل ثم بجلسة ختامية يشهدها الرئيس ويدور خلالها حوار مفتوح مع أعضاء المؤتمر. الإخوان يرفضون رشوة الوطني من جهة ثانية نفى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف المرشد العام تلقى الجماعة رشوة من الحزب "الوطني" بخصوص إبرام صفقه يتم بموجبها تمرير عملية التوريث، موضحا أنه لا يقبل إبرام صفقات مع أي قوى سياسية على حساب مصلحة الوطن. ولم يستبعد "عاكف" إجراء حوار مع الحزب، مؤكدا أن مبدأ الحوار عند "الإخوان" قائم وأصيل مع أي جهة وفي أي موضوع، لكنه قال إنه يجب أن يدور حول مصلحة مصر، فأينما تتواجد المصلحة لمصر فنحن مستعدون للذهاب إليها. من جهته قال الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" إنه على من يريد أن يحاور الإخوان أو يجرى صفقات معهم- كما يزعم- فليأتي فمكتب الإرشاد عنوانه معروف. وأوضح أن :"الوطن ليس صفقات، فنحن لسنا رجال أعمال، فنحن وطنين نعمل من أجل مصر ونقبل الحوار مع كل القوى السياسية، ونرفض مبدأ الصفقات وإذا كان الحزب الوطني يريد أن يتحاور معنا في أي قضية من القضايا فأهلا به، أما الصفقات فلا مكان لها".