سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مقابر المشاهير" تغرق في الصرف الصحي.. وتحولت إلى وكر لتعاطي الخمور والمخدرات الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشكري سرحان أبرز الضحايا
مقابر البساتين التي دفن بها الرموز في السياسة والأدب والفن وأصبحت معلما تاريخيا ومزارا للكثيرين, اليوم تبدل الحال وتغير بعد أن لفها الإهمال وأصبحت مأوى للخارجين على القانون فيتم فيها تناول كل الممنوعات. وليت الأمر يتوقف عند هذه الكارثة بل امتدت للأبشع ففي داخل التي تقع جنوبالقاهرة؛ حيث رائحة الموت تنبعث من كل ما حولك، رصدنا الحالة المزرية التي وصلت لها مدافن رموز الفن والدين، ومنهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وشكري سرحان، وحسين رياض، وغيرهم من نجوم الزمن الجميل الذين ذاع صيتهم ذات يوم، ثم تركت الحكومة مقابرهم غارقة في مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة ومخلفات البناء والمياه الجوفية التي تسبب فيها البناء العشوائي بمنطقة بحيرة «عين الصيرة»، وهو ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخل المقابر. يقول أيمن محمد، «تُربى» وحارس مقابر المشاهير في البساتين: "كنا نجمع عظام الموتى الطافية من فوق المياه الجوفية بعد أن غرقت المقابر تمامًا، وفي كل عام يصبح قدوم الشتاء كارثة بكل المقاييس؛ حيث ترتفع المياه الجوفية بطريقة تتسبب في تشقق الطرق المحيطة بالمنطقة وتشربها تمامًا بالمياه، وما زاد الطين بلة هو قيام الحكومة بمد وصلات للإضاءة والصرف الصحي إلى سكان المقابر، وإلقاء ناتج الحفر فوق المقابر وفي الطرقات، ما يهدد جدران وأسوار المقابر، وهناك بعض الجثامين فشلنا فى إنقاذها بعدما تهدمت المقابر تمامًا". مياه الصرف الصحى وأكوام القمامة ومخلفات البناء تغرق مقابر مشاهير الفن والدين. وأضاف «أيمن» للوطن أن «من أكثر المقابر التي أضيرت مقبرة الفنان عبدالحليم حافظ وأفراد عائلته ومنهم إسماعيل شبانة وعلية شبانة وابن خالته شحاتة، بالإضافة إلى مقابر الفنانين إسماعيل ياسين، وحسين رياض وعائلته، وشكري سرحان وأسرته». وتابع «التُربي»: «وقد سارعنا بالاتصال بأسرهم الذين طالبوا المحافظة بسحب المياه الجوفية من المقابر وإنقاذ رفات ذويهم، إلا أن الرد الرسمي كان التجاهل التام، فما كان من أسرة «عبدالحليم» إلا أن عمدت إلى رفع المقبرة وصب خرسانة تحتها، إلا أن المياه لا تزال تهدد المقبرة، وأعتقد أنها لن تصمد طويلاً، وهو نفس حال مقبرة الفنان حسين رياض المواجهة له، أما عن مقبرتي شكري سرحان وعبدالباسط عبدالصمد فحدِّث ولا حرج، فرغم تجديدهما إلا أن بقاءهما في نفس منسوب الأرض يهدد المقبرتين والرفات معًا. جولتنا داخل المقابر كشفت أيضًا عن المزيد من مظاهر الإهمال الذي يهدد منطقة كان من المفترض تحويلها إلى مزار سياحي؛ حيث ما زال الآلاف يأتون إلى مقابر المشاهير في ذكراهم، فما بين سرقة الأبواب الحديدية، إلى جلسات تعاطي المخدرات والخمور، إلى مخلفات البناء والقمامة التي يتم إلقاؤها هنا بالأطنان».