نستطيع أن نؤكد تماما الآن أن عاصفة الحزم التي كان مخططا لها أن تحقق أهدافها في غضون ساعات قليلة وليس لأيام متواصلة؛ قد فشلت تماما في تحقيق أهدافها المرجوة من إلحاق الهزيمة الساحقة بالحوثيين، وعلي الرغم من تدني الآمال فيما بعد لعاصفة الحزم وحديث الخليج الذي أصبح ناعما بخلاف اللهجة القوية التي ظهروا بها مع بداية انطلاق العاصفة؛ وقولهم أنهم لم يحاربوا لكي ينتصر طرف علي آخر ولكن لكي يجلس طرفي النزاع علي طاولة المفاوضات لتعود شرعية هادي ويضع الحوثيون أسلحتهم. وبدخول إيران علي الخط يتضح كما أسلفنا أن أمريكا التي تقود العاصفة الخليجية ولا أحد من الخليج باستطاعته وفي مقدمتهم سلمان ملك السعودية اتخاذ قرار بإنهاء عاصفة الحزم، فأمريكا قد وضح باتفاقها النووي الذي أعتبره اتفاقا عاجلا ومؤقتا ولا قيمة له، والغرض الوحيد من إنجازه هو التفرغ لمعمعة الخليج وإدخال الدولة الفارسية في اللعبة، وقلنا من قبل وأكدت الأحداث صحة توجهنا أن غاية ما تطمح فيه أمريكا أن تتدخل أطراف أخري في تلك الحرب وإشعال المنطقة بملاحم حربية ستكون عواقبها أسوأ آلاف المرات من حرب العراقوإيران التي استمرت لثماني سنوات، وكانت أمريكا وروسيا معا يبيعا لطرفي الحرب (العراقوإيران) الأسلحة والمعدات لدراسة تطبيقاتها العملية علي الأرض من ناحية، والمكاسب الخرافية الأخري من ناحية، ففي وقت الحرب ستشتري السلاح بأي ثمن. وعودة إلي عاصفة الحزم قد أصبحت متأرجحة ومترنحة علي نحو يظهرها كالتائه الذي لا يعرف ماذا يفعل وأي أهداف أخري سيضربها وأعداد القتلي المرتفع مع انهيار البنية التحتية لليمن ينذر بالكوارث، وقد جاء هذا الترنح بعد دخول إيران وروسيا في دعم الحوثيين بالسلاح وهو أمر لا يستطيع أحد أن ينفيه وخاصة مع الظهور القوي للحوثيين الذي كان لابد أن يظهر عكسه لو أن عاصفة الخليج كانت قد أتت بثمارها ونجحت في ضرب قواعد تسلح الحوثيين، إلا أن الأمر بات مؤكدا من أن الحوثيين حصلوا علي السلاح بأكثر مما كان في حوزتهم، وأن إيران التي أصبحت تهديدا مباشرا لعاصفة الخليج عبر البحر من الممكن أن تقوم بضربة مباغتة تظهر كرد فعل علي سفنها بالبحر بعد أن تجعل أمريكا أحد عملائها بإحدي الدول يقوم بضربة البداية ثم يبدأ الرد الإيراني، وأعتقد أن رد المسيري متحدث عاصفة الحزم بأنهم سيضربون أي سفن تهدد المواني بعدن حتي لو كانت إيرانية قد فتح بابا ربما بغير قصد لأمريكا لتمارس خططها في الإيقاع بالجميع في ملاحم وحروب مدمرة سيكون الكل خاسر فيها والمكسب الوحيد فيها لإسرائيل وأمريكا. ونحن ندعو الدول العربية التي رفضت المشاركة في عاصفة الحزم ألا تكتفي بالصمت، وأن تتدخل فورا بتكوين مجلس عربي من تلك الدول للتوسط بين طرفي النزاع باليمن؛ وإيقاف الحرب قبل أن تشتعل المنطقة بأسرها في لحظة لا أشك أنه يتم دراستها في دولة الشر لتحديد ساعة الصفر لانطلاق أكبر حرب بالشرق الأوسط بتخطيط أمريكا التي أشعلت كل الحروب في منطقتنا.. فهل من مدكر؟!