- الخدمات معدومة ومياه الشرب ملوثة وأطباء المستشفى يهملون المرضى - إذا كان البعض يشكو من انقطاع التيار.. 12 قرية بالواحات لا تعرف الكهرباء تحقيق: ماجدة النجار مشكلات كثيرة يعيشها أبناء الواحات البحرية الذين يعتبرون أنفسهم على هامش الحياة فهم في وادٍ وصناع القرار في وادٍ آخر الخدمات الأساسية شبه معدومة ومياه الشرب تحتوي على بعض المعادن التي تجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي؛ حيث الشبكات متهالكة وقديمة فلا يتم تنقيتها قبل توصيلها للمنازل عبر الفلاتر وتنظيف الخزانات يحدث هذا في المناطق الرئيسية بالواحات كالباويطي والقصر ومنديشة. قرى بلا كهرباء أما منطقة الحيز التي تبعد عن الباويطي 40 كم والتي تضم 12 قرية تقريبا فهي محرومة من كافة الخدمات على رأسها الكهرباء؛ حيث يعتمد القادرون من الأهالي على المولدات الكهربائية في الإنارة أما الفقراء فيستخدمون الشموع ولمبات الجاز رغم دخولنا الألفية الثالثة ومع استخدام المولدات تشب الحرائق أحيانا فيتم التعامل معها من خلال طفايات صغيرة في ظل انعدام وحدة مطافئ لإغاثة المتضررين ومجرد بناء لوحدة صحية يسكنها الأشباح فلا أطباء ولا أجهزة لإسعاف المرضى والأهالي يعتمدون على الطبيب الصيدلي في تقديم الإسعافات الأولية فضلا عن نقص المدارس الابتدائية والإعدادية وخلو المنطقة من المدارس الثانوية تمامًا. مستشفى بلاخدمات أما المستشفى العام الوحيد بالواحات فحدث ولا حرج فالمكان يبدو كبيرًا مكتظًا بالمرضى الذين يدورون حول العيادات بأوراق التحاليل والإشاعات بحثًا عن الطبيب المعالج دون جدوى؛ حيث ترك الأطباء عياداتهم خالية ليستقروا بالسكن المخصص لهم بالطابق الثالث قبل حلول الواحدة ظهرًا مشهدًا واحدًا كان كافيا لتلخيص ما يجرى بالمستشفى حين شوهد المرضى يصعدون للأطباء لاطلاعهم على نتائج التحاليل والأشعة كما روى أحدهم عن امتناع أحد الأطباء النزول لسيدة مريضة ومسنة طالبا صعودها لإجراء الكشف الطبي عليها يحدث هذا في ظل صمت مدير المستشفى الذي تعلل بنقص التخصصات وبتكليف الأطباء للعمل بالواحات على غير رغبتهم والمحصلة أن أبناء الواحات يتعرضون للموت جراء حوادث الطرق أو بالأزمات القلبية أو أثناء وضع الولادات القيصرية المتعثرة؛ حيث يصعب التعامل مع هذه الحالات وغيرها فيضطر الأهالي لنقل المرضى لمستشفيات القاهرة التي تبعد نحو 450 كم من الواحات يحدث هذا لمدينة مصرية يعيش فيها أكثر من 60 ألف نسمة بعد حدوث ثورتين عظيمتين حيث لا تعبأ الحكومة بأبنائها على الحدود المترامية للدولة كما لا يحرك مسئول ساكنا سواء المحافظ أو وزير الصحة أو وزير الكهرباء أو أي من المسئولين المعنيين بتوفير الحد الأدنى لمستوى المعيشة ولن نطمح في نقلة نوعية للحياة المرفهة لأبناء الواحات وإن كانوا يستحقونها عن جدارة. كنوز ضائعة وحتى لا ننسى فإن الواحات البحرية قطعة من قلب الصحراء الغربية المليئة بالكنوز بما حباها الله سبحانه وتعالى من خيرات في ظاهر الأرض وباطنها وهي تستحق لقب البيضة الذهبية لطبيعة تكوينها الجيولوجي المنخفض شبه البيضاوي وهي ما تزال من المناطق البكر التي لم تستغل كنوزها بعد فهناك الصحراء السوداء المليئة بالمعادن لاسيما الحديد وكذلك الصحراء البيضاء التي تقع على مساحة ثلاثة آلاف فدان وتعد من أجمل المحميات الطبيعية التي تشكل فيها الصخور الجيرية البيضاء تكوينات خلابة للإنسان والحيوان والنبات كما تضم جبل الكريستال الذي تتشابك فيه البلورات التي تتلألأ والحصى مع الرمال مكونة صخور شفافة أشبه بالكريستال وهو إلى جانب قيمته السياحية المتفردة يمكن استغلاله في الصناعات الطبية المختلفة كما تنذر سلاسل الجبال الممتدة على طول الواحات بثروات معدنية هائلة منها منجم الحديد والصلب الذي يحتوى على ثلاثة مناجم لم يستغل منها سوى جزءًا واحدًا جاري العمل به منذ عام 1973 وفي حضن الصحراء يقع وادي المومياوات الذي يضم 254 مومياء مغطاة برقائق ذهبية فضلا عن العديد من المقابر الأثرية والمتاحف. إهمال السياحة العلاجية بالواحات تكثر العيون الكبريتية العديدة التي تصلح للسياحة العلاجية ناهيك عن العيون العذبة التي تروي نحو ثلاثة ملايين نخلة دون أشجار الزيتون إن مخزون المياه الجوفية بالواحات من شأنه تحويلها إلى جنان رائعة ورغم أن الواحات هي الأقرب لمحافظات المنيا وأسيوط والوادي الجديد إلا أنها تتبع محافظة الجيزة إداريا و6 أكتوبر انتخابيا الأمر الذي يحرم أبناءها من تمثيلها في البرلمان وهو ما يعني أيضا عدم اهتمام النواب بها أو متابعة مشكلاتها لبعد المسافة ومن ثم ينبغي أن تصبح محافظة مستقلة بذاتها ودائرة لمجلس الشعب بحيث يكون نوابها من أبنائها فأهل مكة أدرى بشعابها لعلهم يستطيعون وضعها على الخريطة التي غفل عنها الغافلون.