هل نجحت الثورة المضادة أيضا في ليبيا؟ فقد استهلت صحيفة تليجراف البريطانية من خلال تقرير لها حول الوضع في ليبيا بقولها: تعيين اللواء خليفة حفتر قائدا للجيش الليبي، دليل على عودة رموز النظام القديم للحياة السياسية.. بهذه المقدمة علقت الصحيفة على تعيين "برلمان طبرق"، حفتر رسميا أمس الإثنين قائدا للجيش الليبي. وترى الصحيفة، حسب موقع مصر العربية، أيضا أن تعيين حفتر قائدا للجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليًّا، يُعقِد من محادثات السلام التي تلعب فيها الأممالمتحدة دور الوسيط لإنهاء الصراع الدامي في البلاد الغنية بالنفط. وتقول الصحيفة "بعد أربعة أعوام من الاحتجاجات العارمة التي آلت إلى سقوط الديكتاتور الليبي معمر القذافي، أصبحت ليبيا منقسمة بين برلمان معترف به دوليا في مدينة طبرق شرقا وبين برلمان آخر يسيطر عليه الإسلاميون في العاصمة طرابلس". واستغل الموالون لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش" فراغ السلطة الذي يجتاح البلاد الآن، فيما تحاول الأممالمتحدة تجنيب ليبيا الانزلاق للفوضى عن طريق عقد محادثات سلام. وتعود الصحيفة للحديث عن حفتر الذي تقول إنه ظهر كأحد أهم الشخصيات في ليبيا ما بعد الثورة؛ حيث كان أحد الجنود المنشقين عن نظام القذافي والتحق بصفوف الحركة المطالبة بإسقاطه، لكنه يقود حاليا هجوما كاسحا ضد القوات المدعومة من الإسلاميين بدعم من برلمان طبرق. لكن حملته العسكرية طالتها انتقادات؛ لاستخدامه للقوى ضد الأهداف المدنية، لكن بالنسبة لحكومة طرابلس وتحالفها من الميليشيات المدعومة من الإسلاميين المعروفة باسم "فجر ليبيا"، فإن تعيين اللواء حفتر هو دليل أن رموز النظام القديم يتشبثون بالعودة لمحور الحياة السياسية. انحدار ليبيا للفوضى عززته الحرب بالوكالة بين القوى الأجنبية ففي الوقت الذي ألقت فيه مصر والإمارات بثقلهما لدعم قوات حفتر وقدمت له سلسلة من المساعدات الخفية، قامت تركيا وقطر على الجانب الآخر بإرسال أسلحة لقوات فجر ليبيا.