قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن المتورطين في هجوم محافظة سيستان بلوشستان في إيران هم أعداء باكستانوإيران ولا يريدون للعلاقات الثنائية أن تتطوّر، متعهداً بتقديم المساعدة لإيران لملاحقة ومعاقبة المسئولين عن الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء الباكستانية "أي بي بي" عن زرداري قوله أثناء لقائه وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجّار والوفد المرافق انه لا يجب السماح لمثل هذه الأحداث بأن تترك أثراً على علاقات الصداقة بين البلدين. وحضر اللقاء عن الجانب الباكستاني وزير الداخلية رحمن مالك ومساعد الرئيس سلمان فاروقي إضافة إلى كبار المسئولين الباكستانيين، وعن الجانب الإيراني إلى نجّار، السفير الإيراني في إسلام آباد مشالله شاكري وأعضاء الوفد المرافق للوزير. وقال زرداري أن المنطقة بأكملها تواجه خطر المجموعات المسلّحة، وحث على وضع إستراتيجية مشتركة والتعاون من أجل دحر الإرهاب. وتعهد بأن تقدم باكستان المساعدة الممكنة لملاحقة ومعاقبة المسئولين عن هجوم سيستان بلوشستان في إيران الذي وصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية. وشدد زرداري على المزيد من التعاون والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات الإيرانيةوالباكستانية لمواجهة العناصر الذين يهدفون إلى تخريب العلاقات بين البلدين التي قال انه يثمّنها جداً. ووصل وزير الداخلية الإيراني أول أمس إلى إسلام آباد في زيارة تهدف إلى الطلب من السلطات الباكستانية تسليم عبد المالك ريغي زعيم جماعة "جند الله" التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم سيستان بلوشستان الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني. من جهة أخري استأنفت المعاهد التعليمية في ثلاث مقاطعات باكستانية الدراسة فيها اليوم، بعد توقف دام أسبوعا وسط إجراءات أمنية مشددة لمواجهة موجة التفجيرات التي اجتاحت البلاد. واستأنفت المدارس والجامعات والكليات في كل من إقليم (سينداه) و(بنجاب) والإقليم الحدودي الشمالي الغربي وسط إجراءات أمنية صارمة حظرت دخول مركبات الطلبة والزوار إلى داخلها. وفي ظل هذه الأجواء ابدي بعض الطلبة تقديرهم لمثل هذه الإجراءات بينما ابدي البعض الأخر انزعاجهم وامتعاضهم من هذه التدابير المشددة. من جانب أخر بدأ طلاب الجامعة الدولية الإسلامية الباكستانية يومهم الدراسي الأول بعقد مظاهرة احتجاجية احتجاجا على الهجمات الانتحارية التي شهدتها الجامعة الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها ستة من طلاب الجامعة وجرح أكثر من عشرة طلاب آخرين. أما جامعة مقاطعة (بنجاب) الرئيسية الواقعة في مدينة (لاهور) الجنوبية فقد تم تطويقها من قبل الشرطة الباكستانية بالكامل وذكرت مصادر استخباراتية بهذا الخصوص انه تم فرض غطاء امني على هذه الجامعة بالذات لعثور الشرطة قبل عدة ايام على قنابل يدوية وغيرها من الأسلحة بالقرب من مبنى السكن الجامعي للطلبة. كما شوهدت بعض المعاهد أيضا وهي تقيم الحواجز الأمنية وفقا لتعليمات الحكومة والبعض الأخر منها قررت إغلاق أبوابها لعدم تلبية الحكومة لمعايير أمنية صارمة. وفي هذه الإثناء بقيت المعاهد التعليمية في مقاطعة (بلوشستان) مغلقة حدادا على اغتيال وزير التربية شفيق خان الذي قتل يوم أمس الأحد خارج منزله في عاصمة إقليم (كويتا) وذلك بعد أن أعلنت الحكومة الباكستانية استمرار الحداد لمدة ثلاثة أيام. من جهة ثانية واصل الجيش الباكستاني هجومه لليوم التاسع على التوالي في وزيرستان الجنوبية معقل طالبان وأعلن مصدر أمنى مسؤول مقتل 15 من طالبان وجندي غداة السيطرة على إحدى القرى وقال الجيش في بيان له انه خلال الساعات ال24 الأخيرة قتل 15 من طالبان اثناء عملية القوات الأمنية في وزيرستان بينما خسرت قوات الأمن جنديا فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح. وبذلك يرتفع الى 182 عدد المتمردين و26 عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري. وكان الجيش الباكستاني قد حقق أول أمس اول نجاح رمزي مع سيطرته على قرية كوتكاي معقل زعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله محسود ومسقط رأسه. وفى سياق متصل اكدت مصادر باكستانية مقتل 9 مسلحين على الأقل وجرح 8 آخرون خلال العمليات العسكرية في جنوب وزيرستان ونقلت محطة "جيو تي في" الباكستانية عن مصادر أمنية أن قوات الأمن أحكمت سيطرتها على منطقتين جديدتين في جنوب وزيرستان وقتلت 9 مسلحين على الأقل وأصابت 8 آخرين بجروح، كما وتمنكت من تدمير مخبأين للمسلحين في الأيام الأولى من إطلاق العملية العسكرية في المنطقة. وأفادت المصادر أن مواجهات حصلت بين المسلحين والقوى الأمنية في اجزاء من جنوب وزيرستان ما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى من المسلحين، كما تمكنت القوات العسكرية من تطهير منطقة نواز كوت، وقصفت الطائرات منطقة بدر ولادها وسام وتمكنت من تدمير مخابئ للمسلحين. الى ذلك قالت الشرطة الباكستانية ان مسلحين يركبون دراجة نارية قتلوا بالرصاص أمس شفيق أحمد خان وزير التعليم في حكومة اقليم بلوشستان بباكستان في مدينة كويتا. وذكر طبيب في المستشفى الرئيسي في كويتا عاصمة بلوشستان أصيب في الرأس وتوفي متأثرا بجروحه وهو في طريقه للمستشفى. وفى اطار اخر أعلنت قوات الأمن مقتل 6 جنود في تحطم مروحية عسكرية باكستانية في المنطقة القبلية المحازية لأفغانستان. وأفادت صحيفة "داون" الباكستانية أن بياناً صدر عن القوات الباكستانية أشار إلى مقتل 6 جنود لدى تحطم طائرة الهليكوبتر "ام أي 17" في منطقة ناواباس في مقاطعة باجور القبلية بعد عطل فني أصابها. ولفتت إلى أن الطيارين جرحوا لكنهم سالمين وبعيدين عن الخطر. واوضح ان "الطيارين وهما برتبة قومندان وكابتن، بالاضافة الى ضابط مساعد قتلوا فيما اصيب شخصان اخران بجروح" مشيرا الى ان المروحية قامت بامداد مركز في منطقة نائية بالوقود والمواد الغذائية. وتحطمت المروحية بسبب "عطل فني" كما اوضح مسؤول عسكري اخر مشيرا الى ان الحادث وقع في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الامنية. وفى اطار متصل فجر انتحاري سيارته المفخخة امس على طريق سريع في باكستان ما ادى الى مقتل شرطي، حسب ما اعلن قائد شرطة المرور. ووقع الانفجار بالقرب من مدينة للاه، جنوب اسلام اباد، على محور طرق يربط عدة مدن رئيسية في البلاد. وقال قائد شرطة المرور وسيم كوسر ان انتحاريا فجر سيارته بعد اعتراضه بالقرب من احد محاور الطرق واوضح ان ضابط شرطة اعترض السيارة للتأكد من هوية ركابها بعد معلومات من اجهزة المخابرات، قتل في الانفجار وحاول احد ركاب السيارة الفرار عند اعتراضها ولكن الشرطة تمكنت من اعتقاله. وقال هذا الرجل في افادته الاولية انه جاء مع الانتحاري من مدينة بيشاور وكانا متوجهين الى لاهور لكن مسؤولا كبيرا اخر في الشرطة قال انه لا يزال من غير الواضح ما اذا كان هناك رجل اخر في السيارة لان المحققين لم يعثروا بعد على اشلاء الرجل الذي يعتقد انه الانتحاري. وقال قائد الشرطة المجلية اسلام تارين لتلفزيون اكسبرس الحاص انه حتى الان لم يتم العثور على اشلاء الرجل الثاني، والتحقيقات مستمرة. وبحسب التحقيق الاولي فانه تم اعتقال رجل واحد"، واضاف ان المعلومات تشير الى ان هذا الرجل هو الذي كان يقود السيارة، واشار الى انه تم استخدام حوالى 30 كلغ من المتفجرات في الانفجار.