قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكة في مقالٍ لها للكاتب والمحلل السياسي "روبرت كاجان" أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هو هبة جيوسياسية من السماء وطالب ساخراً بأن يتم منح قائد الانقلاب جائزة نوبل في للقتل الجماعي والتعذيب ضد أبناء وطنه لحماية أشد الناس عداءاً على الصعيد الديني والاجتماعي لمصر. وعلق "كاجان" علي قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي استئناف الولاياتالمتحدة لمساعداتها العسكرية لمصر والتي كان قد تم تعليقها في أعقاب الانقلاب العسكري في 2013 بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر انتهاك جديد للحقوق والحريات الإنسانية. جاء قرار الرئيس الأمريكي بعد أيام فقط من إعلان مصر أنها سترسل أربع سفن حربية لمساعدة المملكة العربية السعودية في الحرب ضد الحوثيين في اليمن في اشارة منه بأن خطوة أوباما كانت مكافأة لمصر على مشاركتها في تلك الحرب. ويؤكد "كاجان" أن الشيء المضحك هو أن السيسي لم يكن بحاجة إلى الأسلحة التي تمتلك مصر مخزونًا كبيرًا منها بفضل الولاياتالمتحدة ولكن حقيقة ما أراده السيسي هو إشارة لتأييد الولاياتالمتحدة الكامل لتعزيز شرعيته. ويقول أن إذا كان الأمر كذلك فتلك حماقة أخرى كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية فالسيسي سوف يذهب إلى محاربة الإرهاب المزعوم على طريقته الخاصة سواء قامت الولاياتالمتحدة بالدفع مقابل ذلك أو لم تدفع الفارق الوحيد هنا هو تواطؤ الولاياتالمتحدة وقيام الحليف بتعذيب الشباب المصري الذي قد يتحول إلى إرهابيين يهددون أمن وسلامة الولاياتالمتحدة فإن سهام هؤلاء الإرهابيين ستوجه إلى هدف آخر أكبر. ويختتم "كاجان" قولة بأنه من جديد تعود الولاياتالمتحدة إلى عهدها السابق في مص. إنها عقيدة نيكسون تبعث من جديد ولا تزال الإدارة الأمريكية فريسة لذات الأوهام التي تقول بأن الديكتاتورية تساوي الاستقرار وبأن القمع الوحشي هو رد الفعل في مقابل التطرف تحتفي الولاياتالمتحدة بالسيسي كما احتفت بأسلافه الشاه ومبارك وغيرهم من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط. إنه رجلنا حتى يأتي اليوم الذي سنشهد فيه انهيار نظامه.