فاز الطلاب المنتمون لأحزاب المعارضة بنسب تتراوح بين 70 و40% من المقاعد في الانتخابات، التي جرت أمس بمختلف جامعات مصر، وقد فاز الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين ، بنسب تتراوح بين 60 و30% من مقاعد «الاتحادات الطلابية الحرة» ، وأشرف على تنظيمها الطلاب من التيارات المختلفة بدعم من «حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات» لتكوين «اتحادات موازية» للاتحادات الحكومية ، التي نظمت الجامعات المصرية انتخاباتها وشهدت عمليات شطب جماعي لمرشحي الاتجاه الإسلامى والإخوان والمعارضة، «نحو ثلاثة آلاف مرشح من الطلاب المنتمين للتيار الديني والناشطين سياسيا»، وقد شهدت انتخابات اتحاد الطلاب الحر حصارا أمنيا مشددا، ومحاولات لإفشالها من قبل عناصر من خارج الجامعة. وجاءت انتخابات «اتحاد الطلاب الحر» احتجاجا على ما تراه المعارضة بمختلف فصائلها تدخلات من الأمن والإدارة الجامعية في انتخابات الاتحادات «الحكومية »، التي جرت أوائل نوفمبر الجاري في الجامعات المصرية، وتعرض خلالها مرشحو المعارضة لعمليات اعتقال وشطب، ومنع للناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
وأرجع الدكتور رشاد بيومي، المسؤول عن انتخابات الاتحادات الطلابية بجماعة الإخوان، نتائج مرشحي الجماعة التي تراجعت في بعض الجامعات (عين شمس) إلى 30%، إلى الحصار الأمني، الذي فرض على الجامعات، بالإضافة إلى ما شاب الانتخابات من عمليات «بلطجة».
وقال بيومي: إن الإخوان قرروا دخول هذه الانتخابات بمنطق المشاركة مع كافة الأطياف السياسية، لا المغالبة، والهدف من هذه الانتخابات هو ممارسة الديمقراطية، التي منعها الأمن في الانتخابات التي نظمتها الجامعة.
وقد فاز طلبة الاخوان بنسبة 60% من المقاعد في انتخابات جامعة القاهرة، بينما تراجعت هذه النسبة في جامعة عين شمس الى 30% فقط، وتراوحت نسبة طلبة الاخوان في بقية «الاتحادات الموازية» بمختلف الجامعات بين هذين الرقمين. وشارك في الإشراف على انتخابات «الاتحاد الحر» منظمات المجتمع المدني، وأعضاء من هيئات التدريس المنتمين إلى «حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات»، وسط تحرشات أمنية اختلفت قوتها من جامعة لأخرى.
وفي جامعة القاهرة، أدلى 8150 طالبا بأصواتهم في الانتخابات الموازية، لانتخاب 350 طالبا من 700 مرشح في ست كليات، هي التجارة، الآداب، دار العلوم، الطب، الطب البيطري والهندسة.
وقال محمود قطب، منسق انتخابات الاتحاد الحر بجامعة القاهرة، إن الانتخابات جرت وسط اجراءات أمنية مشددة، وأضاف: ان جامعة القاهرة محاصرة بأعداد كبيرة من قوات الامن المركزي، وكل أبواب الجامعة يقف عندها الضباط لمنع الصحافيين من الدخول الى الحرم الجامعى لتغطية الانتخابات».
وأوضح أن ضباط جهاز مباحث أمن الدولة يقفون أعلى قبة الجامعة لمراقبة الطلاب المشاركين في هذه الانتخابات، إلا أنه أكد عدم حدوث أي احتكاكات مباشرة بين قوات الامن والطلبة، حتى نهاية اليوم الانتخابي. أما في جامعة حلوان فقد خاض الانتخابات الموازية نحو ألف طالب في 8 كليات، بينما أدلى نحو 12500 طالب بأصواتهم في الانتخابات، ويجري حاليا فرز الاصوات لإعلان النتائج النهائية في كل كلية، تمهيدا لانتخاب أمين عام اتحاد الجامعة والأمين العام المساعد.
وفي جامعة الأزهر، شهد التصويت إقبالا كبيرا وبلغت نسبة المشاركة في التصويت نحو 30% 40% من الطلبة، وتم إعلان النتائج في كل الكليات، وفي جامعة المنصورة، أجريت انتخابات اتحاد الطلاب الحر في 7 كليات، هي الطب والهندسة والصيدلة والتجارة والتربية والحقوق والطب البيطري، وسط أجواء من الهدوء الأمني غير المتوقع، مما ساعد على زيادة الاقبال على التصويت، حيث أدلى 8200 طالب بأصواتهم، وتمت عمليتا التصويت والفرز تحت إشراف ومراقبة لجنة محايدة من الطلاب، بلغت 120 طالبا وطالبة، في وجود أعضاء من هيئة التدريس بالجامعة، وجار استكمال بقية الفرز لإعلان النتائج النهائية.
بينما كان الامر على النقيض تماما في جامعة عين شمس، حيث فرضت قوات الامن حصارا على مباني الجامعة منذ الصباح الباكر، وأحبطت مظاهرة ، وتمت انتخابات الاتحاد الحر وسط أجواء غاية في التوتر.
وأشارت الدكتورة عايدة سيف الدولة استاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة عين شمس، وإحدى أعضاء «حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات»، الى أنها توجهت مع ثلاثة من زملائها من أعضاء الحركة لمراقبة الانتخابات وحماية الطلبة من تحرشات واعتداءات متوقعة من قبل الأمن. وقالت «إن احد أفراد الامن حاول إخراجنا من مكان إجراء الانتخابات، إلا أننا رفضنا الانصياع له». مضيفة: أن الجامعة امتلأت ب«البلطجية الذين دخلوها بكارنيهات مزورة»، وحاصروا طلبة الاتحاد الحر في مسجد الجامعة ورفضوا اخراجهم من المسجد، إلا بعد أن تأكدوا أن أحدا من الطلاب لم يلتقط لهم صورا بكاميرات الهواتف الجوالة أو الكاميرات العادية.
وكانت نتيجة الانتخابات في جامعة عين شمس مفاجأة، إذ حصل طلاب الاخوان المسلمين على 30% فقط في انتخابات الاتحاد الحر.